04-أكتوبر-2024
اليوم الـ364

سلسلة غارات عنيفة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من قطاع غزة مرورًا بالضفة الغربية، وصولًا إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حتى معبر المصنع الحدودي الذي يربط الجانب اللبناني مع الجانب السوري. حرب تتضح ملامحها أكثر من أي وقت مضى عبر إعلان الإدارة الأميركية دعمها للعدوان البري والجوي الذي يشنه الاحتلال على لبنان، يضاف إلى فاتورة دعمه منذ عام للعدوان المتواصل على مختلف الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا غزة، لليوم الـ364 على التوالي.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا مصادر طبية، باستشهاد أربعة فلسطينيين، ووقوع عدد من المصابين في قصف استهدف منزلًا شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، فيما قصفت مقاتلات الاحتلال منزلًا في شرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

كما قصف جيش الاحتلال منازل في موقع يأوي نازحين في كل من دير البلح وسط القطاع وخانيونس جنوبًا، وألقى قنابل حارقة تسببت بحرائق في منازل بمخيم النصيرات وسط قصف مدفعي استهدف جنوب مدينة غزة.

تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من قطاع غزة مرورًا بالضفة الغربية، وصولًا إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حتى معبر المصنع الحدودي الذي يربط الجانب اللبناني مع الجانب السوري

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41788 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96794 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

غارة للاحتلال على مخيم طولكرم

وفي الضفة الغربية المحتلة، قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ واحد على الأقل مقهىً شعبيًا في حارة الحمام في مخيم طولكرم، شمال الضفة، أمس الخميس، ما أسفر عن استشهاد 18 مواطنًا، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وهذه المرة الأولى التي يشن فيها الاحتلال غارة جوية تستهدف المخيم منذ الانتفاضة الثانية.

واقتحمت قوات الاحتلال في وقت لاحق بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرم، وأكدت مصادر محلية لـ"وفا"، اقتحام عدد من آليات إسرائيلية البلدة من حاجز عناب العسكري شرقًا، وجابت الشوارع والأحياء وتحديدًا الشارع الرئيسي والجبل الجنوبي، ومحيط المنتزه والبلدية والمقبرة الشمالية وشارع المدارس وطريق السهل، وحارة الشامية.

وقال جيش الاحتلال في بيان إثر المجزرة التي ارتكبها إن طائرة مقاتلة نفذت غارة في طولكرم بالتعاون بين الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك"، زاعمًا أنه قام "بتصفية مسؤول العمليات في حركة حماس بمدينة طولكرم".

وأعلن رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم، فيصل سلامة، استشهاد عائلة كاملة، جراء غارة الاحتلال الإسرائيلي على المخيم، مشيرًا إلى أن منزل العائلة ملاصق للمقهى الذي تعرّض للاستهداف، في الوقت الذي أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في مختلف المحافظات، اليوم الجمعة، حدادًا على أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المخيم.

من جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قصف الاحتلال للمقهى في طولكرم، بأنه "تصعيد خطير في عدوانه المتواصل على الضفة الغربية، ودليل على وحشيته وإفلاسه"، مؤكدة أن "المقاومة في طولكرم ومحافظات الضفة كافة ستبقى عصية على الكسر رغم بطش الاحتلال، وأن سياسة الاغتيالات لن تفلح في ثني شعبنا عن خيار المواجهة والتصدي للاحتلال"، داعية إلى الخروج، اليوم الجمعة، بمسيرات غاضبة.

وعقب الغارة الجوية التي شنها جيش الاحتلال على طولكرم، داهمت قوات الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس، بالإضافة إلى بلدة بيت أمر، ومدينة الخليل في الضفة الغربية، ونفذت حملة اعتقالات طالت ما لا يقل 25 فلسطينيًا، وتخلل عمليات المداهمة تفتيش للمنازل، وعبث وتخريب بالممتلكات العامة.

غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية

إلى ذلك، شنت مقاتلات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، اليوم الجمعة، وزعم جيش الاحتلال أن الغارات استهدفت اجتماعًا لكبار قادة "حزب الله"، وأن الاجتماع ضم الرجل المرشح لخلافة، حسن نصر الله، في قيادة الحزب، هاشم صفي الدين، وفقًا لما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وواصلت مقاتلات الاحتلال شن غارات جوية عنيفة استهدفت معظم بلدات ومدن الجنوب اللبناني وصولًا إلى الشرق، فضلًا عن قصف مدفعي مكثف يستهدف القرى المحاذية للحدود مع شمال الأراضي المحتلة، ووصلت حدت القصف لاستهداف سيارة إسعاف للهيئة الصحية الاسلامية قرب مستشفى مرجعيون الحكومي في جديدة مرجعيون، جنوب لبنان.

كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسماع دوي انفجارات صواريخ اعتراضية في سماء حيفا وخليجها بعد رشقة صاروخية، بعيد إعلان جيش الاحتلال دوي صفارات الإنذار في خليج حيفا ومحيطها، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق نحو 20 صاروخًا من لبنان باتجاه منطقة خليج حيفا والجليل الغربي، فضلًا عن إطلاق عدة صواريخ من لبنان على منطقة الجليل الأعلى.

وبعد تهديد جيش الاحتلال باستهداف معبر المصنع الحدودي الذي يربط بين الجانبين اللبناني والسوري، أفاد وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، في تصريح لوكالة "الأناضول"، بأن غارة إسرائيلية على معبر المصنع أدت إلى توقف العمل به، دون تفاصيل أخرى، فيما قالت وكالة الأنباء اللبنانية: "أغار الطيران الحربي المعادي على منطقة المصنع، مما أدى إلى قطع الطريق الدولية (بين البلدين)".

أما على المستوى الدبلوماسي، فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أمس الخميس، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "ترى من المناسب لإسرائيل أن تواصل هجماتها البرية والجوية على جماعة حزب الله اللبنانية في الوقت الحالي"، وزعم ميلر أن الإدارة الأميركية تريد "في نهاية المطاف أن نرى وقفًا لإطلاق النار وحلًا دبلوماسيًا"، لكنه أضاف "نرى أن من المناسب أن تقوم إسرائيل، في هذه المرحلة، بقتل الإرهابيين"، وفق تعبيره.

وأردف ميلر قائلًا: "نحن جميعًا هنا ندرك تمامًا تاريخ إسرائيل الطويل في بدء ما وصف في حينها بعمليات محدودة عبر الحدود اللبنانية لتتحول إلى شيء مختلف تماما.. تحولت إلى حروب واسعة النطاق وفي بعض الأحيان احتلال"، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستراقب كيف يتطور الصراع وتقيم الموقف باستمرار.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، قد حث إدارة بايدن في رسالة بعث بها إلى الرئيس الديمقراطي، على "التحرك (أمس الخميس) لضمان تسريع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك القنابل زنة ألفي رطل، لدعم حليفتنا"، مضيفًا "نتمنى جميعا ألا تحتاج إسرائيل إلى هذه القنابل الأكبر حجمًا، لكنها ضرورية من الناحية العملياتية لأن أعداء إسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله، يتعمدون استخدام مخابئ وأنفاق على عمق كبير تحت الأرض"، وفق تعبيره.