01-أغسطس-2024
بول ويلان

(Getty) الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان

قال موقع "ديلي بيست" الأميركي إنه جرى خلال الأيام الماضية نقل نحو 12 سجينًا سياسيًا بارزًا بهدوء من زنازينهم في روسيا، مما جدد الآمال في أن تكون موسكو قد توصلت إلى صفقة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

ووفقًا للموقع، فقد ترددت شائعات، أمس الأربعاء، تتحدث عن صفقة تبادل للسجناء بين روسيا من طرف، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من طرف آخر، ومن المتوقّع أن تشمل الصفقة مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، إيفان جيرشكوفيتش، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 16 عامًا بتهمة التجسس.

وقالت موسكو سابقًا إنه لا توجد فرصة لأن يكون جيرشكوفيتش ضمن السجناء الذين سيتم إدراجهم في الصفقة. وفيما رفض الكرملين التعليق لوكالة "رويترز" على إمكانية إجراء تبادل يشمل جيرشكوفيتش، فإن المتحدث باسم "وول ستريت جورنال" لم يرد على الفور على طلب التعليق على الصفقة، أمس الأربعاء.

12 سجينًا سياسيًا محتجزين في روسيا ستتم مبادلتهم مقابل العقيد السابق، فاديم كراسيكوف، المسجون في ألمانيا

ونقل "ديلي بيست" عن مصدرين شاركا في المفاوضات، وهما الصحفيان الاستقصائيان، كريستو جروزيف، ورومان دوبروخوتوف، تأكيدهما أن عملية تبادل السجناء بين الطرفين كانت قائمة.

وقال جروزيف، وهو صحفي استقصائي سابق في "بيلينج كات"، لـ"ديلي بيست" إن عملية تبادل السجناء ستتم في العاصمة التركية أنقرة، مع احتمال إجراء "جزء ثان" من الصفقة في العاصمة القطرية الدوحة، مشيرًا إلى أنه تم التفاوض على الصفقة بين روسيا وبيلاروسيا والولايات المتحدة وألمانيا.

وأشار جروزيف إلى أن أكثر من 12 سجينًا سياسيًا محتجزين في روسيا ستتم مبادلتهم مقابل العقيد السابق، فاديم كراسيكوف، المسجون في ألمانيا، والذي قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل صريح إنه يريد إطلاق سراحه.

وقدّر دوبروخوتوف أن سبعة سجناء على الأقل سيتم مبادلتهم مقابل كراسيكوف.

وبحسب "ديلي بيست"، فإنه لم يتم تأكيد هوية هؤلاء السجناء، لكن محامي الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، بول ويلان، والصحفي الروسي المعارض، فلاديمير كارا مورزا، أكدا لـ"رويترز"، أمس الأربعاء، أن الرجلين اختفيا عن الأنظار، وهي علامة على نقلهما. وقالت محامية ويلان لوكالة "إنترفاكس" للأنباء إنها لم تتمكن من الاتصال به أو بمسؤولي السجن.

ويأتي اختفاء الرجلين بعد أنباء عن نقل ما لا يقل عن تسعة سجناء آخرين رفيعي المستوى، أول أمس الثلاثاء، بما في ذلك الناقد للكرميلين، إيليا ياشين، بالإضافة إلى العديد من شركاء أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسي الراحل الذي توفي في مستعمرة جزائية نائية في القطب الشمالي في ظروف غامضة في شباط/فبراير الماضي.

ومن بين حلفاء نافالني المنقولين الناشط في مجال حقوق الإنسان، أوليغ أورلوف، والفنانة ألكسندرا سكوتشيلينكو، ومنسقي نافالني الإقليميين السابقين، ليليا تشانيشيفا وكسينيا فادييفا، وفقًا لما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وقال مصدر مطلع على الأمر لصحيفة "موسكو تايمز" إن جيرشكوفيتش كان من بين أولئك الموجودين في قائمة السجناء الذين ستتم مبادلتهم.

ورفض البيت الأبيض التعليق على موضوع تبادل السجناء المحتمل عندما سأله الصحفيون، أمس الأربعاء، وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إنه غير قادر على التعليق على هذه القضية.

وإلى جانب كراسيكوف، لا يزال من غير المؤكد من قد تطالب موسكو بعودته، لكن موقع "بوليتيكو" أشار، أمس الأربعاء، إلى أن خمسة على الأقل من السجناء الروس البارزين المحتجزين في السجون الأميركية يبدو أنهم قد أزيلوا من قاعدة بيانات السجناء الفيدرالية الأميركية.

وقال جروزيف لـ"ديلي بيست" إن أي تبادل للسجناء سيكون "مرًا وحلوًا"، ولن يحدث دون عواقب دائمة على العلاقات الدولية.

وأضاف: "إن الأمر كله مرير للغاية، فمن ناحية، تضمن هذه الصفقة حرية أكثر من عشرة أشخاص، بما في ذلك الصحفيون الروس والأميركيون، الذين كانوا يعانون في السجون الروسية بتهم جنونية".

وتابع حديثه قائلًا: "من ناحية أخرى، يؤكد ذلك اعتقاد بوتين بأن الغرب يتصرف بناءً على المصالح، وأنه طالما يحتفظ بـ "أصول للمقايضة"، سيتمكن دائمًا من استعادة القتلة والقراصنة والجواسيس، وطالما يستطيع إعادتهم إلى الوطن، يمكنه أن يضمن استمرار تدفق القتلة والجواسيس الذين يقبلون بتنفيذ مهامهم لإرهاب العالم دون شعور بالعقاب".

ويقول "ديلي بيست" إن كراسيكوف، بالإضافة إلى كونه "قاتل مأجور"، فهو أيضًا عقيد رفيع المستوى في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وقد قضى أربع سنوات من عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة "القتل بأمر من الدولة" في عام 2019 لمنتقد للكرملين وطالب لجوء مسجل في برلين.

وقال جروزيف إن كراسيكوف: "سيعود إلى وطنه ليحظى بترحيب الأبطال".

وكانت آخر عملية تبادل للسجناء بين روسيا والولايات المتحدة قد جرت في كانون الأول/ديسمبر من العام 2022، عندما استبدلت لاعبة كرة السلة الأمريكية، بريتني جرينر، بتاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت.

فيما كانت أكبر عملية تبادل للسجناء بين البلدين قد أبرمت في عام 2010، عندما نقل 10 عملاء مزعومين لموسكو بهدوء إلى فيينا، وتم مبادلتهم بأربعة أشخاص أدينوا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.