تكشف شهادات الأسرى من قطاع غزة، المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، عن ظروف اعتقال مروعة، وسط تعذيب متواصل، قد يصل إلى حد الموت.
وبينما تكشفت بداية هذه الظروف الاعتقالية الصعبة، مع الصور التي ظهرت للأسرى، بحيث قامت قوات الاحتلال بتعريتهم، قبل نقلهم إلى معسكر سديه تيمان، فإن شهادات الأسرى تكشف عن ظروف التعذيب والاعتقال الصعبة.
تعرض الأسرى لظروف اعتقالية صعبة، شملت الصعق بالكهرباء والحرمان من النوم وإحراق الجلد بالولاعات
ووفق مجلة 972+، التي قامت بجمع 4 شهادات لأسرى مفرج عنهم من قطاع غزة، فقد خضع الأسرى للصعق بالكهرباء، وأحرقوا جلودهم بالولاعات، وبصقوا في أفواههم، وحرموهم من النوم والطعام والوصول إلى الحمامات. وقد تم تقييد العديد منهم إلى السياج لساعات، وأيديهم معصوبة، ومعصوبي الأعين معظم اليوم. وشهد البعض أنهم تعرضوا للضرب على جميع أنحاء أجسادهم وإطفاء السجائر على أعناقهم أو ظهورهم. ومن المعروف أن عدة أشخاص لقوا حتفهم نتيجة احتجازهم في هذه الظروف.
وقال أربعة شهود مختلفين لـ"972+ وسيحاه ميكوميت"، أنه أثناء جلوسهم مكبلي الأيدي في الشارع، دخل الجنود المنازل في الحي وأضرموا فيها النار. وأبلغ جنود جيش الاحتلال المعتقلين أنه تم اعتقالهم لأنهم "لم يتوجهوا إلى جنوب قطاع غزة".
وبحسب الإفادات، فقد تم نقل المعتقلين الفلسطينيين من بيت لاهيا على متن شاحنات، ونقلهم إلى الشاطئ. وقد تُركوا مقيدين هناك لساعات، وتم التقاط صورة أخرى لهم وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتحدث واحد من الأسرى عن كيف طلبت إحدى المجندات الإسرائيليات من عدد من المعتقلين الرقص ثم قامت بتصويرهم.
وبعد ذلك، تم نقل المعتقلين، وهم لا يزالون بملابسهم الداخلية، إلى شاطئ آخر داخل دولة الاحتلال، بالقرب من قاعدة زيكيم العسكرية، حيث، بحسب شهاداتهم، قام الجنود باستجوابهم وضربهم بشدة. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام ، قام أفراد من الوحدة 504 التابعة للجيش الإسرائيلي، وهي وحدة استخبارات عسكرية، بإجراء هذه الاستجوابات الأولية.
وروى أسير آخر، تجربته بالقول: "سألني جندي: ما اسمك؟ وبدأوا بلكمي في بطني وركلي. وقال: "أنت في حماس منذ عامين، أخبرني كيف قاموا بتجنيدك. فقلت له أنني طالب. فتح جنديان ساقيّ ولكماني هناك ولكماني على وجهي. بدأت بالسعال وأدركت أنني لا أتنفس. فقلت لهم: أنا مدني، أنا مدني".
وتابع الأسير: "أتذكر أنني وضعت يدي على جسدي وأشعر بشيء ثقيل. لم أكن أدرك أنها كانت ساقي. توقفت عن الشعور بجسدي. أخبرت الجندي أن الأمر يؤلمني، فتوقف وسألني أين؛ أخبرته على بطني، ثم ضربني بقوة على بطني. لم أشعر بقدمي ولم أستطع المشي. وفي كل مرة أسقط كانوا يضربونني مرة أخرى. كان فمي وأنفي ينزفان، وأغمي عليّ".
داخل القاعدة العسكرية "سديه تيمان"، تم احتجاز الفلسطينيين في مجموعات تضم حوالي 100 شخص. وبحسب الشهادات، كانوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين طوال الوقت، ولم يُسمح لهم بالراحة إلا بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحًا.
وخلال الاعتقال، كان يمنع الأسرى من التحرك أو تغيير وضعهم بسبب الألم، أو إصدار أي صوت، ومن كان يفعل ذلك، يتعرض للعقوبة. ووفق الشهادات، فإن العقوبة الأكثر شيوعًا كانت ربطهم بسياج وإجبارهم على رفع أذرعهم لعدة ساعات.
خلال الاعتقال، كان يمنع الأسرى من التحرك أو تغيير وضعهم بسبب الألم، أو إصدار أي صوت، ومن كان يفعل ذلك، يتعرض للعقوبة
وقال أسير آخر: "لقد تعرضنا للتعذيب طوال اليوم. لقد رُكعنا ورأسنا للأسفل. ومن لم يستطع، تم ربطه بالسياج لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، حتى قرر الجندي إطلاق سراحه. لقد كنت مقيدًا لمدة نصف ساعة. كان جسدي كله مغطى بالعرق. أصبحت يدي مخدرة".
وبحسب شهادة أخرى، قال أسير مفرج عنه: "في إحدى الحالات، تم أخذ معتقل رفض الركوع وخفض يديه بدلًا من إبقائهما مرفوعتين، خلف سياج الأسلاك الشائكة ويداه مقيدتان. وسمع المعتقلون الضرب، ثم سمعوا المعتقل يشتم جنديًا، ثم سمعوا صوت طلق ناري. ولا يعرفون ما إذا كان المعتقل قد أصيب بالرصاص فعلًا، أو ما إذا كان حيًا أم ميتًا؛ على أية حال، لم يعد".