تعد أجهزة الميكروويف عنصرًا أساسيًا في المطابخ في كل مكان في العالم تقريبًا، ولاسيما في المدن. إلا أنّه ومنذ اختراع هذه الأجهزة، نمت حولها شائعة وخرافات عديدة، منها مثلًا أن الإشعاع المنبعث منها يمكن أن يدمر العناصر الغذائية في الطعام والخضروات ويجعلها غير مفيدة للصحة، أو أقل فائدة من تسخينها في الفرن العادي. فهل يدمّر الميكروويف العناصر الغذائية في أطعمتنا حقًا؟
أضرار التسخين بالميكروويف بين الخرافة والحقيقة يا ترى؟
وفقًا للعديد من الدراسات الموثوقة، فإن الواقع عكس ذلك تمامًا. فالواقع يقول أن أية طريقة للطهو يمكن أن تدمر الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى في الطعام، سواء كان ذلك في الميكرويوف أو على أو الفرن العادي الذي يعمل بالكهرباء أو ذلك الذي يعتمد على الغاز المسال. فالعوامل التي تحدد مقدار الخسارة في الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى هي مدة طهو الطعام وكمية السائل المستخدمة ودرجة حرارة الطهو.
بل ونظرًا لأن أفران الميكروويف غالبًا ما تستخدم حرارة أقل من الطرق التقليدية في الطهو (على الغاز أو الكهرباء)، ولها القدرة لذلك على الطهو الأسرع للطعام، فإن ثمة دراسات ترى أن له آثارًا سلبية أقل على الطعام. فأكثر العناصر الغذائية حساسية للحرارة هي الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل حمض الفوليك والفيتامينات سي وبي، وهي شائعة في الخضار، وثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن استخدام الميكروويف في طهوها وتسخينها أفضل صحيًا.
في مقال على نيويورك تايمز يستعرض الدراسات التي أجريت في جامعة كورنيل الأمريكية حول الموضوع، ترد الإشارة إلى أثر الطهو على الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء في الخضار، وقد وجد الباحثون أن السبانخ احتفظ تقريبًا بكل حمض الفوليك عند طهوه في الميكروويف، بينما فقد حوالي 77 بالمئة عند الطهو على الموقد التقليدي. وقد انطبقت هذه الملاحظات على طهو بعض اللحوم، إذ تبين أن طهوها في الميكروويف يحدّ من مستويات النتروزامين المسببة للسرطان مقارنة بطهوها في الفرن العادي.
في المقابل، وفيما يتعلق بالخضروات تحديدًا، فإن إضافة الماء يمكن أن تسرع بشكل كبير من فقدان العناصر الغذائية. فقد وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2003 في مجلة (The Journal of the Science of Food and Agriculture) أن البروكلي المطبوخ بالميكروويف، والمغمور في الماء، يفقد حوالي 74 إلى 97 بالمائة من مضادات الأكسدة، لكن عند طهيه على البخار أو طهيه بدون ماء فإنه يحتفظ بمعظم عناصره الغذائية.
لهذا يمكن القول عمومًا بأن أفران الميكروويف لا تدمّر العناصر الغذائية في الطعام، وأن ثمة العديد من العوامل التي تحدّد مدى ذلك، مثل نوعية الطعام نفسه، والبرنامج المستخدم، ودرجة الحرارة وغير ذلك.
ما الأشياء التي يجب عدم وضعها بالميكروويف؟
صحيحٌ أن أفران الميكروويف تعتبر نعمة لمئات ملايين البشر حول العالم، فهي تساعد على طبخ الطعام وتسخينه وإعادة تسخينه أو فك التجميد عن بعض الأطعمة قبل طهوها، إاضافة إلى الطهو السريع لبعض الوجبات الجاهزة والسناكات وغيرها. إلا أن ثمة أشياء قد تحول هذه الأجهزة الفريدة إلى نقمة، وقد تكون سببًا في كارثة بدل أن تكون سببًا للراحة.
لكن لا يتوجب عليك القلق كثيرًا، إذن يمكن تحديد العناصر الأساسية التي عليك الحرص على عدم إدخالها إلى هذا الفرن الكهربائي لتجنب وقوع الكارثة.
1) علب وصناديق الستايروفوم
الستايروفوم (Styrofoam) هو نوع من البلاستيك والبوليسترون الموسّع الذي يتم تصنيعه بأشكال عديدة. وفي حين أن الجهات الرقابية تؤكّد أن الستايروفوم آمن لأغراض تخزين الطعام، بل وبعضها ملائم للاستخدام في الميكروويف، إلا أنه ينصح عمومًا تجنب تسخين الطعام في هذه العلب بالميكروويف، إلا في حال كانت ملائمة بشكل واضح للتسخين في هذه الأجهزة. يمكن النظر إلى العلبة من الأسفل والبحث عن إشارة الميكروويف، إذ عادة ما يتم طباعة ختم يبين مدى صلاحيتها للميكروويف، مع تحديد مستوى الحرارة الملائمة. في حال لم تجد أي دليل على صلاحية العلبة للتسخين في الميكروويف، فإنه ينصح عادة بتجنب المخاطرة بذلك.
2) أكياس البلاستيك
يمكن أن يتسبب استخدام البلاستيك في الميكروويف في تسرب المواد الكيميائية إلى طعامك أو مشروبك. يجب أن تتجنب وضع أي طعام في البلاستيك في الميكروويف ما لم يكن مكتوبًا بوضوح أنه آمن للاستخدام في الميكروويف.
3) الأدوات والأواني المعدنية
المعدن غير آمن لوضعه في الميكروويف لأنه لا يمتص الموجات الكهرومغناطيسية. وبما أن المعادن موصلة، فإن ذلك قد يعني جذبها لهذه الأمواج الدقيقة في الفرن والتسبب بحريق. تجنب وضع أي شيء معدني في فرن الميكروويف، وأي شيء يشتمل على معدن فيه، وذلك يشمل الأكواب البلاستيكية ذات القاعدة المعدنية.
4) ورق القصدير
لا ينبغي وضع رقائق الألومنيوم في الميكروويف لأنها شكل رقيق من المعدن، وينطبق عليها التحذير السابق المتعلق بالأواني والأدوات المعدنية، حيث سيؤدي تعريضها لأمواج الميكروويف إلى إحداث شرارة حارقة قد ينجم عنها مشكلة كبيرة في الجهاز أو في مكان وجوده.