شهدت قيمة الليرة السورية انخفاضًا جديدًا، حيث سجل سعر صرف العملة السورية في تعاملات أمس الأثنين، 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، في حين زاد سعر صرف اليورو عن 16 ألف ليرة.
أما الذهب، فقد سجل أعلى سعر له بعد أن قارب سعر الغرام الواحد (عيار 21) مليون ليرة، بحسب بيان للجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات، أمس الإثنين، قالت فيه إنّ غرام الذهب (عيار 21) سجّل 985 ألف ليرة سورية للمبيع، و984 للشراء.
وأدى انخفاض سعر صرف الليرة المتواصل إلى زيادة في أسعار السلع والمنتجات الاستهلاكية بين 20 و40% خلال العام الجاري، بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق.
وتسبب مرسومان أصدرهما النظام السوري، بداية العام الجاري، بمنع تداول العملات الأجنبية في المعاملات والدفع، وتشديد الرقابة على السوق السوداء والعاملين في الصرافة والتحويلات المالية، إلى زيادة تدهور قيمة الليرة السورية.
أدى انخفاض سعر صرف الليرة المتواصل إلى زيادة في أسعار السلع والمنتجات الاستهلاكية بين 20 و40% خلال العام الجاري
وخلافًا للتوقعات التي كانت منتظرة من حكومة النظام بسماح التداول الحر للعملات الأجنبية، فقد جرى تشديد الرقابة والعقوبات على العاملين في سوق الصرافة والتحويلات المالية بسبب هذين المرسومين، ما يعزز احتكار النظام للعملة الأجنبية وحصر التعامل بها عبر القنوات المالية المقربة منه في البلاد، وهو ما أثر بشكل سلبي على التجار في ظل فقدان ثقتهم بالليرة واعتمادهم بشكل أساسي على الدولار في المعاملات التجارية.
هذا، وكشف الباحث الاقتصادي إيهاب اسمندر لصحيفة "البعث"، التابعة للنظام، عن تفاقم ظاهرة التضخم خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2023.
وأوضح أن عام 2021 شهد أعلى معدل للتضخم بنسبة 119%، في حين يبلغ متوسط ارتفاع معدل التضخم السنوي نحو 40%، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة العربية.
ويشير الباحث من دمشق إلى أن الليرة السورية تفقد نحو 59% من قيمتها بشكل وسطي سنويًا، حيث: "لم تتمكّن السياسة النقدية المتّبعة من ضبط تراجع الليرة، مع عدم التقليل من تأثير العوامل الأخرى والتي تلعب دورًا في قيمة الليرة كالاحتياطي النقدي والعجز في ميزان المدفوعات والسياسة المالية وغيرها من العوامل".
وأضاف اسمندر أن: "تراجع قيمة الليرة قلّل بشكل كبير من الثقة بها، وبالتالي يساهم هذا الأمر بدوره بمزيد من الضغط للتخلص من الرصيد النقدي نحو مخزون سلعي أو ذهبي أو عملات قابلة للتحويل مما يسبّب مزيدًا من التضخم، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة السورية أمام الدولار جعل قيمة سلة الاستهلاك الغذائي الأساسية والتي تقدّر بـ148 دولارًا، بحسب برنامج الغذاء العالمي لعام 2023 أي ما يعادل نحو 2.072 مليون ليرة سورية شهريًا، أي أكثر من 4 أضعاف سقف راتب الفئة الأولى، وهذا يعني أن معظم العاملين بأجر لدى القطاع الحكومي تحت خط الفقر الغذائي".
إضافةً إلى ذلك، تعاني سوريا من أزمة مشتقات نفطية منذ نحو أسبوعين فرضت تأخير رسائل التعبئة للسيارات الخاصة إلى 14 يومًا وفقًا لنظام البطاقة الإلكترونية التي تتيح 25 ليترًا في كل تعبئة فقط.
وزادت معاناة السوريين وارتفاعات الأسعار بعد توقف شحنات النفط الإيرانية خلال الشهر الماضي، وزيادة ملامح الخلاف بين إيران ونظام الأسد حول الديون المقدرة بنحو 50 مليار دولار.