إعداد وترجمة ألترا صوت - الغارديان
أجرى باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية دراسة حول العادات التي تجعل العمر المتوقع لكل إنسان يزيد بمقادير متباينة، وتوصلوا إلى أن هناك 5 عادات صحية يتيح الالتزام بها زيادة أكثر من 10 سنوات على العمر المتوقع للإنسان. ما هي هذه العادات وما هو تأثيرها؟ هذا التقرير المترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية يجيب عن هذه الأسئلة.
يمكن للأشخاص الذين يتشبثون بخمس عاداتٍ صحيةٍ في مرحلة البلوغ أن يضيفوا أكثر من عقدٍ من الزمن إلى حياتهم، وفقًا لدراسةٍ هامةٍ أجريت حول تأثير السلوك على مدى العمر. استخدم الباحثون في جامعة هارفارد استبيانات حول نمط الحياة والسجلات الطبية، شملت 123,000 متطوع لفهم كمْ من الوقت يمكن للإنسان أن يضيف إلى عمره في حالة اتباع 5 عادات صحية أساسية هي:
1. نظام غذائي صحي
2. ضبط الوزن
3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
4. عدم الإفراط في شرب الكحول
5. عدم التدخين
سجل لدى الرجال والنساء الذين اتبعوا هذه العادات ارتفاع ملحوظ في متوسط أعمارهم المتوقعة
عندما قام العلماء بحساب متوسط العمر المتوقع، لاحظوا تأثيرًا كبيرًا ناتجًا عن العادات الصحية. وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتبنوا أيًا من هذه السلوكيات، سجل لدى الرجال والنساء الذين اتبعوا هذه العادات الخمس، ارتفاع متوسط أعمارهم المتوقعة في سن الخمسين، من 26 إلى 38 عامًا و29 إلى 43 عامًا على التوالي، أي 12 عامًا إضافيًا للرجال و14 عامًا للنساء.
اقرأ/ي أيضًا: ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن التمرين؟
يقول مائير ستاميفر، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ علم الأوبئة والتغذية في كلية هارفارد T.H. Chan للصحة العامة: "عندما شرعنا في هذه الدراسة، كنت أعتقد بالطبع، أن الأشخاص الذين تبنوا هذه العادات سيعيشون لفترة أطول، لكن المثير للدهشة هو مدى عظم هذا التأثير".
أجرى الباحثون تحليل البيانات على أمل فهم السبب الذي يجعل الولايات المتحدة، التي تنفق على الرعاية الصحية نسبة من الناتج المحلي الإجمالي، أكثر من أي دولة أخرى، ومع ذلك تحتل المرتبة الحادية والثلاثين في العالم من حيث متوسط العمر المتوقع عند الولادة. وجاء وفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية، أن العمر المتوقع عند الولادة في عام 2015 بلغ 76.9 عامًا للرجال و81.6 عامًا للنساء في الولايات المتحدة، أي ما يقارب المعدلات في بريطانيا، التي تصل إلى 79.4 عامًا للرجال و83 عامًا للنساء.
نمط الحياة السيء يشكل عاملًا رئيسيًا في خفض مدة حياة الأمريكيين
وتشير دراسة نشرت في دورية Circulation العلمية إلى أن نمط الحياة السيئ يشكل عاملًا رئيسيًا في خفض مدة حياة الأمريكيين. إذ لم يتبع سوى 8% من عامة السكان جميع العادات الصحية الخمسة، ومن الجدير بالذكر أن الدراسة ركزت على سكان الولايات المتحدة، لكن وفقًا لما قاله ستاميفر، فإن النتائج تنطبق أيضًا على المملكة المتحدة ومعظم دول العالم الغربي.
اقرأ/ي أيضًا: ماذا تأكل قبل وبعد ممارسة الرياضة؟
لقد تم تحديد العادات الصحية الخمسة، في عدم التدخين، وأن يتراوح مؤشر كتلة الجسم ما بين بين 18.5 و25، وممارسة 30 دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية المعتدلة في اليوم، وعدم احتساء أكثر من كأسٍ واحدٍ من النبيذ بحجم 150 مل في اليوم للنساء، أو اثنان للرجال؛ وhتباع نظامٍ غذائيٍ غنيٍ بالعناصر مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والتقليل من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والسكر.
وقد اتضح أن الرجال والنساء الذين يتبعون حياة صحية على هذا النحو أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 82%، و65% أقلعرضة للوفاة بسبب السرطان مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون نمط حياة الأقل التزامًا من الناحية الصحية، على مدار 30 عامًا تقريبًا من الدراسة.
وأضاف ستاميفر: "نظرًا إلى أن العادات المتبعة ضمن نمط الحياة الصحية معروفة جيدًا، يظل اللغز المطروح، هو لماذا نخفق ذلك الإخفاق الشديد في تبنيها". وأردف قائلًا، إنه "يكمن جزء من المشكلة في أن العديد من الناس يبذلون جهودًا حثيثة من أجل الإقلاع عن التدخين، لكنهم يستمرون في الوقت نفسه في تناول الأغذية غير الصحية، فضلًا عن التخطيط الحضري السيئ، مما يصعب عليهم ممارسة الرياضة، ويعقد العملية برمتها".
وتابع: "أعتقد أن الناس بحاجة إلى النهوض بأنفسهم وتحمل قدرًا من المسؤولية الشخصية، لكننا كمجتمع، يتعين علينا تسهيل الأمر عليهم لمساعدتهم في هذه المهمة، قد يقع الناس في فخ الروتين اليومي الذي يقيد إرادتهم ويجعلهم يعتقدون أن الوقت قد فات لتغيير طُرقهم في الحياة، لكن ما نكتشفه هو أنه عندما يغير الناس طرقهم، نشاهد فوائدًا رائعة تتبع ذلك".
اقرأ/ي أيضًا: