03-نوفمبر-2024
مخيم النصيرات

دخان يتصاعد جراء غارة على مخيم النصيرات (رويترز)

لليوم الـ394، تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين العُزّل في قطاع غزة، وسط استمرار المأساة الإنسانية واشتداد المجاعة في شمالي القطاع، نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية، وذلك تزامنًا مع تواصل العدوان على لبنان.

واستُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "النجار" في جباليا شمالي قطاع غزة، فيما ارتقى 6 شهداء، وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة "ورش أغا" في مدينة بيت لاهيا، التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي عنيف خلال الساعات القليلة الماضية.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضًا مخيم جباليا، كما نسفت عدة مبانٍ سكنية في محيط مركز إيواء اليمن السعيد في المخيم نفسه.

تُشير بعض التقارير إلى استشهاد أكثر من 50 طفلًا في جباليا، شمالي قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين

وأسفرت غارة جوية استهدفت منزلًا لعائلة "أبو العوف" في حي تل الهوا غربي مدينة غزة، عن استشهاد وإصابة عدة مواطنين. كما ارتقى 3 شهداء في قصف طال مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 43.314 شهيدًا و102.019 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 7 مجازر بحق المدنيين وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 55 شهيدًا و192 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي سياق متصل، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، كاثرين راسل، في تصريحات صحفية، إن هناك تقارير تفيد بمقتل أكثر من 50 طفلًا في جباليا خلال اليومين الماضيين.

"حماس" ترفض مقترحات الهدنة المؤقتة

وفي ظل استمرار جهود التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، نقل "التلفزيون العربي" عن مصدر مصري قوله إن حركتي "حماس" و"فتح" بدأتا، أمس السبت في القاهرة، اجتماعات لبحث تشكيل لجنة لإدارة الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.

وأكد المصدر المصري أن الحركَتين أبدتا مرونة وإيجابية بشأن إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة بعد وقف العدوان.

وهذا الاجتماع هو الثاني بين الحركتين، حيث اجتمع قادة من "حماس" و"فتح" في القاهرة، الشهر الماضي، لبحث تشكيل اللجنة بناء على اقتراح تقدمت به مصر.

ونقلت قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية، عن مصدر أمني مصري، قوله إن اجتماع "فتح" و"حماس" يأتي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة: "مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل للتهدئة بقطاع غزة والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع"، وفق قوله.

وأضاف أن: "الاجتماعات شأن فلسطيني خالص، وأنّ الجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".

ولم تنجح جهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر ومصر، بالتعاون مع الولايات المتحدة، حتى الآن، في التوصل إلى هدنة من شأنها وقف الحرب المستمرة في غزة منذ عام، وتبادل الأسرى.

وفي السياق، رفضت "حماس" أي مقترحات للتوصل إلى هدنة محدودة أو مؤقتة، مؤكدةً أنها ليست سوى "ذر للرماد في العيون"، لكونها لا تتضمن انسحابًا إسرائيليًا من القطاع، ولا عودة للنازحين.

وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، في بيان عبر "تلغرام"، إن: "مقترحات الهدنة لبضعة أيام لذر الرماد في العيون، فهي لا تتضمن وقفا للعدوان ولا انسحابا ولا عودة للنازحين"، مضيفًا أن: "نتعامل بإيجابية مع أية مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة".

وتابع الرشق أن: "نتنياهو يماطل لكسب الوقت، ويستخدم المفاوضات غطاء لاستمرار عدوانه"، مشيرًا إلى أن: "لعبة تبادل الأدوار بين الاحتلال والإدارة الأمريكية متواصلة في لبنان، كما هي في غزة"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحركة تتعامل: "بإيجابية مع أي مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة"، وفق البيان.

تصعيد إسرائيلي مستمر في لبنان

وفي لبنان، لا يزال التصعيد الإسرائيلي مستمرًا، حيث قصفت مقاتلات الاحتلال مناطق لبنانية للمرة الأولى، وأغارت على جسر في أقصى شمال البلاد، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن طيران الاحتلال شنّ غارة على منطقة جبل أكروم بالقرب من جسر عين السبع، وأخرى بين بلدتي النصوب وحلواص في محافظة عكار شمالي لبنان، بالقرب من الحدود السورية.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضًا معبر جرماش – قلد السبع على الحدود الشمالية الغربية للهرمل مع سوريا، وكذلك معبر أكوم داخل الأراضي السورية، بحسب مراسلة "التلفزيون العربي".

وقالت المراسلة، هديل نماس، إن الجسر المستهدف في عكار هو جسار صغير يربط بين بلدات شمالية بمحاذاة الحدود السورية، ويُستخدم كممر إلزامي للمشاة المتجهين إلى سوريا. مضيفةً أن الاستهداف يعكس استمرار إسرائيل في ضرب المعابر البرية اللبنانية السورية، خاصةً بعد استهداف المعابر الرسمية شرقي لبنان.

وشنّت طائرات الاحتلال الحربية عدة غارات على بلدات جويا وعدلون وحومين والخيام والبازورية والبرج الشمالي وزوطر الشرقية، في جنوبي لبنان.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، رصد إطلاق 10 صواريخ من جنوب لبنان تجاه مدينة حيفا، اعترض بعضها وسقطت 6 منها في مناطق مفتوحة.

وفي سياق متصل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قتل قائد منطقة الخيام في "حزب الله"، فاروق أمين العشي، والقائد في قوة الرضوان يوسف أحمد نون.

في المقابل، أعلن "حزب الله"، اليوم الأحد، استهداف تجمع لقوات الاحتلال في مستعمرات زرعيت وشوميرا وإيفن مناحيم بعدة صليات صاروخية.

وكانت فصائل مسلحة عراقية قد أعلنت، اليوم الأحد، مهاجمة هدف حيوي في الجولان السوري المحتل بواسطة الطيران المسيّر. كما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن 26.360 صاروخًا على الأقل أُطلقت على "إسرائيل" من عدة جبهات منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمها من قطاع غزة ولبنان، ثم إيران فاليمن وكذلك العراق.