الرّابعة فجرًا
إنها الرابعة فجرًا
لماذا لا يتخثر الوقت
هذا الاستيقاظ طعمه مالح وله الكثير من المتطفلين
ها أنا أجلس
كمجرد حارس لأشياء ضائعة.
شارع
الشارع بإنارته السخيفة
لتجذبك
الطاولة
الطاولات
الكرسي
الكراسي
أنا من وقت لآخر
ولا شيء يتبدل رأسًا على عقب
النادلة بابتسامتها المفتوحة كطفل عارٍ
لا فرق عندها إن رفعت كأسك
إن شربت كأسها
لا فرق عندها إن كنت تلمع
وكل من بانتظارك هم بانتظار أنفسهم
في الشارع المرصوف ببقع بشرية
لا هم من تحب ومن يحبك
على كل الطاولات نبيذ
نفس النبيذ
على الطاولات مواعيد
نفس المواعيد
للمسافرين في زوارق الجلوس والضجر
لأن النادلة بابتسامتها المفتوحة تساوي بين أطوالنا ورغباتنا
لأن لا فرق عندها إن كنت لا تلمع
ولأنني سأجلس في غرفتي وحيدًا مرة أخرى
أرفع نصف كأسي للنادلة وطفلها العاري
والنصف الآخر للجالسين في مؤخرة الشارع.
حفلة سباب
حينما كان رفيق ينهال بالسباب على أجنبي يحاول تصوير
وصل عنصران من الدرك لحماية الجموع المتجمهرة
مقابل راديو بيروت
من أي اعتداء داعشي
أنا أكره الدرك وهذا ليس بجديد عليكم طبعًا
في لحظة كرهي لهم
تعبر الشارع أربع سيارات رباعية الدفع للدرك
تتدلى من نوافذها قبضات تبحث عن مؤخرات تتحسسها
لكي يكتمل المشهد في رأسي
حضرت دورية للجيش اللبناني العتيد
بصق العنصر من مؤخرة الهمر إلى الشارع
بحركة رأس غريبة
جعلت ذقنه ترتطم بأخمص بندقيته المتدلية
نحو الأسفل.
أشياء عادية
ويسكي
موسيقى على أنواعها
رجل ضخم يغني في أنيس الليل
النوم على أريكة روجيه
رفيق
سُباب
أين القبعة
صباح الخير يا سمعان.