أثار المقطع الترويجي للجزء الثاني من فيلم "Gladiator" (المحارب) اهتمامًا واسعًا من قِبل عشاق السينما والصحف والمواقع العالمية الكبرى المهتمة بالفن السابع. وأصبح الفيلم بعد طرح شركة "باراماونت بيكتشرز" للمقطع الترويجي، أحد الأفلام المنتظرة خلال ما تبقى من العام الحالي، مع توقعات مرتفعة بأن يكون واحدًا من أهم أفلام 2024.
وبدا إنتاج جزء جديد من الفيلم الذي عُرض الجزء الأول منه قبل 24 عامًا، في مطلع أيار/مايو 2000، مفاجئًا ومشوقًا في الوقت نفسه، خاصةً في ظل تواجد أسماء كبيرة في طاقم التمثيل، مثل: بول ميسكال الذي يؤدي دور لوسيوس فيروس حفيد الإمبراطور السابق للإمبراطورية الرومانية.
وبيدرو باسكال الذي يجسد شخصية ماركوس أساسيوس، وهو جنرال روماني تدرب تحت قيادة مكسيموس، الشخصية الرئيسية في الجزء الأول من الفيلم (جسّد دوره راسل كرو).
تدور أحداث الجزء الثاني من الفيلم حول لوسيوس، حفيد إمبراطور روما السابق، الذي يُجبر على العبودية ثم يصبح مصارعًا يخوض معارك مميتة
إضافةً إلى دينزل واشنطن الذي يؤدي دور تاجر أسلحة يحظى بنفوذ كبير في الإمبراطورية يُدعى ماكرينوس. وجوزيف كوين، الذي يجسد شخصية الإمبراطور غيتا. وكوني نيلسن التي تلعب دور لوسيلا، والدة لوسيوس.
ويعود جزء كبير من الاحتفاء بالفيلم، الذي من المقرر عرضه في 24 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، إلى مكانة وأهمية الجزء الأول الذي حصد العديد من الجوائز السينمائية المهمة، وفي مقدمتها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم لعام 2001.
وفي تصريح لـ"بي بي سي"، قال ديفيد باترفيلد، محرر موقع "Antigone"، إنه: "سواء كان الجزء الثاني من Gladiator يُعيد إنتاج قصة الجزء الأول الأصلية أم لا، فإن الإثارة حول الجزء الثاني تتحدث كثيرًا عن مدى انجذاب الجماهير الحديثة إلى الانغماس في مثل هذه القصة الرائعة".
وأضاف باترفيلد: "كان إصدار Gladiator في عام 2000 بمثابة لحظة فاصلة في الثقافة الحديثة للاهتمام بروما القديمة. فهو لم يبعث الحياة في المدينة التي شكلت الإمبراطورية التي شكلت الكثير من التاريخ الغربي فحسب، بل أعاد أيضًا إدخال الموضوعات المنسية منذ زمن طويل إلى التيار الرئيسي، مثل العلاقة المعقدة بين القوة الإمبراطورية والجماهير ومبادئ الفلسفة الرواقية".
ورغم عدم اهتمام مخرجه ريدلي سكوت بالدقة التاريخية، أشار باترفيلد إلى أن اثنين من الصور الأكثر إثارةً للدهشة في العروض الترويجي الجديد للفيلم، وهما المعركة البحرية في الكولوسيوم وإدخال وحيد القرن في مصارعة، هما في الواقع دقيقتان من الناحية التاريخية.
ولفت الناقد السينمائي روبرت هاتون إلى أن الترويج للجزء الثاني من الفيلم سيكون سهلًا لأن المشاهدين أحبوا بالفعل الجزء الأول منه، ما يعني أنه سيحقق نجاحًا واسعًا في شباك التذاكر.
ودارت أحداث الجزء الأول من الفيلم حول صراع الجنرال مكسيموس مع الإمبراطور كومودوس (لعب دوره خوان فينيكس) الذي قتل والدهُ وأعلن نفسه إمبراطورًا، وهو ما عارضه مكسيموس الذي قتل كومودوس عائلته. وبعد هربه من الإمبراطور، أصبح مكسيموس عبدًا، ثم مصارعًا يسعى إلى الانتقام من كومودوس.
أما حكاية الجزء الثاني، فستدور حول لوسيوس، حفيد إمبراطور روما السابق، وابن شقيقة كومودوس لوسيلا التي لا تعرف أنه ابنها، والذي يُجبر على العبودية ثم يصبح مصارعًا يخوض معارك مميتة على مرأى والدته في الكولوسيوم.
وعلى هامش هذه الحكاية التي لم تتضح تفاصيلها بعد، يتناول الفيلم مسائل عدة مثل الاستبداد، والصراع على السلطة الذي يتوارى خلف المعارك المميتة بين المصارعين، أو مع الحيوانات المفترسة، التي تُقام من أجل تسلية الناس والسيطرة عليهم في الوقت نفسه.