09-مايو-2024
Xinhua/REX/Shutterstock / وفي السياق نفسه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال يجتاح شرق رفح متسببًا بأزمات إنسانية"، مضيفًا أن "مئات الآلاف من الفلسطينيين لن يستطيعوا الحصول على الغذاء بسبب اجتياح رفح".

(Xinhua/REX/Shutterstock) لا يعمل سوى ثلث المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة البالغ عددها 36 مستشفى

تخيم الكارثة الإنسانية فوق كافة أنحاء قطاع غزة، ولم تكن رفح بعيدةً عنها في ظل تحولها إلى "مخيم كبير للاجئين"، ولكن الأزمة والكارثية تتفاقم في المدينة، مع تقدم جيش الاحتلال باتجهها، وإغلاق معبر رفح ووقوع المستشفى الأساسي في المدينة تحت نيران الاحتلال.

ويقول أطباء ومسؤولون طبيون في رفح إن المستشفيات في رفح معرضة لخطر الاكتظاظ بموجة من المرضى والجرحى إذا اشتد القتال هناك وظلت الطرق المؤدية إلى غزة غير سالكة.

وقام المسعفون والمرضى بإخلاء مستشفى أبو يوسف النجار، بعد أن تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه معبر رفح الحدودي، ليبقى المستشفى الكويتي التخصصي، الوحيد العامل في المدينة، والذي يتعرض إلى أعباء مضاعفة.

قال طبيب من رفح إن معدل الوفيات بين المرضى ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الأخيرة بسبب نقص الأدوية والمعدات والموظفين

وقال مدير عام مستشفى النجار مروان الهمص "كانت تجربة مريرة، والوضع الآن كارثي"، بحسب ما ورد في صحيفة "الغارديان".

وظل معبر رفح، وهو طريق إمداد حيوي إلى غزة في الأشهر الأخيرة، مغلقًا حتى يوم الخميس، مما أدى إلى قطع الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الوقود.

وأوضحت الصحيفة البريطانية: "أدت الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة إلى إجهاد المرافق الطبية في رفح، مما أدى إلى إرسال موجة جديدة من الضحايا لتلقي العلاج. ووقعت انفجارات متفرقة وإطلاق نار في منطقة معبر رفح خلال الليل، بما في ذلك انفجاران كبيران في وقت مبكر من يوم الأربعاء. ووصل الجرحى إلى مستشفى الكويت على عربات تجر باليد".

ومع اقتحام أطراف رفح، تسيطر إسرائيل الآن على جميع معابر غزة للمرة الأولى منذ سحبت قواتها ومستوطنيها من القطاع قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، على الرغم من أنها حافظت على الحصار معظم ذلك الوقت بالتعاون مع مصر.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات المرضى والجرحى الذين كان من المقرر أن يغادروا يوم الثلاثاء لتلقي العلاج الطبي تقطعت بهم السبل. وقال الدكتور صبحي سكيك، مدير عام طب السرطان في غزة ومقره رفح، إن من بين هؤلاء مرضى السرطان.


اقرأ/ي: مدارس في غزة تحولت لمقابر ودُفنت فيها ذكريات الطفولة

الدفاع المدني لـ "الترا فلسطين": اجتياح رفح يعني الكارثة


وأضاف سكيك: "الوضع سيء للغاية. نحاول الآن العمل من خلال مستشفى ميداني صغير جدًا بموارد محدودة للغاية... لا نحصل على أي إمدادات من أدوية السرطان ولذلك فقدنا الكثير من المرضى. ويتعين على الكثير منهم السفر خارج غزة في أسرع وقت ممكن، لكنهم لا يستطيعون ذلك لأن معبر رفح مغلق. إن الأمر يتجاوز الكلمات".

وهناك مخاوف من تزايد أعداد الذين يعانون من تفشي التهاب الكبد الوبائي والتهاب المعدة والأمعاء على نطاق واسع، نتيجة الاكتظاظ والظروف غير الصحية وارتفاع درجات الحرارة مع اقتراب فصل الصيف، في حين اضطر مستشفى الولادة الرئيسي في رفح الآن إلى التوقف عن قبول المرضى.

