قال مدير "مرصد الزلازل الأردني" غسان سويدان، لـ "ألترا صوت"، إن قلة الزلازل القوية التي وقعت لصفيحة الأناضول الشرقية، طوال القرنين الماضيين، قد تكون سببًا في مراكمة الضغط والقوة الكامنة، ومن ثم التسبب في الزلزال المروع الذي خلّف آلاف الضحايا والجرحى في جنوب تركيا وشمال سوريا.
سويدان قال إنه: "ربما يكون من أسباب هذا الزلزال أنه حدثت تراكمات للطاقة الكامنة داخل الأرض وضغوطات على الصخور ومن ثم تفرغت فجأة، لأن الزلزال عبارة عن تفريغ فجائي للطاقة، إذ تتحول الطاقة الكامنة هذه إلى حركية وتولِّد هذا الدمار، وكل هذه احتمالات ولا يمكن اعتبارها حقائق علمية مثبتة".
سويدان: الهزات الأرضية تحدث في كل الأوقات وهي تتكرر أكثر مما نتصور ولكننا لا نشعر بها كلها
وأضاف سويدان أنه لا يمكن أبدًا التنبؤ بالزلازل، وأنه: "لا يوجد حاليًا علم يمكنه التنبؤ بالزلازل، ولكن يمكن بشكل عام توقع المناطق المعرضة للزلازل، فنقول إن المناطق التي حصلت فيها زلازل سابقًا تعد أكثر قابلية لتكرار الزلازل فيها، ولكننا لا نعرف التوقيت إذ لا يمكن التنبؤ إحصائيًا بوقت حدوث الزلازل، وليس هنالك دورة زلازل نحدد على أساسها الأوقات المحتملة لوقوع الزلازل".
أما فيما يتعلق بتنبؤ الباحث الهولندي، فرانك هوغربيتس، بزلزال تركيا قبل يومين من وقوعه، فيقول سويدان إنه: "صحيح أن هنالك تجاذب بين الكرة الأرضية وباقي الكواكب والأقمار والنجوم، فنحن نعيش في كوكب متجانس، ولكن هل يمكن اعتماد ذلك بوصفه طريقة علمية للتنبؤ بالزلازل؟ لا يوجد حاليًا دراسات مثبتة علميًا تؤكد ذلك".
وأضاف أنه من ناحية إيجابية فإن المناطق على سطح الأرض لا ترتبط ببعضها زلزاليًا، أي أن: "الزلزال الذي يحدث في الصين لا يؤثر على الأردن مثلًا، ولكن في المقابل ما يحدث في اليمن والسعودية والأردن وسوريا مرتبط لأن المناطق المذكورة تجلس على نفس الصفيحة وهي الصفيحة العربية".
وأشار إلى أن الهزات الأرضية تحدث في كل الأوقات، وهي تتكرر أكثر مما نتصور، لكننا لا نشعر بها كلها، إذ إن شعورنا بالهزة الأرضية مرتبط بشدتها ومدى حساسيتنا لها، في حين أن كائنات حية أخرى مثل الكلاب لديها حساسية أكبر تجاه الهزات الأرضية، ولذلك تنتشر عادةً أنباء عن تصرفات غريبة للحيوانات قبيل حدوث الهزات الأرضية.
سويدان: لا يمكن أبدًا التنبؤ بالزلازل ولا يوجد حاليًا علم يمكنه التنبؤ بها
وأكد سويدان أيضًا على ضرورة تحديد نمط البناء في كل منطقة حسب خصائصها الجيولوجية، إذ إن: " كل بقعة على وجه الأرض لها خصائص جيولوجية معينة تتعلق بنوعية التربة وعمق المياه وقربها إلى الصدعات النشطة وغير ذلك"، ما يعني أنه يجب البناء في كل منطقة حسب طبيعتها: "فنقول مثلًا إن تصميم الأبنية في مدينة الزرقاء يجب أن يكون مختلفًا عنه في عمّان أو جرش".
يشار إلى أن الحكومة التركية أعلنت أن 13,5 مليون تركي تأثروا بالزلزال الذي اعتُبر الأشد منذ زلزال عام 1999، في حين أعلن الدفاع المدني السوري مناطق شمال سوريا منطقة منكوبة، ولا تزال أعمال الإغاثة وانتشال الضحايا والجرحى قائمة بعد حوالي 30 ساعة من وقوع الهزة الأرضية الأولى فجر الإثنين.