قال القلم متذمرًا: تعبت من توقيع عرائض التضامن!
ردت عليه اليد: وأنا كذلك سئمت تحريكك وتطويعك والضغط عليك. ولكن صاحبنا الضمير، له ادعاء آخر، باسم الإنسانية، الوطنية، والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.. لا ينتهي من تضامن حتى يدخل في آخر.
تجاهل الضمير شكواهما، وأعطى أوامر جديدة للتضامن. وقال: أسرعا! فعرائض كثيرة، جديدة ومجددة تنتظر التوقيع.
رد القلم (بعدما تبدّت له لا مبالاة الضمير): أعلينا أن نضع كذلك عريضتنا لتنظر إليها يومًا ما وتتضامن معنا؟وقالت اليد اليمنى (محتجّة كذلك): لماذا لا تريحني قليلًا وتكلف أختي اليسرى بالعمل.
صرخ القلم راجيًا: لا لا رجاء! إلا اليد اليسرى، فإنها تؤلمني بكثرة خروجها عن السطر. وتضغط على رأسي فأختنق. (يتدفق الحبر) رجاء رجاء! ارحمني أيها الضمير العادل وأشفق من حالي، ارحمني هذه المرة فقط، وسأكف عن التذمر.
احتجت اليد اليمنى لاحتجاج القلم. واصفة إياه بالأناني والمتملق.
صرخ الضمير في وجهيهما: اصمتا واكتبا!
(أتضامن مع.....) انصاع القلم واليد للأوامر، يتمتمان في حنق: أي مصداقية للتضامن تحت الإكراه؟
الضمير: لقد سمعتكما، ولا وقت لي لأضيعه معكما. لدي عرائض أخرى تتكاثر يوما عن يوم.
نهرت اليد اليمنى أختها اليسرى، التي تنهدت الصعداء. ورفعت القلم بعصبية ضاغطة على رأسه. تدفق الحبر مجددًا، فصرخ القلم متألمًا، وبصوت متقطع ومبحوح: إنني أتضامن.
اقرأ/ي أيضًا: