08-يوليو-2024
 المتظاهرون يقطعون أحد الطرق الرئيسية في تل أبيب

(الأناضول) المتظاهرون يقطعون أحد الطرق الرئيسية في تل أبيب

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لإسرائيل استئناف القتال لحين تحقيق جميع أهدافها من الحرب، وذلك وسط توقعات باستئناف محادثات تتعلق بخطة أميركية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، أمس الأحد، أن الحركة تنتظر ردًا إسرائيليًا على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد خمسة أيام من قبولها جزءًا رئيسيًا من الخطة.

نتنياهو يضيف شرطًا للمفاوضات مع حماس

كان من المقرر أن يجري نتنياهو مشاورات في وقت لاحق، أمس الأحد، بخصوص الخطوات المقبلة في التفاوض على الخطة المكونة من ثلاث مراحل التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار/ مايو الماضي، وتضطلع فيها قطر ومصر بدور الوساطة، حيثُ تهدف الخطة إلى إنهاء الحرب، وتحرير نحو 120 رهينة لإسرائيل تحتجزهم حماس في غزة.

وتخلت حماس عن مطلب رئيسي تلتزم بموجبه إسرائيل أولًا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق، وقال مصدر من حماس لرويترز، أول أمس السبت، طالبًا عدم الكشف عن هويته إن الحركة ستسمح بدلًا من ذلك بتحقيق هذا الهدف من خلال مفاوضات في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع.

شروط نتنياهو هي: لا لوقف الحرب، لا انسحاب من معبر رفح، لا لعودة المواطنين من الجنوب إلى الشمال دون رقابة

 

لكن نتنياهو أصر مجددًا على ضرورة ألا يمنع الاتفاق إسرائيل من استئناف القتال لحين تحقيق أهدافها من الحرب، وكانت إسرائيل قد أعلنت في بداية العدوان على غزة أن هذه الأهداف تشمل تفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية وإعادة الرهائن.

وقال نتنياهو: "الخطة التي وافقت عليها إسرائيل ورحب بها الرئيس (الأميركي) بايدن ستتيح لإسرائيل إعادة الرهائن دون المساس بالأهداف الأخرى للحرب"، وأضاف أن الاتفاق يجب أن ينص أيضًا على حظر تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، وعدم السماح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة.

وقالت قناة الـ13 الإسرائيلية، إن نتنياهو أضاف شرطًا إلى الشروط الإسرائيلية في المفاوضات، وهو تفتيش النازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة. ويزعم أن هذا الشرط يهدف إلى منع عودة "المسلحين" إلى شمال قطاع غزة، في إشارة إلى مقاتلي حماس.

ونقلت رويترز على لسان مصدر مطلع ،طلب عدم ذكر اسمه، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيجتمع مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، يوم الأربعاء المقبل في الدوحة.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصدر رفيع المستوى أنه من المتوقع أن يزور بيرنز القاهرة خلال أيام إلى جانب وفد إسرائيلي، بالتزامن مع تجديد جيش الاحتلال في وقت متأخر من مساء أمس الأحد أوامره للسكان والأسر النازحة في عدة مناطق بمدينة غزة بمغادرة منازلهم.

وتأتي المحادثات الجديدة بعد أشهر من محاولات باءت بالفشل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مفاوضات متقطعة لم تسفر عن أي شيء بعد أن قالت واشنطن إن الاتفاق وشيك.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إن المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا وافقت عليه إسرائيل وينهي الحرب، فيما نقلت رويترز عن أحد مسؤولي حماس، الذي طلب عدم نشر اسمه، قوله: "تركنا ردنا مع الوسطاء وننتظر سماع رد الاحتلال"، ووفقًا لمسؤول فلسطيني مطلع على محادثات وقف إطلاق النار فإنه من المتوقع استلام رد جيش الاحتلال خلال أيام.

يديعوت أحرنوت تصف بيان نتنياهو بأنه "غير لائق"

وقال المراسل السياسي لهيئة البث الإسرائيلية، عميحاي شتاي، في تعليقه على بيان نتنياهو إن الأخير "يعرض في الواقع الشروط الإسرائيلية، وهي: لا لوقف الحرب، لا انسحاب من معبر رفح، لا لعودة المواطنين من الجنوب إلى الشمال دون رقابة".

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد ذكرت أن بيان نتنياهو جاء قبل المشاورات الأمنية المقرر عقدها مساء اليوم الإثنين حول صفقة التبادل، وفريق التفاوض الذي يفترض إرساله إلى الدوحة، وأضافت أن نتنياهو أصدر البيان بدون توافق مع وزير الأمن يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية، الأمر الذي شكل مفاجئة للمسؤولين الأمنيين والسياسيين.

ووصفت مصادر الصحيفة العبرية إصدار نتنياهو للبيان في هذا التوقيت بأنه "غير لائق، ويضر باحتمال استعادة الأسرى"، فيما علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على بيان نتنياهو قائلًا: "ما فائدة البيان؟ نحن في لحظة حاسمة من المفاوضات، وحياة الأسرى متوقفة عليها، فلماذا نصدر مثل هذه الرسائل الاستفزازية؟ كيف يساهم ذلك في سير القضية؟".

في غضون ذلك، جدد الإسرائيليون التظاهر في تل أبيب على وقع هتاف "لن نستسلم"، وذلك في ظل محاولاتهم الضغط على حكومة الاحتلال لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، مطالبين نتنياهو بإبرام اتفاق ينهي الحرب على غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، أو التنحي.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية مئات المتظاهرين من اقتحام مقر إقامة نتنياهو في شارع غزة بالقدس الغربية، وقالت رويترز إن المتظاهرين أغلقوا تقاطعات الشوارع الرئيسية في ساعة الذروة لفترة وجيزة في مختلف المدن الإسرائيلية، قبل أن تتمكن الشرطة الإسرائيلية من فتحها باستخدام خراطيم المياه.

وتشهد تل أبيب مظاهرات أسبوعية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تطالب حكومة الاحتلال بإبرام اتفاق وقف إطلاق نار، والتوصل إلى اتفاق مع حماس يفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، فيما يواصل نتنياهو معارضة أي اتفاق قبل القضاء على حماس، على حد تعبيره.