ولا يعمل سوى ثلث المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة البالغ عددها 36 مستشفى، وتواجه جميعها نقصًا حادًا في الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية والوقود والقوى العاملة. وقالت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، إنه لم يعد هناك سوى ما يكفي من الوقود لتشغيل الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة لثلاثة أيام أخرى.

وقال مروان الهمص إن معدل الوفيات بين المرضى ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الأخيرة بسبب نقص الأدوية والمعدات والموظفين.

ووصف مشاهد الفوضى أثناء إخلاء مستشفى النجار، حيث يبحث الطاقم الطبي بشكل محموم عن بدائل للمرضى المصابين بأمراض خطيرة أو المصابين. ومع عدم وجود سيارات إسعاف، تم نقل البعض إلى مرافق أخرى في رفح أو في مدينة خان يونس بواسطة عربات يجرها حمار.

وقد ارتفع عدد سكان رفح قبل الحرب الذي كان يبلغ 300 ألف نسمة إلى 1.2 مليون نسمة مع تدفق النازحين من أماكن أخرى في غزة خلال الصراع الذي دام سبعة أشهر.

وقال محمد معين الحور حكيم، وهو طبيب في مستشفى النجار، إن أدوية التخدير والأكسجين نفدت بشدة. مضيفًا: "كان الوضع صعبًا للغاية لذا كان علينا الرحيل، لكن هذا يعني أننا تركنا وراءنا جميع الإمدادات والمعدات الطبية والأدوية".

وقد نزح العديد من العاملين في المجال الطبي مرارًا وتكرارًا، ويكافحون من أجل إطعام وحماية أسرهم.

وقال الطبيب الهمص إن العديد من منازل زملائه قد دمرت أو أصبحت الآن مليئة بأقاربهم الذين أجبروا على الفرار من أماكن أخرى في غزة. متابعًا القول: "لقد قُتل العديد من أقاربي وأصدقائي... لقد فقدت بالأمس أربعة من أبناء عمومتي، ومنذ فترة فقدت أيضًا 10 من أبناء عمومتي وعشرات الجرحى من عائلتي في غزة. حياتنا صعبة".

ويقول مسؤولو الإغاثة إن إغلاق المعابر لفترة طويلة بسبب استمرار القتال قد يتسبب في انهيار عمليات الإغاثة وحدوث كارثة إنسانية.

بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية إن لديها وقودًا يكفي لمدة ثلاثة أيام فقط لعملياتها الطبية في جنوب غزة.

وقال الدكتور علي برهوم، نائب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى النجار، إنه لم يعد يعرف كيف يحافظ على سلامة أسرته. موضحًا "قبل شهر، قمت بنقل زوجتي وأطفالي إلى منزل أقاربنا، والآن أصبح هذا المنزل من بين المناطق التي يهددها الجيش [الإسرائيلي]. الآن ليس لدي أي فكرة عن المكان الذي يمكنني الذهاب معهم".

وفي وقت سابق، بدوره، قال رئيس بلدية رفح للتلفزيون العربي: "نشهد حالة نزوح كبيرة للمدنيين بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح، ونحتاج إلى عدد هائل من الخيام لإيواء 1.5 مليون من النازحين".

هناك مخاوف من تزايد أعداد الذين يعانون من تفشي التهاب الكبد الوبائي والتهاب المعدة والأمعاء على نطاق واسع في رفح

وأضاف رئيس بلدية رفح للعربي: "بعد خروج مستشفى أبو يوسف النجار عن العمل لا يوجد مستشفى كبير في المدينة لعلاج المرضى"، مشيرًا إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف كل المناطق في رفح وليس فقط ما يسميها الاحتلال مناطق آمنة.

وفي السياق نفسه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال يجتاح شرق رفح متسببًا بأزمات إنسانية"، مضيفًا أن "مئات الآلاف من الفلسطينيين لن يستطيعوا الحصول على الغذاء بسبب اجتياح رفح".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للعربي: إن "الاحتلال وضع المستشفى الحكومي الوحيد برفح في دائرة الاستهداف"، متابعًا: "نحن أمام كارثة إنسانية حقيقية ونطالب دول العالم بلجم الاحتلال".