23-أكتوبر-2024
ترامب

(WP) المرشح الجمهوري دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في أريزونا

وجّه المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، اتهامات لحزب العمال البريطاني بالتدخل في الانتخابات الأميركية، لصالح حملة كامالا هاريس. وبحسب ما نشرت "فايننشال تايمز"، فإن ترامب قدم بالفعل شكوى قضائية ضد الحزب الحاكم في بريطانيا، متهمًا إياه بـ"المساهمات والتدخلات غير القانونية في الانتخابات" لمساعدة غريمته الديمقراطية.

وتزعم الشكوى التي قدمتها حملة ترامب إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية المستقلة، أمس الإثنين، بأن حزب العمال البريطاني أرسل استراتيجيين لمساعدة الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطي للرئاسة، وتقول إن هاريس قبلت بتلك المساعدة.

وكتب محامو حملة ترامب في رسالة إلى اللجنة المذكورة: "عندما سعى ممثلو الحكومة البريطانية في السابق إلى التنقل من بيت إلى بيت في أميركا، لم يكن الأمر جيدًا بالنسبة لهم"، في إشارة إلى حرب الاستقلال الأميركية ضد السلطة البريطانية.

تقدم دونالد ترامب بشكوى قضائية ضد الحزب الحاكم في بريطانيا، متهمًا إياه بـ"المساهمات والتدخلات غير القانونية في الانتخابات" لمساعدة غريمته الديمقراطية.

وتعود ملابسات القضية إلى الأسبوع الماضي، حينما تداولت تقارير إعلامية أخبارًا عن عزم حزب العمال إرسال عدد من مستشاريه السياسيين لمساعدة حملة هاريس. واعتمدت هذه التقارير على منشور سابق لمسؤولة العمليات في الحزب البريطاني، صوفيا باتل، على صفحتها بمنصة "لينكد إن".

وقالت باتل إن "نحو 100 من أعضاء حزب العمال الذين أبدوا استعدادهم للذهاب إلى ولايات كارولاينا الشمالية ونيفادا وفرجينيا" لدعم حملة هاريس، و"لا يزال هناك 10 أماكن شاغرة للذين يرغبون في الالتحاق بالمعركة الانتخابية في كارولاينا الشمالية". هذا وسارعت باتل إلى حذف المنشور، لكنه لم يسلم في النهاية من التداول. 

وأثارت هذه المنشورات سخط أنصار دونالد ترامب، وكتب سيباستيان جوركا، مساعد ترامب السابق، أن الأمر "فضيحة مدوية". وقال توم كوتون، السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس، إن هذه الخطوة "سبب آخر" لدعم الجمهوريين. فيما علّق إيلون ماسك، الملياردير الأميركي المناصر لترامب، بأن تحركات الحزب البريطاني "غير قانونية".

وصرّحت سوزي وايلز، الرئيسة المشاركة لحملة ترامب: "في غضون أسبوعين، سيرفض الأميركيون مرة أخرى قمع الحكومة البريطانية الذي رفضناه في عام 1776"، مضيفة أن حملة هاريس كانت "متعثرة"، و"تسعى إلى نفوذ أجنبي لتعزيز رسالتها المتطرفة".

وقبل هذا، سبق ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، قالت فيه إن الاستراتيجيين "المرتبطين" بحزب العمال، الذي يتزعمه رئيس الوزراء، كير ستارمر، "كانوا يقدمون المشورة" لنائبة الرئيس كامالا هاريس، بعد فوزهم الساحق في الانتخابات البريطانية في تموز/يوليو الماضي.

وركزت الدعوى القضائية التي رفعتها حملة ترامب على هذه المعطيات، من أجل دعم فرضية مساعدة الحزب البريطاني الحاكم لحملة المرشحة الديموقراطية. في وقت يحظر فيه القانون الفيدرالي أي مساهمات مالية أو تبرعات أو نفقات من مواطنين أجانب، في أي انتخابات أميركية، وفقًا للوائح  لجنة الانتخابات الفيدرالية.

وعلى الضفة الشرقية للمحيط الأطلسي صرح ستارمر بأن "مسؤولي حزب العمال، حضروا كل انتخابات (الأميركية) تقريبًا. إنهم يقومون ذلك في أوقات فراغهم، ويقومون به كمتطوعين لا كموظفي الحزب، وأعتقد أنهم هناك مع متطوعين آخرين ومن دول أخرى"، وشدد ستارمر على أنه يتمتع "بعلاقة جيدة" مع ترامب، وأن الشكوى لن تعرضه للخطر.

وفي السياق ذاته، أكّد كبير مراسلي السياسة بقناة "بي بي سي" البريطانية، هنري زيفمان، أنه بحديثه مع أعضاء حزب العمال "هناك بعض الحرج من الخلاف الطارئ مع حملة ترامب، لكنهم يجمعون على أنهم لم يرتكبوا أي مخالفة"، مضييفًا "إن الحزب البريطاني لا يعترف رسميًا (بدعمه حملة ترامب)، لكن وكخطوة أولى للدفاع، قالوا بأنهم متطوعون وهذا يتماشى وقوانين اللجنة الفدرالية للانتخابات (…) لأن الحزب لا دور له في تنظيم هؤلاء المتطوعين".

في المقابل، وبحسب "أكسيوس"، رفضت حملة هاريس التعليق على هذه التطورات، أو الرد على اتهامات حملة ترامب بالتدخل الأجنبي.