دوريان لوكس شاعرة أميركية ولدت في 10 كانون الثاني/يناير 1952 في أوغوستا بولاية ماين شمال شرق الولايات المتحدة. درست في جامعة أوريغون، وهي أستاذة في برنامج الكتابة الإبداعية في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، ومحررة مساهمة في مراجعة مجلة ألاسكا الفصلية، وهي مجلة أدبية نصف سنوية. أصدرت عدة مجموعات شعرية، وحصلت على العديد من الجوائز، وتُرجمت أعمالها إلى عدة لغات.
قلب
يغير القلب شكله من تلقاء نفسه
من طائر إلى فأس، من عجَلة
إلى غصن مزهر. يتقلب داخل الصدر
دبٌّ بنيٌّ أرهقه الشتاء، طفل
يقفز في كرنفال، ويقف في ظُلَّة
كشك الألعاب النارية، عند خيمة السيدة السمينة
عند كشك النقانق بالذرة. أو أنَّ القلبَ
قاعةُ انتظار فارغة لأرواح الموتى
يتصفحون فيها المجلات، يلعقون
أصابع الإبهام الخالية من الجلد
يستيقظ أحدهم ويمشي
من خلال الباب في متاهة من الممرات.
خلف أحد الأبواب غرفة مليئة بالأوركيد،
وخلف باب آخر رائحة خبز محترق.
الغرف تتوالى؛ غرفة خياطة
مع دواستها الحادة، وإبرها اللامعة،
غرفة مليئة بخزائن الملفات وبالستائر الممزقة،
غرفة يطن بها الآلاف من الذباب الأسود.
أو يغلق القلب أبوابه فيصير دخانًا،
كِذبةً هشةً، يتجعد مثل الدودة، ينسى
حياته، يحفر في بقايا اللحم.
قلب يتخذ منعطفًا خاطئًا
قلب سجنه بابُه المغطى بالشوك.
قلب يداه مطويتان في حِجره.
قلب بهيئة مركب شراعي أزرق يمزِّق حرير البحيرة.
يفعل ما يشاء، ويأخذ ما يحتاج، يأكل
عندما يجوع، ينام عندما تغلق الروح.
يشعر بالملل، ويشاهد الأفلام في أعماق الليل،
يقف بجانب النافذة يعد مصابيح الشوارع
يحدِّق بواحد تلو واحد.
قلب بمئة فم مفتوح
قلب بمئة عين مغلقة.
هارمونيكا، قلب مزيَّن،
قلب اسمنتيٌّ، أسنانٌ مكسورة، سياجٌ من الخشب الأحمر.
قلب من الطوب والألواح، كتبٌ مكدسة
في صفوف مستقيمة، أشواكها المغبرَّة
لا يمكن قراءتها. قلب
يداه غير مقيدتين.
قلب هيروغليفي، محفور بعمق في قوائم التاريخ
(الأشياء الذي ينبغي فعلها). قلب قصير النظر. قلب أحنف القدم.
قلبٌ قاسٍ، قلب من الذهب والفحم.
قلب تعويذة سيئة، يغني أغاني البلوز العاطفية.
فتى الجوقة هو القلب. قلبٌ في رداء رقيق.
قلب يرفع قدميه ويقرأ المقطوعات.
قلب شريد، نائم وظهره إلى القمامة.
قلب نابض، بعصًا سوداء،
ينقر بها على الغطاء.
*
قصص عائلية
أخبرني صديق قديم قصصًا عن عائلته،
كيف انتهى الشجار مرة في اللحظة التي حمل فيها
والده كعكة عيد الميلاد المضاءة بكلتا يديه
ورماها من نافذة الطابق الثاني. في اعتقادي
هكذا تكون العائلات الطبيعية. غضب
يرسَل عبر النافذة ليهبط كهدية
تزيّن الرصيف. عندما يتعلق الأمر بعائلتي
فثمة لكمات وضربات مباشرة
على المعدة، ولا أحد
يسامح أحدًا على الإطلاق، رغم ذلك اعتقدت
أنَّ الأشخاص في قصصه يحبّون بعضهم حقًا،
حتى عندما يصرخون ويركلون الأبواب
بأرجلهم، حتى عندما يحملون كرسيًا كزجاجة
شمبانيا رخيصة ويحطّمونه بالجدار،
فيصبح متشظّيًا.
قلتُ إنه غير مؤذٍ ذلك الصخب،
والتبرم من الانفعال. قال إنها لعنة
أن يكون المرء كاثوليكيًا من أصل إيطالي. ما رآه
عندما أطل من تلك النافذة هي اللحظة
وهي تتحطّم بفظاظة. أما ما رأيتُه فكان كعكة عيد ميلاد
رائعة من ثلاث طبقات تنزلق كسفينة محطمة
على الرصيف، الشموع المحترقة مكسورة وغاطسة
في الكريما، القليل لا يزال مضاء.