أظهر استطلاع للرأي أنّ عددًا كبيرًا من الأوكرانيين يؤيدون تسليم الأراضي لموسكو لإنهاء الحرب والحفاظ على بلدهم كدولة مستقلة، وذلك بعد مرور نحو 29 شهرًا على الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الاستطلاع الذي أجراه "معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع"، أظهر أنّ واحدًا من كل ثلاثة أشخاص، أو 32 بالمئة من الأوكرانيين، قالوا إنهم سيوافقون على التنازل عن أراضٍ لموسكو من أجل تحقيق السلام، فيما بلغت نسبة المؤيدين للرأي ذاته في نفس الفترة من العام الماضي 10 بالمئة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الاستطلاع لم يسأل المشاركين عن تحديد الأراضي التي يمكن لأوكرانيا التنازل عنها، فيما قالت الأغلبية التي بلغت نسبتها 55 بالمئة إن أوكرانيا لا ينبغي لها أن تستسلم للمطالب الروسية، لأن هذا من شأنه أن يشجع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على السعي إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي.
يقول غالبية الأوكرانيين إنه لا ينبغي أن تستسلم كييف للمطالب الروسية، لأن هذا من شأنه أن يشجع موسكو على السعي إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي
وأوضحت "التايمز" أنّ الاستطلاع أجري في شهر أيار/مايو الماضي، وشمل أكثر من ألف شخص اختيرت أرقام هواتفهم عشوائيًا.
ونشرت نتائج الاستطلاع في الوقت الذي وصل فيه وزير خارجية أوكرانيا، ديميتري كوليبا، إلى بكين لإجراء محادثات تهدف إلى إيجاد "سبل لوقف العدوان الروسي"، فضلًا عن: "الدور المحتمل للصين في تحقيق السلام الدائم والعادل".
وبحسب "التايمز"، فإنه من المتوقع أن يحاول كوليبا إقناع الصين بحضور قمة السلام الأوكرانية المقرر عقدها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقاطعت بكين، التي لم تدن الغزو الروسي، واستمرت في شراء النفط والغاز منها، القمة الأولى في سويسرا، الشهر الماضي، بسبب عدم توجيه الدعوة لموسكو بالحضور.
وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ربما يحتاج إلى إجراء استفتاء قبل اتخاذ أي قرارات بشأن التنازل عن الأراضي، وسوف يواجه رد فعل عنيف إذا فعل ذلك.
وقالت "التايمز" إن فشل الهجوم الأوكراني المضاد في العام الماضي، والخسائر المتزايدة في الأرواح، قد أدى إلى إحباط الآمال في إمكانية طرد الروس من أوكرانيا في المستقبل القريب.
وخسرت أوكرانيا أكثر من ألف رجل أثناء محاولتهم الاستيلاء على قرية على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، وفقًا لما ذكر موقع "سليدستفو" للصحافة الاستقصائية ومقره كييف، الأسبوع الماضي.
وكان بوتين قد أكّد أنّه لا يمكن وضع نهاية للحرب ما لم توافق كييف على تسليم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريزهيا، وكذلك شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وبحسب "التايمز"، تُمثل هذه الأراضي، التي تضم مدينتين كبيرتين لا تخضعان لسيطرة الكرملين، نحو 18 بالمئة من مساحة أوكرانيا.
ويطالب بوتين أيضًا بتخلي كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى إلغاء الغرب جميع العقوبات المفروضة على موسكو.