في بنغازي، وسط غبار القذائف وصوت الرصاص المميت وأين تتواصل الحرب في كل ميدان وشارع، ظهرت مجلة "حبكة"، وهي تعتبر الأولى من نوعها في ليبيا إذ تختص بالقصص المصورة من "الكوميكس" و"المانجا اليابانية".
وتشهد بنغازي، أكبر مدن الشرق الليبي، اشتباكات عنيفة منذ الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي بين الجيش الليبي وتنظيمات مسلحة كتنظيم أنصار الشريعة وتنظيم داعش.
يعتقد فريق "حبكة" أن مشروعهم من أفضل ما حدث في بنغازي خلال فترة الحرب
يتحدث نور الدين الهوني، أحد مؤسسي مجلة "حبكة" ورئيس مجلس إدارتها، لـ"الترا صوت" عن اسم المجلة قائلًا: "اخترنا اسمًا فريدًا وجذابًا على علاقة بصياغة القصص". يقول الهوني إن "رسالة "حبكة" تتمثل في مساعدة الشاب الموهوب في مجال الرسم أو التأليف في نشر أعماله وإبداعاته".
انطلق مشروع مجلة "حبكة" من فكرة لمنظمة "كرييتورز" في ليبيا عن كون فئة الشباب المهتمة برسم الـ"مانجا اليابانية" و"الكوميكس" لا تمتلك وسيلة إعلامية تبرز فيها أعمالها وتمكنها من التطور والانتشار، لذلك "استقبل الرأي العام في بنغازي المجلة بترحيب شديد"، حسب الهوني.
تعرّض فريق "حبكة" لإشكاليات عديدة خلال بداية تنفيذ الفكرة أهمها الحصول على مقر عمل ومشاكل الكهرباء المتواصلة، لكن الهوني يصفها بأنها "لم تكن عائقًا وتم تجاوزها". في هذا الإطار يقول لـ"الترا صوت"، "تجاوزنا كل المعوقات واستجابة الناس فاقت توقعاتنا، فقد نفدت جميع نسخ العدد الأول من نقاط التوزيع خلال يومين فقط. كان رد الفعل إيجابيًا وتلقينا مدحًا وإطراء ونقدًا بناء".
ويعتبر أحمد بن عمران، أحد مؤلفي القصص بمجلة "حبكة"، أن "ما يميز القصص المصورة أنها لا تعتمد على الأدوات البلاغية كثيراً كالقصص الأخرى، فالصورة تتكلم وتقول كل شيء".
وللرسام والكاتب في "حبكة" مساحة من الحرية، ما لم يسقط عمله في الترويج للعنف أو لمواقف سياسية أو إزدراء الأديان أو المس بالأقليات، حسب فريق العمل. ويؤكد الفريق أهمية بيئة العمل في ما وصلوا إليه.
تضم مجلة "حبكة" شبابًا موهوبًا في مجال الرسم أو الكتابة، ولا يتعدى متوسط أعمارهم خمسًا وعشرين سنة
تضم "حبكة" شبابًا موهوبًا في مجال الرسم أو الكتابة، ولا يتعدى متوسط أعمار فريق المجلة خمسًا وعشرين سنة. ومن أجل العمل في "حبكة" قام الشباب بتعبئة استمارة تسجيل عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، ثم عرضوا أعمالهم السابقة خلال مقابلات شخصية. بعد ذلك تلقوا تدريبًا حول رسم وكتابة القصص المصورة قصد صقل وتطوير مهارات فريق عمل المجلة. ويفكر الفريق في القيام بتدريبات للشباب الموهوب في العاصمة الليبية طرابلس.
يقول مالك الحداد، أحد أبرز الرسامين بالمجلة، والذي شهد رسمه تطورًا ملحوظًا بعد انضمامه لفريق "حبكة" وحضوره دورات تدريبية عدة، لـ"الترا صوت"، "مشروع مجلة للقصص المصورة هو حلم قديم منذ سنوات الطفولة. حاولت تنفيذه بمفردي في السابق لكني لم أتحصل على دعم مادي. واليوم صرت أشارك حلمي مع مجموعة من الشباب الطموح".
يعتقد فريق العمل أن مشروعهم من أفضل ما حدث في بنغازي خلال فترة الحرب، فالمجلة توفر ترفيهاً وفنًا بنمط غير مألوف عند المواطن الليبي. وهم يرون أنها تقدم صورة إيجابية عن بنغازي خلال هذه الفترة.