22-أكتوبر-2024
يمارس جيش الاحتلال تطهير عرقي في مخيم جباليا (منصة إكس)

يمارس جيش الاحتلال تطهيرًا عرقيًا في مخيم جباليا (إكس)

وسط حصار مطبق بالدبابات منذ أكثر من 17 يومًا، يواجه سكان مدينة جباليا ومخيمها في شمال غزة ثلاث خيارات: الموت قصفًا، أو جوعًا، أو النزوح، في وقت تثبت الوقائع  على الأرض أن جيش الاحتلال ماضٍ في تطبيق "خطة الجنرالات".
وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة تهجير قسري وأوامر إخلاء لسكان أكبر المخيمات في قطاع غزة بشكل غير مسبوق. فقد أجبرت سكان المخيم المهجرين على الخروج من منازلهم وسلك طريق شارع صلاح الدين، ولم يتمكنوا من حمل إلا أمتعة خفيفة، مواصلين المسير دون توقف حتى أنهكهم التعب. في مشهد متكامل الأركان لعملية تهجير ممنهج وتطهير عرقي لسكان شمال قطاع غزة.

ما يجري في المنطقة هو فعلًا تهجير قسري للفلسطينيين، رغم ادعاءات الاحتلال أنه لا يطبق "خطة الجنرالات" في قطاع غزة

وأكدت المقررة الأممية لحقوق الإنسان، فرانشيسكا ألبانيز، التي اعتبرت أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين في شمال قطاع غزة هو "بمثابة إبادة جماعية وجريمة مروعة"، من جانبها، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أوامر الإخلاء شملت 85 بالمئة من مساحة قطاع غزة، مع منع وصول المساعدات الغذائية إلى الشمال، الذي يعاني من حصار مستمر، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.

وتعليقًا على المشاهد المصورة التي نُشرت، أمس الإثنين، لإجبار سكان مخيم جباليا على الخروج من بيوتهم وتهجيرهم، قال الصحفي، باسل خلف، في حديث لـ"التلفزيون العربي"، إن جيش الاحتلال يجبر سكان مخيم جباليا على النزوح تحت تهديد السلاح، فقد شهدت المنطقة غارات عنيفة وقصفًا مدفعيًا مكثفًا وأحزمة نارية، والمشاهد التي بُثت تظهر أن النازحين هم أطفال ونساء يحملون بعض الحاجيات التي قد لا يجدونها في مكان النزوح الجديد، حيث يُدركون أنهم سيُواجهون المزيد من المشقّة.
وأشار خلف  إلى أن سكان المخيم ينزحون عبر ممر ضيق هو عبارة عن حاجز تحيط به دبابات، وسط مخاطر أن يتم استهدافهم أو اعتقالهم، وهذا ليس الحاجز الوحيد، إذ ينصب الاحتلال عددًا من الحواجز على طول طريق النزوح.

وأوضح الخلف أن النازحين يُجبرون على الخروج من جباليا باتجاه جباليا البلد ومدينة غزة، وقد استهدف الاحتلال تلك المناطق، أو إلى مناطق الشمال وتحديدًا تل الزعتر، وهذه المنطقة أيضًا لا تعتبر آمنة إذ استهدف الاحتلال منازل المدنيين فيها.

وبحسب خلف، نحن نتحدث عن مشهد رأيناه سابقًا عند حاجز نتساريم وغرب مدينة خانيونس، لكن اللافت أن الاحتلال خلال العشرين يومًا الماضية كان يضغط باتجاه هذا المشهد. بمعنى أنه ضيّق على الفلسطينيين ولم تعد هناك مقومات للحياة، البنية التحتية قصفت، حتى خزانات المياه فوق المباني استهدفها الاحتلال.

واعتبر خلف أن ما يجري في المنطقة هو فعلًا تهجير قسري للفلسطينيين، رغم ادعاءات الاحتلال أنه لا يطبق "خطة الجنرالات" في قطاع غزة. وتشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى أن عدد الفلسطينيين في مخيم جباليا ومحيطها كان يقدر بحوالي 200 ألف شخص، لكن اليوم لا يمكن معرفة العدد لأسباب عدة، أولًا لا تستطيع فرق "الأونروا" الدخول، ولا يسمح بدخول سيارات الإسعاف إلى المكان، بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت داخل المخيم، هذه العوامل جعلت المعلومات والصور شحيحة.