في وقت تزداد فيه حدة المنافسة بين المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية والرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، تستقبل دور العرض الأميركية ابتداءً من 11 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية، فيلم "ذي أبرنتيس" (The Apprentice) المستوحى من سيرة ترامب، إخراج الإيراني – الدنماركي عليّ عباسي، وتأليف الصحفي غابرييل شيرمان.
يتناول الفيلم أجزاءً من فترة شباب دونالد ترامب، الذي يظهر فيه بوصفه شخصًا أصوليًا وساذجًا اتبع طرقًا مختلفة للصعود في عالم الأموال والشهرة، بما في ذلك علاقاته المتشعبة مع الفاعلين في هذين المجالين، بما تنطوي عليه من تجاوزات.
وقد أثار الفيلم غضب ترامب منذ عرضه في مهرجان كان السينمائي في أيار/مايو الفائت، إذ اعتبر أنه يقدّم مسيرته بطريقة غير لائقة، ويتضمن الكثير من الأكاذيب عنه، خاصةً تلك المتعلقة بحياته الخاصة، وتحديدًا مشهد اغتصابه لزوجته الأولى إيفانا، التي تزوّج منها عام 1977، وانفصلا في عام 1992.
هاجم ترامب وفريق حملته الانتخابية الفيلم وتوعّدوا صنّاعه برفع دعوى قضائية ضدهم بتهمة التشهير والإساءة
وخلال إجراءات الانفصال، اتهمت إيفانا ترامب بأنه اعتدى عليها، لكنها تراجعت عن هذه التهمة بعد 25 عامًا عبر بيان أصدرته عام 2015، وقالت فيه إن ما قالته في ذلك الوقت كان مجرد خطأ.
وهاجم فريق حملة ترامب الانتخابية الفيلم وصنّاعه مرات عديدة خلال الأشهر الماضية، حيث قال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم الحملة، في تصريح لمجلة "فرايبتي" الفنية، إنهم سيرفعون دعوى قضائية للتصدي لـ"أكاذيب صانعي الفيلم"، مضيفًا أن: "هذا الهراء خيال يضفي إثارة على أكاذيب تم فضحها منذ وقت طويل"، على حد زعمه.
واعتبر تشيونغ أن الفيلم بمثابة: "تدخل في الانتخابات من قبل نخبة هوليوود"، الذين قال إنهم يعلمون أن ترامب: "سيستعيد البيت الأبيض ويهزم مرشحهم المفضل لأن أي شيء فعلوه لم ينجح"، مشبّهًا إياه بمحاكمات بايدن التي وصفها بـ"غير القانونية".
وشدد تشيونغ، في بيان، على أن الفيلم: "عبارة عن تشهير خبيث، وينبغي ألا يرى النور، ولا يستحق حتى مكانًا في قسم أقراص الفيديو الرقمية"، متوعدًا بتقديم صنّاعه إلى القضاء.
ورغم التهديدات المتواصلة من ترامب وفريق حملته الانتخابية، قررت شركة "برياركليف إنترتينمنت" المضي في عرض الفيلم. واللافت أنها اختارت عرضه قبل نحو 3 أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، التي يأمل ترامب أن تُعيده إلى البيت الأبيض مجددًا.
ونفت الشركة، وجميع صنّاع الفيلم، ادعاءات ترامب وفريق حملته الانتخابية، مؤكدين أن الفيلم ينقل صورة عادلة ومتوازنة للرئيس الأميركي السابق والمثير للجدل.
يُذكر أن الفيلم من إخراج الإيراني – الدنماركي علي عباسي، وبطولة سباستيان ستان الذي يؤدي دور ترامب، وجيريمي سترونج الذي يجسد شخصية المحامي سيئ السمعة روي كوهن الذي كان ترامب من بين موكّليه، إضافةً إلى العديد من كبار رجال المافيا وأصحاب الملاهي الليلية في نيويورك.