02-أغسطس-2024
رسم لمحمود سعيد

جزء من ملصق المعرض (فيسبوك)

في حي الزمالك بقلب القاهرة، وعلى ضفاف النيل، افتتح وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، معرض "في صحبة محمود سعيد" في مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي يوم 16 تموز/يوليو الفائت، على أن يستمر حتى 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، احتفاءً بالذكرى الستين لرحيل الفنان الرائد محمود سعيد.

يضم المعرض أكثر من 100 لوحة، منها 40 لوحة لمحمود سعيد نفسه، والباقي لأصدقائه من الفنانين. وهذه الأعمال تجمع لأول مرة في معرض واحد، وتشمل أعمالًا لفنانين مثل ميليا دافورنو كاسوناتو، وروجيه بريفال، وبول ريتشارد، ولويس جوليان، وغيرهم.

ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام. يعرض القسمان الأول والثاني أعمال محمود سعيد مصنفة حسب الموضوعات: العائلة، الموديلات النسائية، والمناظر الطبيعية. أما القسم الثالث، فيعرض أعمال أصدقاء الفنان، مع تقديم معلومات تفصيلية عن الخلفيات التاريخية لهذه الأعمال والفنانين الذين أنجزوها.

تنوّعت أعمال الفنان الراحل بين البورتريه، والمنظر الطبيعي، واللوحات ذات الطابع الاجتماعي. وعكست جميعها روح العصر الذي عاش فيه، مع التركيز على الهوية المصرية الأصيلة

لم يكن محمود سعيد (1897 - 1964) مجرد فنان عادي، بل كان شخصية فاعلة ومؤثرة في الحركة الفنية المصرية أيضًا، حيث حمل على عاتقه مهمة رصد وتحليل روح عصره. كما تأثر فنه بالحياة المصرية وبميراثه التاريخي من الحضارات المصرية والإسلامية والعربية القديمة، إضافةً إلى ثقافته الغربية.

ولد سعيد في أسرة أرستقراطية عريقة، فوالده محمد سعيد باشا كان رئيسًا للوزراء، وهو خال الملكة فريدة زوجة الملك فاروق.

تلقى سعيد تعليمًا راقيًا في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، وبدء تعلّم الفن في منزل والده على يد معلمين مصريين وأجانب، ثم التحق بمرسم الفنانة الإيطالية إميليا كاسوناتو دافورنو، وبعد ذلك بمرسم أرتورو زانييري. وقبيل حصوله على ليسانس الحقوق، أقام معرضه الأول عام 1918 في محافظة الإسكندرية، وذلك قبل سفره إلى باريس للدراسة في أكاديمية جوليان، ما أثرى رؤيته الفنية وأكسبه عمقًا فكريًا.

ظل محمود سعيد يمارس هوايته الفنية على الرغم من التحاقه بسلك النيابة، وعمله في المحاكم المختلطة بمدينة المنصورة. وقد ترقى في سلك القضاء حتى وصل إلى درجة مستشار، ثم طلب الإحالة إلى المعاش وهو في سن الخمسين ليتفرغ للفن.

تنوّعت أعمال الفنان الراحل بين البورتريه، والمنظر الطبيعي، واللوحات ذات الطابع الاجتماعي. وعكست جميعها روح العصر الذي عاش فيه، مع التركيز على الهوية المصرية الأصيلة.
ومن أشهر لوحاته: الدراويش، الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف، ولوحة افتتاح قناة السويس.

ونال سعيد عدة جوائز وتكريمات، منها: ميدالية الشرف الذهبية في معرض باريس الدولي عام 1937، ووسام اللجيون دوبنر من فرنسا. كما كان أول فنان تشكيلي يحصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون، وقد أقيم له متحف في الإسكندرية يعد واحدًا من أهم معالم المدينة.

وتُعتبر لوحته "الدراويش" أغلى لوحة لفنان من الشرق الأوسط حتى 2010، حيث بيعت في مزاد كريستي في العام نفسه بمبلغ 2.434 مليون دولار، لتسجل حينها رقمًا قياسيًا بوصفها أغلى لوحة تُباع لفنان من الشرق الأوسط.