تجددت المعارك العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، وسط قصف متبادل بالمدفعية الثقيلة.
قال شاهد عيان من مدينة الفاشر لـ"الترا سودان" إن طفلًا على الأقل توفي متأثرًا بسقوط قذيفة على منزل شمال شرق المدينة صباح الثلاثاء، مشيرًا إلى أن هناك ضحايا من المدنيين لم يتم حصرهم بعد لاستمرار القتال.
وقال أحمد أبوبكر العامل الإنساني، لـ"الترا سودان"، إن القتال بدأ فجر الثلاثاء من الناحية الشرقية والشمالية لمدينة الفاشر، وهي مناطق تمركز الدعم السريع.
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريلو، إن الجيش والدعم السريع لديهما رغبة في حسم الحرب عسكريًا
وأوضح الصحفي معمر إبراهيم، لـ"الترا سودان"، إن المعارك تقتصر على التبادل المدفعي بين الطرفين، حيث تقوم الدعم السريع بإطلاق القذائف من الناحية الشرقية، بينما يحدث العكس من جانب القوات المشتركة (الجيش السوداني وقوات متحالفة معه).
وتُعدّ ولاية شمال دارفور هي آخر الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني والذي تحالف مؤخرًا مع حركتي العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان بقيادة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي. وتسيطر الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، وتعد ولاية شرق دارفور آخر الولايات التي سيطرت عليها إلى جانب ولايات غرب وجنوب ووسط دارفور.
دُفن محسن حيا على يد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة في الجنينة #السودان.
قُتل وجُرح آلاف الأشخاص خلال حملات تطهير عرقي منذ 2023.https://t.co/DAGvxzmN0u pic.twitter.com/Jmn6hNuYD1
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) May 13, 2024
ويقول أحمد الطيب الباحث في مجال فض النزاعات، إن سقوط الفاشر في يد الدعم السريع يعني اختفاء الجيش ومظاهر الدولة من إقليم دارفور، وهذا يعني تعقيد محادثات السلام في منبر جدة، وقد تنهار بشكل كلي لأن الجيش السوداني لن يوافق على المفاوضات حال فقدان مدينة استراتيجية مثل الفاشر.
ويوضح الطيب لـ"الترا سودان" خطورة الوضع في الفاشر، مشيرًا إلى أن التحدي يكمن في وصول الإمدادات والعتاد العسكري إلى الجيش السوداني، وهذه العملية مستمرة عبر الإسقاط الجوي من وحدات سلاح الجو.
من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريلو، إن الجيش والدعم السريع لديهما رغبة في حسم الحرب عسكريًا، مشددًا على أن واشنطن ستمارس ضغوطًا هائلة عليهما، لجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
قال أحمد أبوبكر العامل الإنساني لـ"الترا سودان"، إن القتال بدأ فجر الثلاثاء من الناحية الشرقية والشمالية لمدينة الفاشر، وهي مناطق تمركز الدعم السريع
وأوضح المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريلو، في لقاء الثلاثاء، مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب والناشطين في العاصمة الأوغندية كمبالا، أن الجيش والدعم السريع يعتقدان أنهما يستطيعان حسم المعركة عسكريًا، لكن "نحن سنفعل أدواتنا للضغط عليهما للذهاب نحو المفاوضات".
وفي سياق متصل، أكدت "محامو الطوارئ" وهي مجموعة حقوقية مستقلة، يوم الثلاثاء، أن المعارك في الفاشر شهدت هجمات عشوائية وقصفًا مدفعيًا تجاوز الحدود، ما يشير إلى أن الأطراف المتقاتلة في المدينة لا تحترم قواعد النزاع وحماية المدنيين، وهو أمر مستمر منذ بداية الحرب في السودان.