لتركيا تاريخ طويل مع الزلازل المدمرة، فالجغرافيا التي تقع فيها، تصنف بأنها نشطة زلزاليًا، وبها خط صدع شمال الأناضول وخط صدع شرق الأناضول وخط صدع غرب الأناضول، ويذكر خبراء الزلازل أن "ما يقرب من 60 بالمائة من سكان تركيا يقيمون في مناطق زلزالية نشطة ومدمرة"، ولذلك، تهدف تركيا في إطار مشروع التحول الحضري إلى جعل المباني السكنية في جميع أنحائها مقاومة للزلازل.
منذ عام 1950، مات في تركيا أكثر من 35600 شخص بسبب العواقب المباشرة للزلازل
وتذكر سجلّات الزلازل في تركيا أنها شهدت بين عامي 1939 و 2018 أربعة عشر زلزالًا كبيرًا بقوة 7 درجة على مقياس ريختر أو أكثر، آخرها زلزال، فجر يوم الإثنين، الذي كان بقوة 7.8 درجة في مدينة كهرمان مرعش جنوبي تركيا، و 7.6 بولاية غازي عنتاب، مخلفًا آلاف الضحايا والجرحى ومئات المباني المدمرة، مضاهيًا بذلك الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا خلال عصرها الحديث.
وكثيرًا ما تتعرض تركيا للهزات الأرضية، على سبيل المثال، في عام 2020 سجلت ما يقارب من 33000 زلزال، وفقًا لهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، من بينهم كان هناك 332 زلزالًا بقوة 4.0 وأعلى.
وفقًا لبعض التقديرات، فإن ما يقرب من 95% من مساحة تركيا معرضة للزلازل، في حين أن حوالي ثلث تركيا معرض لخطر كبير نتيجتها، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمدن الرئيسية في اسطنبول وإزمير ومنطقة شرق الأناضول.
ومنذ عام 1950، مات في تركيا أكثر من 35600 شخص بسبب العواقب المباشرة للزلازل، فيما تسببت 6 زلازل في موجات تسونامي لاحقة، والتي أودت بحياة المزيد من الأشخاص وتسببت في أضرار إضافية. وشهدت تركيا 20 زلزالًا منذ عام 2000 تفوق الخمس درجات على مقياس ريختر، بالإضافة إلى مئات الزلازل التي سجلت شدة أقل.
زلزال إرزينجان الكبير
حدث في 27 كانون الأول/ديسمبر 1939، وبلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، لقي فيه ما يقرب من 33 ألف شخص حتفهم، وأصيب 100 ألف شخص آخرين ودمّر حوالي 116 ألف مبنى. ويعد زلزال إرزينجان أحد أكبر وأقوى الزلازل في العالم.
كان هذا الزلزال، حسب وكالة الأناضول، أكبر زلزال تعرضت له تركيا، في حدودها الحالية، ومع هذا الزلزال ، بدأ الوعي بوجود خط صدع شمال الأناضول لأول مرة.
زلزال توسيا- لاديك
وقع زلزال توسيا لاديك في 27 تشرين ثاني/ نوفمبر 1943 بالقرب من توسيا في مقاطعة كاستامونو شمال تركيا، وتقدر قوة الزلزال بـ 7.5-7.7، وصلت آثاره إلى منطقة واسعة جدًا تبلغ 45000 كيلومتر مربع. وشعر السكان بالزلزال حتى في مناطق بعيدة في طرابزون وإسبرطة وإيلازيغ وزونغولداك ويوزغات. ونتيجةً للزلزال قتل أكثر من 2500 شخص وجرح 5000.
زلزال بولو-جيريد
وقع زلزال بولو-جيريد شمال غرب تركيا في 1 شباط/ فبراير 1944، وقدر الزلزال بقوة 7.5 درجة. ومزق الزلزال جزءًا من صدع شمال الأناضول، مشكلاً جزءًا من تسلسل تدريجي للهزات الأرضية على طول منطقة الصدع، بدءًا من زلزال إرزينجان عام 1939. وقتل في الزلزال 3959 شخص، وسط الحدث عن تدميره أكثر من 20 ألف منزل.
زلزال بينجول
في 22 أيار/ مايو 1971، شهدت تركيا زلزالًا بقوة 6.9 درجة وحدث في مدينة بينجول شرقي تركيا. تسبب الزلزال في أكثر من 90% من المباني، مما أدى إلى تشريد الكثير من السكان ومقتل ما يقرب من 1000 شخص.
زلزال مرادية
بلغت قوة هذا الزلزال 7.5 درجة على مقياس ريختر، وحدث في 24 تشرين الأول/نوفمبر 1976 في منطقة مرادية في ولاية وان، وتسبب زلزال المرادية، في فقد 3840 شخصًا حياتهم، وأصيب فيه قرابة 500 شخص، ويصنف زلزال مرادية بأنه أشد زلزال تعرضت له تركيا الحديثة بعد زلزال إرزينجان عام 1939، ليس على مستوى عدد الضحايا وإنما على مقياس الزلازل، حيث كانت قوته 7.5 درجة، وهي ثاني أقوى درجة بعد زلزال إرزينجان 7.9 درجة، فيما تفوق زلزال كهرمان مرعش عليه.
زلزال جولجوك الذي استمر 45 ثانية
في 17 من آب/ أغسطس 1999 استفاقت تركيا على زلزال آخر مدمر، ضرب هذه المرة مدينة إزميت جنوب غرب إسطنبول، المعروفة بالاكتظاظ السكاني، وقد بلغت قوة الزلزال 7.4 درجات على مقياس ريختر وتركز في بلدة جولجوك الصناعية، واستمر لمدة 45 ثانية، متسببًا بمصرع 17 ألفًا و 118 شخصًا وإصابة قرابة 25 ألفًا. وفي منطقة قوجه إيلي، التي كانت الأكثر تضررًا من الزلزال، وفَقد فيها 9 آلاف 477 شخصًا حياتهم وأصيب 9 آلاف 881 شخصًا بجروح، وشرد الزلزال نحو نصف مليون.
زلزال وان
في 23 تشرين أول/ أكتوبر 2011 بالقرب من مدينة وان (شرق تركيا)، ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة على مقياس ريختر المنطقة. ووفقًا لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، فقد قتل الزلزال 604 شخص وأصاب أكثر من 4000 شخص. كما أصيب ما لا يقل عن 11232 مبنى بأضرار، وتبين أن 6017 منها غير صالحة للسكن، وعقبه كان هناك ما لا يقل عن 60.000 بلا مأوى.
شهدت تركيا 20 زلزالًا منذ عام 2000 تفوق الخمس درجات على مقياس ريختر، بالإضافة إلى مئات الزلازل التي سجلت شدة أقل
زلزال إزمير
في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، ضرب مدينة إزمير التركية هزة أرضية، كان مركزها شمال شرق جزيرة ساموس اليونانية، وفي حينه بلغت قوته 7.0 درجة، ورغم أن من كون جزيرة ساموس الأقرب إلى مركز الزلزال، إلّا أن المدينة التركية إزمير، التي تقع على بعد 70 كيلومترًا شمال شرقًا كانت هي الأكثر تضررًا، ونتيجة الزلزال لقي أكثر من 100 شخص مصرعه بينما أصيب أكثر من 1000 شخص.
ومع الارتفاع المستمر في أعداد الضحايا، نتيجة زلزال قهرمان مرعش، الذي وقع فجر الإثنين، والذي تتجاوز حصيلته 9000 ضحية في جنوب تركيا وشمال سوريا حتى الآن، فإنه سوف يكون من بين أبرز الكوراث التي ضربت تركيا الحديثة.