04-أكتوبر-2024
أطباء أميركيون

أطفال فلسطينيون يجلسون على أانقاض منزل دمرته غارة إسرائيلة (رويترز)

طالب 99 طبيبًا أمريكيًا عملوا طوعًا في قطاع غزة، الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، بوقف الدعم المقدم لـ"إسرائيل" فورًا، وجاء ذلك في رسالة مشتركة أشاروا في مضمونها إلى أنهم شاهدوا أثناء تقديمهم الخدمات الصحية التطوعية في غزة وفاة أطفال رُضع ماتوا نتيجة الهجمات والعراقيل الإسرائيلية، والأوبئة، وجرائم ضد حقوق الإنسان.

وقال الأطباء في رسالتهم: "بعضنا من قدامى المحاربين، وجنود الاحتياط، نحن مجموعة متعددة الأديان والأعراق"، وأوضحوا في الرسالة أنهم لا يؤيدون الأحداث التي رافقت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالاشتراك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

الأطباء قالوا في رسالتهم، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية، إن عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلى بكثير مما هو معروف، ورجحوا أن "يكون العدد أكثر من 118 ألف (شهيدًا وشهيدة)، وهو ما يعادل 5.4 بالمئة من سكان غزة".

الأطباء قالوا في رسالتهم إنه من المرجح أن يكون عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكثر من 118 ألف شهيدًا وشهيدة

وأكد الأطباء في رسالتهم أنه "يجب على حكومتنا (الإدارة الأميركية) أن تتخذ إجراءات فورية لمنع وقوع كارثة أسوأ مما حدث لشعب غزة وإسرائيل"، وشددوا على "ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار من خلال قطع الدعم العسكري لإسرائيل، وفرض حظر دولي للسلاح على إسرائيل وجميع الفصائل الفلسطينية المسلحة".

وبحسب "الأناضول"، قال جراح الصدمات والرعاية الحرجة الطبيب، فيروز سيدهوا، في الرسالة : "لم أرَ قط مثل هذه الإصابات الرهيبة بهذا الحجم الكبير في ظل موارد قليلة جدًا، قنابلنا تقتل الآلاف من النساء والأطفال"، كما أعرب الأطباء المتطوعين في رسالتهم عن رغبتهم في مشاركة "الأدلة المصورة على سوء التغذية الذي يهدد الحياة وخاصة الأطفال في غزة" مع بايدن وهاريس.

العالم تخلى عن النساء والأطفال الأبرياء

وجاء في رسالة الأطباء "لقد رأينا أمهات يعانينّ من سوء التغذية في غزة، ويقدمنّ أغذية مصنوعة من ماء ملوث لأطفالهنّ الذين يعانون من نقص الوزن، لا يمكننا أن ننسى أبدًا أن العالم تخلى عن هؤلاء النساء والأطفال الأبرياء".

وشدد الأطباء على أنه من "الصادم" أن تقوم "إسرائيل" أيضًا بإصدار أوامر إخلاء متكررة ومستمرة لسكان غزة الذين يعانون من سوء التغذية إلى مناطق لا توجد فيها حتى مياه جارية أو حمامات.

وقال جراح العظام، مارك بيرلماتر، وهو أحد الأطباء المتطوعين الذين وقعوا على الرسالة: "غزة كانت المكان الذي حملت فيه بيدي دماغ طفل لأول مرة في حياتي"، وشدد بيرلماتر على أنه "من المستحيل أن يتعرض الأطفال الصغار لإطلاق النار عن طريق الخطأ أو دون قصد" من قبل جنود الاحتلال خلال عام في غزة.

وأردف الأطباء في الرسالة: "نتمنى منكم أن تسمعوا الصيحات والصرخات التي لن يسمح لنا ضميرنا بنسيانها. لا يمكننا أن نفهم سبب استمراركم في تسليح دولة (الاحتلال الإسرائيلي) تتعمد قتل هؤلاء الأطفال بشكل جماعي".

وأكد الأطباء الذين أمضوا أشهرًا في أكبر المستشفيات والعيادات في غزة، أنهم "لم يروا أي نشاط مسلح فلسطيني" في المستشفيات أو مرافق الرعاية الصحية الأخرى في غزة.

وختموا رسالتهم بالقول: "كل يوم نواصل فيه توريد الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل يظل يومًا تتمزق فيه النساء بسبب قنابلنا، ويقتل الأطفال برصاصنا. الرئيس بايدن ونائب الرئيس هاريس، نطلب منكم: أوقفوا هذا الجنون فورًا".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في حكومة غزة قد قالت، إن عدد الشهداء ارتفع منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41788 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96794 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.