في اليوم الـ395 من العدوان، شهدت مدينة غزة تصعيدًا خطيرًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إثر قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف جنوب المدينة، بينما واصل استهداف المرافق الصحية في شمال غزة، ما يمثل حملة إبادة ممنهجة تهدف إلى القضاء على كافة أشكال الحياة في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن جيش الاحتلال قصف منزلًا في حي التفاح شرقي غزة، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ولا تزال فرق الإسعاف تحاول إنقاذ مفقودين تحت الأنقاض، في حين أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات متتالية شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما استهدفت مقاتلات الاحتلال مدينة رفح جنوبًا، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
وفي شمال القطاع، واصلت قوات الاحتلال استهداف المرافق الصحية، أمس الأحد، حيث تعرضت مستشفيات "كمال عدوان، العودة، والإندونيسي" لقصف مباشر، مما ألحق أضرارًا كبيرة بهذه المستشفيات.
ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مصادر طبية من مستشفى "كمال عدوان" قولها إن القصف المدفعي طال أقسام المبيت وحضانة الأطفال وساحة المستشفى وخزانات المياه، مما أدى إلى إصابة طفل بجروح خطيرة.
شهدت مدينة غزة تصعيدًا خطيرًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إثر قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف جنوب المدينة، في الوقت الذي واصل استهداف المرافق الصحية في شمال غزة
كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال محيط مستشفى "العودة" في مخيم جباليا، فيما أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية النار تجاه بوابة مستشفى "الإندونيسي" وجدرانه في بلدة بيت لاهيا، مما أثار الذعر بين المرضى وفرق الرعاية الصحية.
إلى ذلك، أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الإثنين، باستشهاد شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة جراء قصف الاحتلال الذي استهدف منزلًا في "بلوك C" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتم نقلهما إلى مستشفى "العودة"، حيث تواصل الفرق الطبية جهودها لإنقاذ المصاب الذي وصفت حالته بالحرجة.
وفي تصعيد لاحق، قصفت مقاتلات الاحتلال منزلًا آخر في "مخيم 2" في النصيرات، مما أسفر عن إصابات وأضرار بالغة، كما قصفت زوارق جيش الاحتلال الحربية شواطئ مخيم النصيرات بعدة قذائف، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي القاطنين في المنطقة. كما نقل المسعفون خمسة جرحى من منطقة قيزان رشوان جنوب خانيونس، حيث استهدفت غارة من طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلًا، وتم نقل المصابين إلى مستشفى "ناصر" لتلقي العلاج.
نداءات عاجلة للتبرع بالدم في مجمع ناصر الطبي.. آخر التحديثات الميدانية في قطاع #غزة مع مراسل التلفزيون العربي عبدالله مقداد@abdallahmiqdad pic.twitter.com/n7r0gGBcE2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,341 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 102,105 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
المركبات المدنية هدف للمستوطنين
وفي الضفة الغربية المحتلة، أفاد موقع "العربي الجديد" بأن مجموعة من المستوطنين اقتحمت المنطقة الصناعية في مدينة البيرة وأضرمت النار في مركبات كانت متوقفة أمام المنازل، مما أدى إلى احتراق 18 مركبة وتضرر جدران بعض المنازل. وحينما حاول الأهالي الخروج، أطلق المستوطنون الرصاص ثم انسحبوا.
من جانب آخر، أكد الناشط فؤاد حسن في تصريح له أن جيش الاحتلال، بالإضافة إلى حارس أمن مستوطنة "مجدليم" المقامة على أراضي نابلس شمال الضفة الغربية، منعوا المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لاستكمال قطف الزيتون في بلدة قصرة جنوب نابلس، مشيرًا إلى أن المنع جاء رغم وجود تنسيق للوصول إلى هذه المنطقة، وأن أغلب هذه الأراضي لم تكن بحاجة إلى تنسيق سابق.
كما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال أغلقت بوابة الجدار الفاصل في قرية قلنديا شمال غرب القدس، ومنعت المزارعين من الدخول لقطف زيتونهم في الحي الشرقي المعزول عن القرية، رغم إبلاغ الارتباط المدني الفلسطيني بوجود تنسيق لفتحها اليوم.
وقال "العربي الجديد" إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة رأس خميس في مخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة، كما داهمت قوات الاحتلال منزلًا في حي كفر سابا بمدينة قلقيلية، مما أسفر عن اعتقال فلسطيني، فضلًا عن اعتقال فلسطينيين بعد اقتحام قوات الاحتلال حي كفر سابا بمدينة قلقيلية.
مستوطنون يضرمون النار بسيارات الفلسطينيين في مدينة البيرة بـ #الضفة_الغربية pic.twitter.com/Ias6zs9oQ3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2024
من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحي في الفخذ في منطقة وادي الحمص بين القدس وبيت لحم. وقالت "وفا" إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على شاب كان يمر بدراجته النارية عبر حاجز جبع العسكري شمال القدس المحتلة، مما أدى لإصابته برضوض وكدمات.
حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنية
وفي لبنان، قال حزب الله إنه استهدف، اليوم الإثنين، بصليات صاروخية مستوطنات "إييليت هشاحر، شاعل، حتسور، ودلتون". كما أفاد الحزب في بيان آخر أنه استهدف "وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بصلية صاروخية".
وفي سلسلة بيانات سابقة عبر منصة "تلغرام"، قال الحزب: "قصفنا للمرة الأولى قاعدة حيفا التقنية (التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وتضم كلية تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو) في مدينة حيفا المحتلة بدفعة صواريخ نوعية".
كما أطلق الحزب سربًا من المسيّرات استهدفت قاعدة "إلياكيم"، التي تضم معسكرات تدريب تابعة لقيادة المنطقة الشمالية جنوبي مدينة حيفا، وقصف بدفعة صواريخ قاعدة "بيت ليد" التابعة لقيادة المنطقة الوسطى، التي تضم معسكرات تدريب تابعة للواء ناحال ولواء المظليين، شرقي مدينة نتانيا. وقال الحزب في بيانين منفصلين إن الهجومين أصابا أهدافهما بدقة.
الجيش الإسرائيلي ينسحب من أحياء بلدة الخيام في جنوب #لبنان باتجاه المطلة والفرقة العسكرية المتوغلة في #عيتا_الشعب تتراجع إلى ما وراء الحدود اللبنانية.. التفاصيل الميدانية الأخيرة ينقلها مراسل التلفزيون العربي رامز القاضي @ramezelkadi pic.twitter.com/l1yDdnAlaV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2024
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن جيش الاحتلال تراجع إلى داخل مستعمرة المطلة بعد انسحابه القسري من سردا والعمرا وتلة الحمامص ومحيط الوزاني جنوبي لبنان، في الوقت الذي قصفت فيه مدفعية جيش الاحتلال عدة مواقع في بلدة الخيام بعد انسحابها من كامل البلدة، بحسب ما تناقلت عدة وسائل إعلام.
من جانبه، واصل جيش الاحتلال شن غارات جوية عنيفة استهدفت مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فيما قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" ما تزال تبحث عن مفقودين بين الركام والأنقاض جراء استهداف مبنى في بلدة البازورية جنوبي لبنان.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2,986 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 13,402 آخرين، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.