23-أكتوبر-2024
مقاطعة إسرائيل

(Getty) مقاطعة إسرائيل ازدادت إلحاحًا مع ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية

اتسعت رقعة المقاطعة التجارية لإسرائيل مكبّدةً الشركات الداعمة لدولة الاحتلال خسائر تجارية إضافية، حيث شملت المقاطعة عشرات الدول العربية والأجنبية منذ بدء العدوان على غزة.

وقد كانت شركة "نستله" السويسرية لصناعة المواد الغذائية آخر الشركات التي أعلنت هبوط مبيعاتها بعد تأثرها هذا العام بسبب مقاطعة الشركات المرتبطة بإسرائيل.

يشار إلى أن شركة "نستله" السويسرية التي تنتج من بين منتجات أخرى، العلامات التجارية "نسكافيه" و"الكيت كات"، أصبحت منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة هدفًا مركزيًا لحركة المقاطعة (BDS)، وسحب الاستثمارات بسبب ملكيتها لشركة بيع المواد الغذائية الإسرائيلية "أوسمن".

وأكدت شركة "نستله" في بيانٍ صادر عنها أنها شهدت  تباطؤًا في مقياس النمو الداخلي الحقيقي نتيجةً "لتردد المستهلكين تجاه العلامات التجارية العالمية، المرتبط بالتوترات الجيوسياسية".

ليست نستلة وحدها التي تأثرت بالتراجع، فقد سبقتها شركات أخرى أعلنت بدورها عن تراجع في الإيرادات والمبيعات هذا العام نتيجة المقاطعة المتنامية.

وتمثل التباطؤ  في انخفاض معدل النمو الفعلي لشركة "نستله" من 2.2% في الربع الثاني من هذا العام إلى 1.3% في الربع الثالث، حتى مع توقع المحللين ارتفاع المقياس، وفق موقع "ماركت ووتش".

يشار إلى أنّ شركة "أوسيم" التي تملكها "نستله" تأسست في عام 1942 قبل طرحها في بورصة تل أبيب في عام 1992، وهي حاليًا واحدة من أكبر شركات بيع المواد الغذائية في إسرائيل.

وكانت شركة "نستله" قد استحوذت لأول مرة على أوسيم في عام 2016 في صفقة بقيمة 3.3 مليارات شيكل، أي حوالي 876 مليون دولار، لتسيطر بنسبة 100% على الشركة الإسرائيلية.

حصاد المقاطعة:

بحسب ما هو معلن انخفضت مبيعات "نستله" بنسبة 2.5% على أساس سنوي، إلى 67.1 مليار فرنك سويسري (77.6 مليار دولار)، خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، حتى مع زيادة أسعارها بنسبة 1.6% خلال نفس الفترة الزمنية. يضاف إلى ذلك أن أسهم الشركة السويسرية المدرجة في بورصة زيوريخ خسرت 12% من قيمتها منذ بداية العام الجاري.

ليست "نستله" وحدها التي تأثرت بالتراجع، فقد سبقتها شركات أخرى أعلنت بدورها عن تراجع في الإيرادات والمبيعات هذا العام نتيجة المقاطعة المتنامية. فالأسبوع الماضي، خفضت شركة "بيبسيكو" الأميركية للمشروبات الغازية والأغذية توقعاتها لإيراداتها، نتيجة للمقاطعة، حيث توقعت أن لا تحقق مستوى الإيرادات الذي وضعته هذا العام والبالغ نسبة 4%.

وفي آب/أغسطس الماضي أعلنت شركة "ستاربكس" الأميركية، التي تتعرض لحملة واسعة من المقاطعة أن رئيسها التنفيذي أكسمان ناراسيمهان سيتنحى عن منصبه بأثر فوري، بعد عام واحد فقط من توليه مصبه، وذلك في وقت تواجه الشركة تحديات مرتبطة بأدائها، حيث تراجع سهم الشركة إلى 17.8% منذ مطلع العام الحالي قبل أن يرتفع مجددًا نهاية العام.

ووفقًا لتتبع قامت به صحيفة "العربي الجديد"، فقد سجل سهم ستاربكس أدنى مستوياته منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أيار/مايو 2024 حيث سجل السهم 72.5 دولارًا، هبوطًا من 114.2 دولارًا في 24 نيسان/إبريل 2023.

بدورها أعلنت شركة "يام براندز"، المالكة لمطاعم "كنتاكي" و"بيتزا هت"، في آب/ أغسطس الماضي عن تباطؤ مبيعاتها بسبب المقاطعة، وهو ما عبرت عنه الشركة بـ "عمليات الإغلاق والاضطرابات المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط"، إذ انخفض صافي الدخل بنسبة 12% مقارنةً بالعام السابق إلى 367 مليون دولار. وبلغت الأرباح لكل سهم 1.28 دولارًا، هبوطًا من توقعات 1.34 دولارًا.

شركة ماكدونالدز للوجبات السريعة أعلنت هي الأخرى عن هبوط مبيعاتها خلال الربع الثاني من 2024، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2020، بنسبة 1% وهو ما يقل عن توقعات المحللين للنمو المتواضع.

فيما تم تسجيل إغلاق شركة "كارفور" الفرنسية لعدد من فروعها في الأردن، بسبب تنامي حملة المقاطعة، وفي ذات السياق تراجعت سلسلة مقاهي "بريت أ مانجيه" عن خططها لفتح 40 فرعًا إسرائيليّا في ضوء أنباء عن استعداد حملة التضامن البريطانيّة مع فلسطين لإطلاق حملة مقاطعة كبيرة ضد الشركة.

تراجعت شركة إنتل عن بناء مصنع جديد بقيمة 25 مليار دولار في مستعمرة كريات غات الإسرائيلية.

وفي جنوب إفريقيا التي رفعت دعوى الإبادة الجماعية على إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية، أعلنت أكثر من 20 صيدلية أنها مناطق خالية من الأبارتهايد، حيث استبدلت الأدوية التي تنتجها شركة تيفا للصناعات الدوائية الإسرائيلية بمنتجات مماثلة أخرى.

وعلى صعيد الحصاد في مجالات شركات الاتصال، أعلنت شركة "سامسونغ نيكست" في شهر نيسان/إبريل 2024، أنها ستغلق عملياتها في تل أبيب قبل نهاية العام. كما أنهت شركتان من كبريات الشركات اليابانية، وهما إيتشو أفيايشن ونبون إيركرافت سوبلاي، عقديهما مع شركة إلبيت للتصنيع العسكريّ، أكبر مُصنِّع للأسلحة الإسرائيليّة.

وعلى صعيد شركات الملابس الرياضية، أعلنت شركة "بوما" الألمانية في شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 أنّها لن تجدد عقدها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الذي ينتهي مع نهاية عام 2024، في استجابة، حسب المتابعين، لضغوط حركة مقاطعة إسرائيل.

وكتقييم لحصيلة عملها منتصف العام الجاري  قالت حركة مقاطعة إسرائيل  شهر حزيران/يونيو 2024 إن أحد أكبر إنجازاتها حتى الآن، كان في تراجع شركة "إنتل" عن بناء مصنع جديد بقيمة 25 مليار دولار في مستعمرة "كريات غات" الإسرائيلية.

كما توصل استطلاع للرأي أجري في نفس الشهر، وشمل 15,000 مستهلك في 15 بلدًا، إلى أّن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يقاطعون ماركات تجارية بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق 2.3 مليون فلسطيني.