23-أكتوبر-2024
عاملات إفريقيات في لبنان

مآسي العاملات الإفريقيات في لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي (وكالة الأناضول)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، مما خلّف المئات من الشهداء والجرحى، ومئات الآلاف من النازحين، ناهيك عن دمار واسع في مختلف مناطق البلاد.

العدوان الإسرائيلي خلّف مآس كثيرة بحق كل من يتواجد في لبنان، سواء أكانوا لبنانيين أم لاجئين، وحالة العاملات الإفريقيات ليست مختلفة عن حالهم، فحسب تقرير لوكالة "الأناضول"، تقطّعت بهنّ السبل، بعد أن فقدن أعمالهنّ.

ففي تقرير للوكالة، تروي عاملات إفريقيات أوضاعهنّ المزرية، بعد أن تقطعت بهن السبل في بلدٍ اضطر أكثر من مليون و340 ألفا من أبنائه إلى النزوح من بيوتهم في مناطق عديدة، لا سيما في الجنوب والشرق، بسبب عدوان الاحتلال.

العدوان الإسرائيلي خلّف مآس كثيرة بحق كل من يتواجد في لبنان، سواء كانوا لبنانيين أو لاجئين، وحالة العاملات الإفريقيات ليست مختلفة عن حالهم

وهنا بادر العديد من النشطاء الإغاثيين بتجهيز مأوى للعاملات الإفريقيات، يُقدّم فيه مساعدات عينية ومالية، حيث قالت "ليا غريب"، وهي إحدى الناشطات في المجال الإغاثي، إنها بادرت بتجهيز مأوى تقيم فيه حاليًا 172 امرأة و3 أطفال رضع من سيراليون، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي، حيث يتم في المأوى تقديم مساعدات للنساء الإفريقيات، تبرعات عينية ونقدية يجري جمعها.

وقالت غريب: "سيتم تخصيص قسم من النفقات لإعادة النساء إلى سيراليون، وسيتم استخدام الباقي لجعل هذا المكان أشبه بمنزل لهن". وأضافت: "نحن على تواصل مع المؤسسات الأمنية والسفارات والحكومات، حتى تتمكن النساء من العودة إلى بلدهن". ويرغب عدد قليل جدًا منهن في البقاء والعمل في لبنان، بينما تريد معظمهن العودة إلى بلدهن، كما أفادت الناشطة الإغاثية.

واستعرضت الوكالة شهادات لبعض العاملات الإفريقيات، ومنهنّ باتريشيا أنتوين، والتي أتت إلى لبنان عام 2021 وعملت في مدينة صور جنوبي البلاد، لكنها اضطرت إلى ترك المدينة بسبب غارات الاحتلال اليومية والمكثفة.

تضيف باتريشيا القادمة من سيراليون: "في البداية لجأت مع مجموعة من الإفريقيات إلى أحد الشواطئ بعد أن تقطعت بي السبل، إلى أن مدت لنا ليا غريب يد العون، واستأجرت مأوى لنا". وتابعت: "منذ وصولنا للمأوى يقدمون لنا ثلاث وجبات يوميًا، ويوفرون لنا الأسرّة والأغطية، وحتى المواد التي تحتاجها النساء".

وأوضحت العاملة الإفريقية رغبتها في العودة إلى بلادها، فلبنان "ليس بلدًا آمنًا"، ووضعها سيء للغاية حسب وصفها، فالأشخاص الذين عملت لديهم "إما دفعوا القليل جدًا من المال، أو لم يعطونا شيئًا على الإطلاق".

كذلك تحدثت عاملة إفريقية أخرى عن سوء أوضاعها ونظيراتها في لبنان، فقالت إيساتو كارجبو: "أفتقد أطفالي كثيرًا، لدي ابن وابنة في سيراليون، وأتيت للبنان من أجل تحسين وضعنا، أفتقد عائلتي وأمي كثيرًا".

وبيّنت "كارجبو" أنها لا تستطيع الحصول على أموالها من رب عملها، وسط أوضاع أمنية سيئة في لبنان بسبب العدوان، حيث ما تزال تقيم في المأوى منذ أسبوعين.