لاحظ الكثير من الناس في المدن التي شهدت إغلاقات عامة بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد بأن صوت العصافير والطيور من حولهم قد تغيّر، وأنهم لم يعودوا يسمعون نفس أنماط التغريد والزقزقة كما كانت في الفترة التي سبقت الجائحة.
وقد أكّد العلماء مؤخرًا هذه الملاحظة، حيث تبين أن الطيور قد عمدت إلى درجة تنغيم أخفض في طبقة صوتها، وأداء زقزقات أجمل وأوضح.
وبحسب ما ذكر موقع NewScientist الأمريكي، فإن الطيور تغير من عاداتها في التغريد وفقًا لطبيعة النشاط والجلبة البشرية من حولها، حيث تدفعها أصوات هدير المحركات والمكيفات إلى أن ترفع من نغمتها أثناء التغريد.
وقد تمكّن العلماء من تأكيد هذه الملاحظات عبر مقارنة أنماط التغريد والزقزقة للطيور والعصافير التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة مع الأصوات المسجّلة لديهم منذ عقود لعدد من هذه الطيور، وقد تبيّن بالفعل حصول تغيّر في أصواتها في الفترة التي ساد أثناءها الهدوء في بعض المدن التي فرضت فيها حالات الإغلاق والحظر الشامل للتجوّل ضمن إجراءات السيطرة على تفشي جائحة كورونا.
ويبدو أن الطيور في ظل ذلك التراجع المفاجئ في الضوضاء المرتبطة ببعض الأنشطة البشرية مثل حركة السيارات والحافلات والتجوّل في الحدائق والساحات العامّة قد تكيّفت عبر تغيير أصواتها وطريقة غنائها، وذلك لتأكيد فرض وجودها في المناطق التي تعيش بها ولجذب انتباه الجنس الآخر من أجل التزاوج. وقد لاحظ العلماء أن أصوات الطيور قد باتت أحلى وأرقّ وأخفض قليلًا من ذي قبل.
وفي حديث مع البي بي سي، تقول الدكتورة إليزابيث ديريبيري من جامعة تينيسي في نوكسفيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي عالمة مختصة بعلم البيئة والأحياء التطوّري، وقد درست أصوات الطيور وتأثرها بالتلوّث والضوضاء: "لقد كان الناس محقين حين لاحظوا تغيرًا في أصوات الطيور والعصافير من حولهم خلال فترات الإغلاق وحظر التجوّل. لقد انسحب البشر من البيئة الصوتية المحيطة، وخلا "المشهد الصوتي" للطيور من جديد، ما دفعها إلى التكيف مع هذا الواقع الجديد، وهذا يثبت مقدار تأثير البشر على شكل الحياة من حولنا، حتى على أصوات الطيور، خاصة في المدن".