01-أكتوبر-2024
اليوم الـ361

جيش الاحتلال ينقل آلياته العسكرية إلى جنوب لبنان (رويترز)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ "عملية برية محددة" في جنوب لبنان، برفقة "إسناد جوي ومدفعي"، بهدف مهاجمة مواقع "حزب الله" على الحدود اللبنانية مع شمال الأراضي المحتلة، في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال عدوانه المستمر في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الـ361 على التوالي، وسط استهداف المباني السكنية والمدارس التي تؤوي نازحين.

وفي التفاصيل، شن جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، غارات جوية عنيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، بالتزامن مع إعلانه بدء عملية عسكرية "برية محددة" بالجنوب اللبناني تحت غطاء قصف مدفعي عنيف استهدف بلدات لبنانية حدودية، واستبق جيش الاحتلال قصف الضاحية الجنوبية بإصدار أوامر إخلاء لسكان أحياء الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة في المنطقة.

وقصفت مدفعية جيش الاحتلال بلدات الوزاني والخيام وسهل مرجعيون بشكل مكثف، فضلًا عن استهداف مقاتلات الاحتلال الطريق العام بين كوكبا ومرجعيون ما أدى إلى قطع الطريق بين البلدتين، بالإضافة إلى إلقاء جيش الاحتلال قنابل مضيئة على أطراف بلدة عيتا الشعب الحدودية بقضاء بنت جبيل.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ "عملية برية محددة" في جنوب لبنان، في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال عدوانه لليوم الـ361 على التوالي في قطاع غزة

وشن جيش الاحتلال غارة جوية استهدفت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، ما أسفر عن سقوط ستة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال، ونعت "كتائب شهداء الأقصى" القيادي في صفوفها، حسن منير المقدح، الذي قضى في الغارة التي استهدفت المخيم.

في المقابل، أعلن "حزب الله" في بيان، أنه "استهدف تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا قضاء مرجعيون بالأسلحة المناسبة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة"، وفي بيان منفصل، قال الحزب إنه استهدف قوات إسرائيلية عند بوابة مستوطنة "شتولا" شمالي إسرائيل بالقذائف المدفعية و"حقق فيها إصابة مباشرة".

وأمس الإثنين، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، في بيان، إنه "بناء على قرار المستوى السياسي، بدأ جيش الدفاع عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان"، وأضاف "يعمل جيش الدفاع وفق خطة مرتبة تم إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية، والتي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة".

وأكد هاغاري أن "القوات البرية مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو، وقصف مدفعي يستهدف أهدافًا عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة"، لافتًا إلى أن "الموافقة تمت على مراحل الحملة، ويتم تنفيذها وفقًا لقرار المستوى السياسي".

وجاء بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال، بعد وقت قصير من إعلان إقامة منطقة عسكرية مغلقة في ثلاثة مستوطنات على الحدود مع لبنان هي: المطلة ومسغاف عام وكفار غلعادي، فيما قال "حزب الله" في بيانات منفصلة، إنه استهدف تجمعات لجنود الاحتلال، وحقق فيها إصابات مباشرة، في مستوطنتي المطلة وأفيفيم.

اتفاق أميركي إسرائيلي على تفكيك البنية التحتية لـ"حزب الله"

إلى ذلك، قال جيش الاحتلال، إن الفرقة 98 تقود العملية البرية داخل لبنان برفقة قوات من المظليين وكوماندوز واحتياط، وأضاف البيان الصادر عن جيش الاحتلال، أن "قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين)".

وبحسب ما جاء في بيان جيش الاحتلال، فإنه "قبل بدء العملية نفذت القوات التدريبات المناسبة، وبعد أشهر من العملية البرية في قطاع غزة، اكتسبت قوات الفرقة المهارات والخبرة العملياتية لينتقلوا شمالًا للقيام بعملية برية على الجبهة الشمالية بعد تنفيذ التعديلات اللازمة للقتال في لبنان".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تحدث إلى نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، وأضافت في البيان: "اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شن هجمات على غرار هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل"، وفق تعبيره.

وكانت القناة الـ13 العبرية قد ذكرت، أمس الإثنين، إن المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" صادق على تعديل صياغة البند الذي ينص على "الامتناع عن توسيع الحرب، والتطلع لعزل الجبهات ومنع اندلاع حرب متعدد الجبهات مع التركيز على إيران"، لتصبح صياغة هذا البند: "تقليل احتمالية أن تؤدي العمليات العسكرية الكبيرة في لبنان إلى حرب متعددة الجبهات".

وبحسب القناة العبرية، فإن هذا التعديل يشير إلى "استعداد إسرائيل لتوسيع كبير في رقعة الحرب، بما في ذلك تبادل محتمل للهجمات مع إيران"، مضيفة أن "الكابينت" صادق على تعديل صياغة هذا البند غير المعلن في اجتماع عقد عن بعد، ليل الخميس الماضي، عشية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في الوقت الذي كان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في نيويورك.

الاحتلال يواصل عدوانه على غزة لليوم الـ361 على التوالي

وفي قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ نحو عام تقريبًا، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، بانتشال سبعة شهداء، وعدد من المصابين في قصف طائرة حربية لاحتلال مدرسة "الشجاعية" التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.

إلى ذلك، استشهد 14 فلسطينيًا معظمهم أطفال ونساء في قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلين في مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما نقل مراسل وكالة "الأناضول" التركية عن مصدر طبي، أن فلسطينيًا استشهد في قصف مسيّرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع.

ووفقًا لشهود عيان تحدثوا لـ"الأناضول"، فإن مدفعية جيش الاحتلال شنت قصفًا عنيفًا استهدف المناطق الشمالية لمدينة رفح، وذلك بالتزامن مع مواصلة آليات عسكرية للاحتلال عمليات تجريف واسع للأراضي في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس، وسط إطلاق نار وقصف من طائرات حربية.

كما شهدت المحافظة الوسطى قصفًا مدفعياً مكثفًا، تركز شمال شرق مخيمي النصيرات والبريج تزامنًا مع نسف مبان سكنية شمال شرق النصيرات، وفق ما نقلت "الأناضول" عن مصدر محلي، مشيرًا إلى إلقاء طائرة مسيّرة للاحتلال قنابل في محيط مركز الشرطة بأرض المفتي شمال مخيم النصيرات.

وفي مدينة غزة، قصف جيش الاحتلال بعدة قذائف مدفعية منطقة المصلبة وجامعة غزة في حي الزيتون جنوب المدينة، وسط إطلاق نار من آليات في منطقة دوار الكويت والكلية الجامعية، وفق شهود عيان، بحسب "الأناضول"

وقال مصدر في الدفاع المدني الفلسطيني لـ"الأناضول"، إن حريقًا اندلع في أحد المنازل شرق مدرسة عين جالوت جنوب حي الزيتون بعد قصف مدفعي بالمكان، كما أطلقت آليات الاحتلال النار وقذائف مدفعية بشكل متقطع شرق مدينة غزة، بينما أطلقت قنابل إنارة في أجواء حي تل الهوى غربًا، وسط إطلاق زوارق حربية نيرانها باتجاه ساحل المدينة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41615 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96359 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.