للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وصلت أربعة فرق إنجليزية إلى نصف نهائي البطولات الأوروبية، حيث تأهل ليفربول وتوتنهام إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، وبلغ أرسنال وتشيلسي الدور نفسه في الدوري الأوروبي.
تعيش الكرة الإنجليزية طفرة تمثلت في وصول ستة فرق إلى ربع نهائي البطولات الأوروبية، أكملت منها أربعة فرق إلى نصف النهائي
وكان فريقا مدينة مانشستر قد خرجا من ربع نهائي دوري الأبطال بعد خسارة مانشستر يوناتيد ومانشستر سيتي أمام برشلونة وتوتنهام على التوالي ، وبالتالي وصلت أقوى ستة فرق إنجليزية إلى ربع النهائي في البطولات القارية، وأكلمت أربعة منها إلى نصف النهائي الأمر الذي يفسر التطور الذي تعيشه الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا: منافسة مشتعلة بين أندية أوروبا على بطاقات التأهل لدوري الأبطال
يذكر أن ليفربول كان قد بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا في العام الماضي وخسره أمام ريال مدريد 3-1، فيما فاز مانشستر يونايتيد بالدوري الأوروبي في 2017 بقيادة جوزيه مورينيو. ويعود آخر تتويج للفرق الإنجليزية إلى العام 2012 عندما فاز تشيلسي بالبطولة بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو، عندما فازوا على بايرن ميونيخ بالركلات الترجيحية في الأليانز آرينا.
وتطمح الفرق الإنجليزية إلى التتويج بالكأسين الأوروبيتين هذا العام، وكسر الهيمنة الإسبانية، حيث لم يتمكن أي فريق غير إسباني من التتويج بدوري الأبطال منذ عام 2013، فيما فازت هذه الفرق بالدوري الأوروبي أربع مرات في السنوات الخمس الأخيرة.
فرصة مواتية للعودة إلى الألقاب
وبالرغم من أن الدوري الإنجليزي يحظى بشعبية كبيرة، ويعتبره الكثيرون الأفضل في العالم من ناحية الأداء والمستوى والإثارة، لكن الفرق الإنجليزية فشلت خلال السنوات الأخيرة في مجاراة الفرق الأوروبية، وخاصة الإسبانية، ففي العام الماضي مثلًا، خرج تشيلسي أمام برشلونة، ومانشستر يونايتيد أمام إشبيليه، فيما خسر ليفربول النهائي أمام ريال مدريد، بينما خرج أرسنال من نصف نهائي الدوري الأوروبي بعد الخسارة أمام أتلتيكو مدريد.
وعليه فإن الفرصة تبدو هذه المرة مواتية للفرق الإنجليزية لفرض سطوتها وإعادة الاعتبار لنفسها في البطولات الأوروبية، علمًا بأن نهائي دوري الأبطال هذا العام سيلعب في ملعب الواندا ميتروبوليتانو في مدريد، وسيكون لتتويج الإنجليز باللقب من قلب مدريد دلالات كبيرة.
ويبدو أن التطور الكبير الذي شهده الدوري الإنجليزي في السنوات القليلة الماضية، قد بدأ يعطي ثماره في البطولات الأوروبية، فالفرق الإنجليزية لديها استقرار مادي كبير، وهو أمر يعود بالأساس إلى سياسة توزيع عوائد النقل التلفزيوني بالتساوي على الفرق، ما يعطي توازنًا كبيرًا، وتصبح الفرق المتوسطة أو الصاعدة إلى الدوري الممتاز، قادرة على استقطاب النجوم من الدوريات الأخرى، والاعتماد على خيرة المدربين.
هل يفك يورغن كلوب النحس أخيرًا؟
يورغن كلوب، الرجل سيئ الحظ في المباريات النهائية، حيث خسر نهائي دوري الأبطال مرتين: 2018 مع ليفربول أمام ريال مدريد، ونهائي 2012 مع بروسيا دورتموند أمام بايرن ميونيخ؛ لعله سيحاول أن يصل للمباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي. لكن مهمة كلوب لن تكون سهلة في مواجهة العملاق الكاتالوني برشلونة.
فيما سيلعب توتنهام هوتسبيرو، والذي أخرج مانشستر سيتي من المسابقة، ضد أياكس أمستردام، مفاجأة البطولة، والذي أخرج مرشحين أساسين من البطولة هما ريال مدريد ويوفنتوس.
أما في الدوري الأوروبي، فإن فرصة فريقي لندن أرسنال وتشيلسي تبدو أكبر، حيث سيواجه الأول فرانكفورت الألماني بقيادة نجمه لوكا يوفيتش، فيما يلعب الثاني مع فالنسيا الإسباني صاحب النتائج الممتازة في الأسابيع الأخيرة.
ويعطي الفريقان أهمية كبيرة للمسابقة الأوروبية، والتي توج بها تشيلسي في 2013، لأنها ستعطي الفائز بها بطاقة تأهل مباشرة إلى دوري الأبطال في الموسم القادم، خاصة وأن الفريقين يجدان صعوبة في حسم بطاقة التأهل في الدوري حيث يتنافسان مع توتنهام ومانشستر يونايتيد على أربع بطاقات.
هذا وتعيش الكرة الإنجليزية بشكل عام فترة ازدهار، انعكست كذلك على أداء المنتخب الأول الذي وصل للمربع الذهبي لمونديال روسيا 2018، كما فاز المنتخب الإنجليزي بكأس العالم للشباب، ويسيطر ناشئو المنتخب على البطولات الأوروبية. وقد برز عدد من اللاعبين الإنجليز اليافعين في بطولة الدوري هذا العام، وهو أمر مبشّر مستقبلًا فيما يخص نتائج الأندية والمنتخب على حد سواء.
مع هذا الازدهار، لا تزال مشكلة ازدحام جدول المباريات وكثرة البطولات، توثر سلبًا على نتائج الأندية الإنجليزية
في المقابل، لا تزال مشكلة ازدحام المباريات وكثرة البطولات في إنجلترا تؤثر سلبًا على نتائج الأندية الإنجليزية، وهو أمر اشتكى منه معظم المدربين، حيث تشارك الفرق الإنجليزية في ثلاث بطولات محلية، إضافة إلى المشاركة القارية، كما أن الفرق لا تحصل على إجازة في فترة الميلاد بل يتم تكثيف المباريات، وهي أمور تؤثر حتمًا على اللياقة البدنية للاعبين فيظهر التعب في نهاية الموسم، الأمر الذي يؤثر سلبًا على النتائج.
اقرأ/ي أيضًا:
السيتي يلامس لقب البريميرليغ.. واليونايتد يخيّب أمل ليفربول
سقوط مدوٍّ لليونايتد ومفاجئ لآرسنال.. ليفربول يسترجع صدارة البريميرليغ