23-أبريل-2023
j

انتشرت مؤخرًا مواد لقيت رواجًا واسعًا تبين لاحقًا أنها منتجة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. (GETTY via Fortune)

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مواد فنية وصحفية تبين أنها منتجة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وقد بدت أقرب للمحتوى الأصلي منها إلى المزيف.

ومن بين ما نشر ثم تبين لاحقًا أنه معد باستخدام الذكاء الاصطناعي، مقابلة لصحيفة دي أكتويلي الألمانية، إذ نشرت قبل أيام مقابلة مع نجم الفورميولا مايكل شوماخر تبين لاحقًا أنها مزيفة. وهو ما دفع عائلة النجم إلى الإعلان عن أنها تخطط لرفع دعوى قضائية ضد الصحيفة التي اعتذرت وطردت الموظفين المسؤولين عن المقابلة ومن بينهم رئيسة التحرير.

نشرت صحيفة ألمانية مقابلة مزيفة مع نجم الفوميولا مايكل شوماخر دفعت عائلته إلى رفع قضية ضدها.

دي أكتويلي كانت في عددها الأخير قد نشرت صورة لشوماخر مبتسمًا مع العنوان: "مايكل شوماخر: المقابلة الأولى"، ثم أوردت اقتباسات باسم شوماخر منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي من دون التنويه إلى ذلك.

وفي حدث آخر أثار ضجة واسعة، انتشرت أغنية مشتركة للمغنيين درايك وذا ويكند قبيل أيام. الأغنية التي ظهرت بداية على أحد الحسابات على تيكتوك ثم انتشرت كالهشيم في النار على باقي منصات التواصل الاجتماعي، تبين لاحقًا أنها منتجة باستخدام نماذج تستخدم الذكاء الاصطناعي مدربة على صوتي المغنيين.

الحساب الذي نشر الأغنية، والذي يطلق على نفسه اسم "غوست رايتر"، قال في وصف الأغنية على موقع يوتيوب "إنها البداية فقط". أما كل من تيكتوك وسبوتيفاي ويوتيوب فسارعت بعد أيام قليلة من صدور الأغنية التي بدت أصلية، إلى حذفها مؤكدة أنها تنتهك قوانين الملكية الفكرية. في حين عبر كثيرون عن دهشتهم بسبب صعوبة تمييز المحتوى المزيف عن الحقيقي.

كما فاز مصور فوتوغرافي ألماني يدعى بوريس إلداغسين بجائزة سوني للتصوير عن صورة بالأبيض والأسود تظهر امرأتين من جيلين مختلفين. المصور رفض الجائزة وقال إنها مزيفة، إذ إنه أنتجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف معرفة ما إذا كانت المنافسات العالمية في هذا المجال مستعدة لقدوم الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي، "وقد تبين أنها غير مستعدة"، على حد قوله.

فاز مصور فوتوغرافي بجائزة سوني للتصوير عن صورة اعترف لاحقًا أنها منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

إلداغسين قال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: "نحن في عالم التصوير بحاجة لفتح نقاش حول ما يمكن أن نعتبره تصويرًا وما لا يمكن اعتباره كذلك. هل مظلة التصوير واسعة بالقدر الكافي لتضم الصور المعدة بالذكاء الاصطناعي؟ أم أن ذلك سيكون خطأً؟... إنني برفضي لهذه الجائزة آمل أن أسرع هذا النقاش."

جدل أخلاقي وقانوني

الحوادث الأخيرة تأتي في الوقت الذي يحتد فيه النقاش حول حدود المسموح والممنوع فيما يتعلق بالمحتوى المنتج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل الافتقار إلى قوانين تنظمه، لدرجة أن البعض حذر من أن التكنولوجيا في طريقها لتدمير التجارب الإنسانية تدميرًا تامًا.

المدير التنفيذي لشركة غوغل، سندار بيشاي، عبر عن خوفه مما قد ينتج عن الاستخدام الخاطئ وغير المضبوط للتكنولوجيا، فقال "إنها يمكن أن تتسبب بالكثير من الأذى إن استخدمت على نحو خاطئ، ونحن لا نمتلك جميع الإجابات المتعلقة بذلك بعد في الوقت الذي تتقدم فيه التكنولوجيا بسرعة. هل يؤرقني هذا كله؟ بالتأكيد."

المدير التنفيذي المشارك في شركة نيوز غارد المتخصصة بالتحقق من الأخبار قال إن الأمر أًصبح كما لو أن هنالك موظفين مصنوعين من الذكاء الاصطناعي متخصصين في نشر المعلومات المغلوطة.

يقول غوردون كروفتس، المدير التنفيذي المشارك في شركة نيوز غارد المتخصصة بتتبع صحة ما ينشر من أخبار على شبكة الإنترنت، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي "ستكون أكثر الأدوات قدرة على نشر المعلومات المغلوطة على الإطلاق، إذ إن صياغة روايات مغلوطة يمكن أن يحدث الآن على نطاق هائل وبشكل أكثر تكرارًا. سيكون الأمر كما لو أن هنالك موظفين مصنوعين من الذكاء الاصطناعي متخصصين في نشر المعلومات المغلوطة."

كما يعد موضوع حقوق الملكية من بين المواضيع التي تطرح بمجرد الحديث عن المحتوى المنتج باستخدام أدوات الذكاء الصناعي، فقد رفع فنانون مؤخرًا دعوى قضائية ضد شركة ستابلتي إيه آي بسبب استخدامها لبعض أعمالهم من أجل تدريب خوارزميات بعض أدواتها. كما رفعت غيتي إيمجز دعوى قضائية ضد الشركة ذاتها في بريطانيا والولايات المتحدة وقالت إن استخدام الشركة لصورها يخرق اتفاقيات كانت قد وقعت عليها فيما يخص البيانات المتاحة لتدريب الخوارزميات.