سوّيت غلافًا لامعًا
كان منكمشًا حول قطعة حلوى
فشعرت بالإجابة..
كانت الساعة تشير، تباعًا، لمتتالية مألوفة من الأرقام
أعلم أن الكون من خلالها يحدثني
وأنا هنا، لأصدّق يا حبيبي
تدرج الأخضر بالأشجار
والأغنية التي تندلع فجأة بالمذياع
والضوء، ذاك الذي يدلف لنهار كامل
على خطى الشمس
مبتدئًا بغرفتي
منتهيًا في رأسك...
ووجودك الهادر في الغياب
لأصدقه؛
فكرت بالماء بديلًا.
*
كنت مقبلة
أنتظر الأيام من بدايتها
جوار النوافذ كل صباح
بوجه دافئ
وعينان تواقتان
عندما كان الضوء في مواجهتي
يطبعني على الجدران
رأسًا بلا أكتاف
ويد تمسك بالقضبان!
*
داخل الهدوء الذي يسمى جلدًا
أحتفظ بك
في ذاكرة الأشياء كلها،
أخبئك بالضجيج الذي يرعى
مزيدًا من الصمت
هنا حيث كل شيء يبدو ممكنًا،
عندما أنظر إليه
الأبواغ واليرقات
الجبال والبحار
الشجرة العتيقة وتلك التي اشتدت للتو
حتى الرجاء والرحيل في خطوات من يذهبون
مساء أمس
إمعانًا بالممكن
أنهت القسوة عامًا في منتصفه
لمعت نجمة بعيدة
على رأس زيتونة تُطل من نافذتي
معلنة ذلك
باحتفال خجول.
*
جئتُ من الجبال
مما يمليه الصعود
بالحسم والأكتاف
جئتُ
بالوعورة الخالصة كمذهب للوصول
رأيت كيف تنحني الجباه على المنحدرات
وكيف تمتلئ النظرة بالصعاب،
مثل فناء يحمل في حجارته الليالي
بأي حيلة أخبئك في قلبي!
بالبكاء من كثرة الضحك،
أم بالكلام الذي يشتد، بصمت عميق وراءه!
وأنا هنا
أُراوح في الصبح
في كل صبح
كظلٍ أو بداية..
دون أن تمر بي
سأنزع السعي من قدميّ
وأنثره فوق عثة شائعة، علها تهتدي
أو أرميه في وردة، صارت بثلاثة تيجان
ملكة بجدراة.
*
هناك نوع آخر من التوق
يتسرب ببطء وجسارة
إلى كل ما هو جاد
أحمله مثل سمكة فضية
تمتص البحر
بسمومه ومزاياه
دون أن تدرك
كيف يتفشى موطنها
في مصيرها وطريقتها..
ألمس ذلك
في كل نسيم بارد يقود جذوتي
في كل ما يوقظ حواسي المُتعَبة
على المفارق وفي المدى
في الحنين
كتسمية تخصك
عندما يضيء الملح الشطآن
ويكون العالم محارتك.
*
معتمة وباردة
مثل كوكب من الغبار
أفكر بالنوافذ التي تصنعها غيمة راحلة في السماء
في الضوء الذي يحيط بها، مُحدثًا مشهدًا جللًا لبصمة الإله
يحرك الهواء شيئًا فألمس به روحًا
يلصق غيمة بأخرى،
فتصير حوتًا أو تنينًا
يغلق فجوة ويفتح أخرى
يطير ورقة فارغة أمامي
أو يترك إيقاعًا يلامس،
على قمة سروة أو عشبة طرية
لم تكن قبل ذلك في أيامي.
معتمة وباردة
كعائدة للتو
من ظلمة حالكة أو فجر بعيد
أمرِّن نفسي على اليأس
وأعيش في الأكاذيب
في الهدوء الذي لا تعطنيه الحقيقة
أعلم أن الحب هو أن تريني جروحك
لا أن تقول لي أحبك
بهذا أحببت الشعر
عندما مكنني من الفراغ
من طي المساحة الهائلة التي تجهز على الرؤية
من احتجاز الخطوات في قدمي
كلما كدت أن أصل.