10-ديسمبر-2022
gettyimages

فيكتور بوت خلال اعتقاله في تايلند (Getty)

سلمت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس إلى روسيا تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت مقابل تسليمها نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر الموقوفة في روسيا منذ أشهر لحيازتها آلة تدخين إلكترونية تحمل كميةً من زيت الماريجوانا.

سلمت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس إلى روسيا تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت مقابل تسليمها نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر

وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أكدت الخميس، أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى اتفاق لتبادل السجناء بينهم، يتم بموجبه إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية مقابل إطلاق سراح تاجر سلاح روسي الذي يقبع في السجون الأمريكية منذ أكثر من عشر سنوات.

يعرف فيكتور بوت عن نفسه خلال مقابلات صحفية أجريت معه، بأنه ولد عام 1967 في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، ودرس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو، قبل أن ينضم إلى سلاح الجو ويحصل على رتبة ملازم، حيث أرسل إلى أنغولا، التي ستصبح فيما بعد مركزًا لأعماله، للعمل كمترجم في القوات الجوية السوفيتية التي تواجدت هناك، لينضم لاحقًا إلى القوات السوفيتية في موزمبيق.

getty

وحصل التحول الكبير في حياة بوت، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، حيث تتهم الولايات المتحدة تاجر السلاح الروسي باغتنام الفوضى التي رافقت سقوط الاتحاد السوفيتي، إذ اشترى كميات كبيرة من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد عسكرية غابت عنها سيطرة الدولة المركزية، ومن ضباط يبحثون عن سبل للإثراء، أو لمجرد تأمين عيشهم.

ويصف الصحافي الأمريكي دوغلاس فرح في الكتاب الاستقصائي الذي أصدره مع ستيفن براون عام 2008 عن ما اسماه "تاجر الموت"أي فيكتور بوت،  بأنه "ضابط سوفيتي أحسن اغتنام الفرصة السانحة نتيجة ثلاثة عوامل أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي وجود طائرات متروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وطلب رهيب على الأسلحة".

وبحسب وكالة "رويترز" يعتبر بوت أحد أشهر تجار السلاح حول العالم، إذا باع على مدار عشرين عامًا أسلحةً لدول تصفها الولايات المتحدة بـ"المارقة"، بالإضافة للجماعات المتمردة، وأمراء الحرب في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وشكل أسطوله الخاص من طائرات الشحن العسكرية التي تجاوزت 60 طائرة، لتسليم حمولاته عبر العالم.

وساعد استخدام رجل الأعمال الروسي لسبعة أسماء مستعارة، وإتقانه لست لغات، في عمليات تسليم الأسلحة والمعدات المختلفة إلى الجهات التي طلبتها، وتوزع زبائن بوت في كافة أرجاء العالم، من أفريقيا التي كانت تشهد حروب أهلية طاحنة، إلى حركات الثورية في أمريكا اللاتينية، مرورًا بالشرق الأوسط.

واعتقل بوت في العاصمة التايلندية بانكوك في آذار/ مارس 2008 خلال عملية أمريكية خاصة، بعدما التقى في فندق بعملاء من وكالة الاستخبارات الامريكية "CIA" قدموا أنفسهم على أنهم قياديون من "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك)، أرادوا شراء أسلحة وصواريخ، لاستخدامها في إسقاط مروحيات أمريكية تدعم الجيش الكولومبي.

ورغم اعتقاله إلا أن السلطات الأمريكية لم تتسلمه من تايلاند إلا عام 2010، بعد أكثر من عامين من الإجراءات القضائية والضغوط الدبلوماسية، وهو ما دفع روسيا آنذاك إلى التنديد بعملية ترحيله التي اعتبرتها إجراءً غير قانوني.

getty

وفي العام 2012 حكم على فيكتور بوت بالسجن 25 عامًا، ومنذ ذللك الوقت أصبح موضع مفاوضات متواصلة بين واشنطن وموسكو.

تشير صحيفة "الواشنطن بوست" إلى أن السر وراء اهتمام موسكو الكبير باستعادة فيكتور بوت، هو صلاته وعلاقاته بدوائر القرار والمخابرات العسكرية الروسية، بعيدًا عن إدعاءاتها المتكررة بأن التهم الموجهة إليه ملفقة.

ويتحدث تقرير "الواشنطن بوست" عن العلاقات الوثيقة التي تجمع بين فيكتور بوت و نائب رئيس الوزراء الروسي السابق إيغور سيتشين وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث عملا معًا في الجيش السوفيتي بإفريقيا خلال الثمانينيات، على الرغم من نفي بوت لأي علاقة تجمعه بالمخابرات العسكرية الروسية، وبمعرفة شخصية مع سيتشين.

السر وراء اهتمام موسكو الكبير باستعادة فيكتور بوت، هو صلاته وعلاقاته بدوائر القرار والمخابرات العسكرية الروسية

في هذا السياق، أكد لي ولوسكي، مسؤول مجلس الأمن القومي في إدارة كلينتون الذي قاد الجهود المبكرة للتعامل مع شبكة الأسلحة التي قادها بوت، بأنه من الواضح أن لهذا الأخير "علاقات مهمة مع دوائر الحكومة الروسية". كما يربط متحدثون آخرون للصحيفة، بين إصرار موسكو على استعادة بوت، والمعلومات المهمة التي يملكها، عن مصير مخابئ الأسلحة في الفترة التي رافقت انهيار الاتحاد السوفيتي، وأيضًا معلومات عن مخازن السلاح بأوكرانيا حيث عمل لأكثر من عقد في نقل الأسلحة بين بلدان المنطقة.