الفنان البريطاني مجهول الهوية المعروف باسم بانكسي، يعرض 40 عملًا فنيًا في غاليري كرونسباين، في مدينة ميونخ الألمانية، ويستمر حتى شهر أيلول/سبتمبر. من المعروف أن بانكسي هو اسم مستعار لفنان الشارع صاحب الرسومات المثيرة للجدل، التي غالبًا ما تكون موضوعاتها ذات طابع سياسي ساخر وإنساني شديد الحساسية والذكاء.
غالبًا ما تكون موضوعات جداريات بانسكي ذات طابع سياسي ساخر وإنساني شديد الحساسية والذكاء
كل ما يُعرف عن هويته أنه فنان بريطاني من مواليد بريستول عام 1974. لمع نجمه أواخر التسعينيات. تميزت أعماله بأنها لافتة، حادة الوقع، وغالبًا تسخر من العلامات المسجلة وتشييء الإنسان والرأسمالية. كما سخرت من السياسة، ورجال الشرطة، ومن الحرب، ومن النفاق والأنانية والنظام العالمي. الطريف أنها أعمال نجحت في تغيير وجهة النظر عنها من مجرد أعمال شارع تخريبية إلى قطع فنية مبهرة وغالية.
اقرأ/ي أيضًا: تونس.. مصادرة موسيقى الشارع
على المستوى العربي، زار بانكسي غزة ورسم لوحة لقطة تلهو بكرة على أحد البيوت المقصوفة. أخبر بانكسي صاحب البيت المهدم الذي استخدم ما تبقى من جدرانه ليرسم عليه، أن القطة ترمز للحق في الحياة.. قام صاحب البيت المهدم بإحاطة الرسمة للحفاظ عليها.
تناولت أعمال بانكسي قضايا اللجوء بمنتهى القسوة، وبمفارقة يشتهر هو وحده، فرسم ستيفن جوبز المعروف وكلاجىء سوري. ورسم وجه طفلة سورية من مخيم كاليه بفرنسا، يشبه إحدى بطلات فيلم "البؤساء"، وبجواره علبة غاز مسيل للدموع في إشارة إلى المواجهة التي حدثت بين الشرطة الفرنسية واللاجئين السوريين في مخيم كاليه. حازت الصورة اهتمام الناس الذين وفقوا لالتقاط الصور بأجهزتهم المحمولة، موثقين لحظة مرورهم بجوارها.
اللافت في بانكسي كظاهرة هو أن البطل هوالحدث، هوالصورة، وليس بانكسي نفسه، ولعل هذا هو تحديدًا ما أراد بانكسي أن يجعل منه خطًا فنيًا، وأن يلقن العالم درسًا لن ينساه عن أن الفن للناس، وفي الشارع وليس في المعارض فقط، ولا في المزادات العلنية وحدها.
وبرغم كل النجاح الذي حققه فن بانكسي، لا يزال الكثيرون يقعون في شخصنة هذا الفن الذي لا يمكن شخصنته، و يرون أنه لا قيمة له، رغم أنه ذهب لأبعد مما وصل إليه جيله من الفنانين، ورغم أنه حاز بامتياز اهتمام الفئة التي سعى لأن يخاطبها، وهم الناس العاديون، المارة بالشوارع. وهو في ذلك لا يصخب إلا من خلال الصورة، هي وحدها تتكلم.
اقرأ/ي أيضًا: