23-أكتوبر-2024
جبران باسيل

صورة أرشيفية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسييل (رويترز)

أعلن رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، جبران باسيل، انتهاء التحالف رسميًا مع حزب الله، أمس الثلاثاء، وذلك بعد أكثر من 18 عامًا على تحالف سياسي تمثل بتوقيع رئيس التيار السابق، ميشيل عون، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله (1960 – 2024)، ما عُرف حينها بورقة "تفاهم مار مخايل"، منهيًا بذلك تحالفًا سياسيًا شكّل غطاءً مسيحيًا للحزب، وفي المقابل أوصل عون إلى قصر بعبدا رئيسًا للجمهورية.

باسيل ينهي تحالف التيار مع حزب الله

إعلان باسيل إنهاء التحالف مع حزب الله جاء في تصريحات إعلامية، أعاد تأكيدها في سلسلة من التدوينات عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، مشيرًا إلى ذلك بالقول: "التحالف يحصل عندما نكون على موقف واحد من المواضيع، لكننا اختلفنا أولًا بموضوع بناء الدولة، وثانيًا بالشراكة في الوطن بالرئاسة والحكومة، وثالثًا بحرب إسناد غزة ودخول لبنان في حرب لا قضية وهدف لبناني فيها، إنما فقط تحت عنوان وحدة الساحات".

وتابع باسيل مضيفًا: "لسنا مقتنعين بوحدة الساحات من أجل محور الممانعة، حيث تبيّن أن لبنان وحده بقي بالمحور يحارب إسرائيل والآخرون لم يدعموه حتى صار هو بحاجة لإسناد"، وأردف مستدركًا "أعتبر أن إسرائيل كانت ستقوم بالحرب بكل الأحوال، لكن خطأ حزب الله هو أنه أسقط عن لبنان حجة الدفاع عن النفس، وأضعف نفسه بالأحد عشرة شهرًا السابقة، وكشف قوته العسكرية وكشف لبنان وخسرنا قوة الردع بمنع إسرائيل من الاعتداء".

أعلن رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، إنهاء التحالف مع حزب الله بعد أكثر من 18 عامًا على توقيع ورقة "تفاهم مار مخايل"

ومضى باسيل في سلسلة التدوينات بالقول: "أُحمل إسرائيل مسؤولية العدوان على لبنان.. وأُحمل حزب الله خطأ استراتيجيًا باتباع سياسة وحدة الساحات، حيث ظهر ما كنا نقوله بأن لا مصلحة لبنانية بذلك.. ربما هناك مصلحة لدول ثانية في المحور، لكن ليس لبنان"، مشيرًا إلى أن "العراق وسوريا لم يشاركا في الحرب، ولم يبق إلا إيران من المحور التي تحارب اليوم بحزب الله وباللبنانيين، وعلى إيران أن تحارب إسرائيل مباشرة وليس بواسطة اللبنانيين".

الخلاف حول الترشح لكرسي الرئاسة

وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن الخلاف السياسي بين حزب الله والتيار الحر كان على عدة مستويات، بما في ذلك "مستوى ملفات نيابية، وجلسات البرلمان التشريعية، لإقرار مشاريع قوانين اعتبرها التيار تعديًا على صلاحيات رئيس الجمهورية والموقع المسيحي في ظل الشغور الرئاسي"، فضلًا عن الخلاف على  "التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يرفضه باسيل".

وكان الأساس من التفاهم، حصول التيار الوطني الحر على دعمٍ كبيرٍ وقويٍ من جانب حزب الله، وتاليًا من الطائفة الشيعية، ليحوز في المقابل حزب الله دعمًا من التيار الذي كان يشكل التكتل البرلماني الأكبر مسيحيًا، ما يضفي وطنية على مشروعه، خصوصًا بعد تعرّضه لمعارضة شديدة في الداخل اللبناني، رفضًا لسياسته وكذلك لقتاله في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري. 

كما يرفض حزب الله أيضًا دعم ترشيح باسيل لرئاسة الجمهورية، وتجسد الخلاف أكثر بعد إعلان حزب الله وحركة أمل (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) دعم ترشيح "منافس" باسيل، رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية.

وكان موقع "المدن" قد أشار إلى وجود خطابين انتخابيان لمرشحين رئاسيين ظهرا مؤخرًا، الأول مرتبط بخطاب باسيل، أما الثاني فيتمثل بخطاب رئيس القوات اللبنانية، سميير جعجع، الذي طرح نفسه في لقاء "معراب 2" كمرشح رئاسي ملتزم بتنفيذ القرار رقم 1559، بالإضافة إلى القرار رقم 1701. كما أعرب جعجع عن استعداده أن يكون مرشحًا للرئاسة في مقابلة متلفزة مؤخرًا، لكنه ربط الترشح بأن يكون طلبًا من نواب الحزب الاشتراكي.

وتشير "المدن" ضمن هذا الإطار إلى أن ترشح جعجع يستلزم "تبني السعودية ترشيحه، وأن يحظى بأصوات النواب السنّة في البرلمان"، مضيفًا أنه "يأمن فوزه بأصوات السنّة، وأصوات المعتدلين والتغيريين وبعض النواب المسيحيين، ليأمن فوزه، ويربح الرئاسة مقابل فرنجية، وتخسر إيران"، في إشارة إلى رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية.

وفي المقابل، يدور الحديث في الأوساط اللبنانية حول قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، كمرشح توافقي لمنصب الرئيس، لكن "المدن" يشير إلى أن وصول عون لقصر بعبدا يتطلب اتفاق أميركي إيراني، الأمر الذي يجعله مستبعد حاليًا، بسبب اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. كما أن باسيل عارض ذلك في سلسلة التدوينات ذاتها.

وكان باسيل قد دعا في سلسلة التدوينات إلى "تعميم التفاهم بين إيران والمملكة العربية السعودية"، معتبرًا أن "التفاهم الإيراني السعودي هو المنطق"، لافتًا إلى أن "السعودية تقدم نموذجًا، وهكذا أرى لبنان والمشرق في هذا التناغم، حيث يهتم كل أحد بشؤون بيته ويتفاعل مع محيطه إنسانيًا واقتصاديًا"، وهو ما فسرته أوساط لبنانية بإعلان نفسه مرشحًا غير مباشرًا لمنصب الرئاسة في لبنان.