04-ديسمبر-2023
فلسطيني يتأمل الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على خان يونس

ستفاقم العملية البرية لجيش الاحتلال في جنوب غزة سوء الأوضاع الإنسانية والصحية (Getty)

لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ انتهاء الهدنة صباح الجمعة الفائت، عن استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم في إطار الحرب الهمجية التي يشنّها على قطاع غزة بضوء أخضر أمريكي – غربي، والتي خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، وما يزيد عن 41 ألف مصاب منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

ورغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، واصل جيش الاحتلال قصفه العنيف والمكثّف على مناطق متفرقة في قطاع غزة مع تركيزه على المناطق الجنوبية، حيث توغلت قواته الأحد لتنفيذ عملية برية ستفاقم سوء الأوضاع الإنسانية والصحية في الجنوب المكتظ بالنازحين.

يواصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار

وارتقى فجر اليوم الإثنين ما لا يقل عن 20 شهيدًا، وأُصيب آخرون، في جنوب غزة جراء قصف مدفعية وطائرات الاحتلال مدينتي رفح وخان يونس وعدة أحياء وقُرى في محيطهما، بينها حي التنور شرق رفح، وبلدة القرارة شمال شرق خان يونس.

واستهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 3 من طواقم الدفاع المدني، فيما أُصيب عدة مواطنين إثر قصف إسرائيلي على شرق غزة.

وطال القصف الإسرائيلي أيضًا ميدان فلسطين ومحيط المستشفى المعمداني وحي الزيتون وشارع النفق في مدينة غزة، ومخيم النصيرات ومدينة دير البلح وسط القطاع، ومخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالًا.

وقصفت طائرات الاحتلال، منتصف الليلة الماضية، البوابة الشمالية من مستشفى كمال عدوان في جباليا، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات. وأفادت وسائل إعلام بتمركز دبابات الاحتلال وآلياته على بعد مسافة غير بعيدة من المستشفى، وتصدّي المقاومة لمحاولات تقدّمها باتجاه المستشفى.

واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، الإثنين، أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي والإنساني، ولأبسط القيم الإنسانية.

وأشار المكتب إلى وجود خطة إسرائيلية متكاملة ومتعمدة للقضاء على القطاع الصحي في غزة، مطالبًا المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة بوقف الضوء الأخطر الذي قاموا بمنحه للاحتلال باستهداف المستشفيات.

وفي وقت سابق، الأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب على صفحتها في "فيسبوك"، إصابة مسعفين من طواقمها، ومرافق جريح، خلال: "إطلاق قوات الاحتلال النار على مركبتي إسعاف في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة، خلال نقلهما لأحد المصابين".

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، الأحد، أن: "الجرحى ينزفون حتى الموت، نتيجة عدم توفر الخدمة الصحية المطلوبة لهم شمال قطاع غزة، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي ما تبقى من مستشفيات لإخراجها عن الخدمة، وإرغام السكان على النزوح".

آثار القصف الإسرائيلي على خان يونس

وقال القدرة إن الاحتلال: "يريد إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، إما بالقتل أو التهجير القسري تحت القصف، ويوسع دائرة استهداف المدنيين بعد انتهاء الهدنة"، مؤكدًا أنه: "لم يترك شبرًا في قطاع غزة بلا قصف".

كما حذّر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، الأحد، من تفشي الأمراض المعوية والجلدية والتهاب الكبد الوبائي بقطاع غزة. مؤكدًا أن الأمراض المعوية انتشرت في القطاع بمعدل 4 أضعاف مقارنةً بما كانت عليه سابقًا، فيما ازدادت الجلدية بمعدل 3 أضعاف.

أما على الصعيد الميداني، فقد أعلنت "كتائب القسّام"، صباح اليوم، قصفها حشود جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مستوطنة "ماجين" برشقة صاروخية.

وقالت الكتائب، في بيانات منفصلة عبر منصة "تلغرام"، إنها قصفت أيضًا كيبوتس نيريم بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى. مضيفةً أنها استهدفت، منذ صباح اليوم، 5 دبابات و5 ناقلات جند لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محور شرق غزة باستخدام قذائف الياسين 105.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 من جنوده، وإصابة رابع بجروح خطيرة، خلال المعارك الدائرة في شمال قطاع غزة.

وقال، في بيان، إنه هاجم "200 هدف" في قطاع غزة الليلة الماضية. مشيرًا إلى أن قواته البرية: "مستمرة في العمل على أرض القطاع، إلى جانب شن سلاح الجو غارات واسعة".

دبلوماسيًا، أكّد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أن استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة يعقّد جهود الوساطة، ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إن رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد دخل التاريخ بلقب "جزّار غزّة"، مشيرًا إلى أن تركيا تعد الملفات القانونية اللازمة لمحاكمته.