بلغت إنجلترا نهائي يورو 2024، بعد فوزها على هولندا بهدفين لواحد، لتضرب موعدًا في ملعب برلين الأولمبي مع إسبانيا، في نهائي مرتقب.
إنجلترا خلال مشوارها في بطولة يورو 2024، لم تقدّم أداءً مقنعًا، فطيلة مرحلة المجموعات وفي دوري الستة عشر والثمانية، انهالت أسهم الانتقادات نحو المدرب غاريث ساوثغيت، فهو يملك تشكيلة مدججة بالنجوم الذين يلعبون في أقوى أندية العالم، قبل أن يهدأ سيل الانتقادات هذا مع بلوغه المباراة النهائية، وخصوصًا بعد خياره التكتيكي الناجح حينما زجّ بالبديل واتكينز الذي أهدى بلاده بطاقة العبور للمباراة النهائية.
ربما يمثل ساوثغيت ظاهرة استثنائية في تاريخ مدربي الأسود الثلاثة، لكن ومع ذلك، قد يكون ساوثغيت نفسه سببًا في حرمان الجيل الذهبي لإنجلترا من بطولة يستحقها.
فهل فعلًا غاريث ساوثغيت هو مدرب عادي أو أقل من ذلك، فريقه مدجج بالنجوم يحسب له نتائج إنجلترا في البطولات الأخرى الأخير، أم أنه مدرب مميز قاد إنجلترا لنتائج غير مسبوقة، وربما أفضل مدرب في تاريخ المنتخب الإنجليزي؟
في تاريخ منتخب إنجلترا كلّه، لم ينجح الأسود الثلاثة في الوصول للنهائي بالبطولات الكبرى سوى 3 مرات، اثنتان منها في كانتا في عهد غاريث ساوثغيت، النهائي الأول كان في ويمبلي في كأس العالم 1966، والثاني كان في ويمبلي أيضًا بنهائي يورو 2020، والنهائي الثالث في برلين 2024، وهو النهائي الأول خارج الأراضي الإنجليزية.
منذ أن تولى غاريث ساوثغيت منصبه في عام 2016، أصبح من المدربين المميزين في أوروبا، وقاد الجيل الإنجليزي الاستثنائي لنصف نهائي 3 مسابقات كبرى، هي يورو 2020 ويورو 2024، وقبلهما كأس العالم 2018.
لو قسنا أداء المدربين الإنجليز تاريخيًا في البطولات الكبرى، سنجد أن ساوثغيت يحتل المركز الأول بالاشتراك مع الأسطورة ألف رامزي، وإن فاز فريق ساوثغيت على إسبانيا في نهائي يورو 2024، سيصبح ساوثغيت رسميًا ورقميًا أفضل مدرب في تاريخ إنجلترا، حسب دراسة أجراها موقع ترانسفير ماركت.
وحسب هذه الدراسة، فإن المدرب سواثغيت خاض حتى الآن 25 مباراة بالبطولات الكبرى، وحقق ما معدله 2.08 نقطة في المباراة الواحدة، وهو رصيد يساوي ما حققه رامزي، لكن الفارق أن رامزي خاض 12 مباراة مع إنجلترا في البطولات الكبرى.
ساوثغيت قاد إنجلترا في 4 بطولات كبرى، بداية من كأس العالم 2018، حينما وصل لنصف النهائي وخاض 7 مباريات، ومن ثم بطولة يورو 2020، حينها وصل للنهائي ولعب 7 مباريات أيضًا، ومرورًا بمونديال قطر، حينها ودعت إنجلترا البطولة من ربع النهائي، ولعبت 5 مباريات فقط، وها هي إنجلترا تضمن لعب 7 مباريات في يورو 2024 بعدما وصلت للنهائي، خاضت منها 6 مباريات.
خلال البطولات الأربع التي أدارها ساوثغيت، سجلت إنجلترا 43 هدفًا في 25 مباراة، بمتوسط 1.72 هدف في المباراة الواحدة، وهو سجل جيد في البطولات الكبرى. ربما تبين هذه الأرقام أن ساوثغيت يمثل ظاهرة استثنائية في تاريخ مدربي الأسود الثلاثة، لكن ومع ذلك، قد يكون ساوثغيت نفسه سببًا في حرمان الجيل الذهبي لإنجلترا من بطولة يستحقها.