18-أكتوبر-2024
جنازة الشهيدة حنان أبو سلامة (ميدل إيست آي)

(MEE) جنازة الشهيدة حنان أبو سلامة

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على حنان أبو سلامة، البالغة من العمر 59 عامًا، من سكان قرية فقوعة شرق مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة أثناء قطفها الزيتون من حقلها الذي يبعد 200 متر من الجدار الفاصل، فاختلط دمها مع حبات الزيتون.

أصيبت حنان في ظهرها بعد أن أطلقت دورية إسرائيلية الرصاص على مزارعين من عائلتها كانوا يقطفون الزيتون. وقال فراس نجلها لموقع "ميديل إيست آي": "جندي كان في سيارة عسكرية بيضاء تُوكل إليها حماية الجدار نزل وبدون سابق إنذار استهدف العائلة بشكل مباشر أثناء قطاف الزيتون".

أصيبت حنان في ظهرها بعد أن أطلقت دورية إسرائيلية الرصاص على مزارعين من عائلتها كانوا يقطفون الزيتون

وأضاف: "كنا أبعد بكثير عن الجدار. فجأة بدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي. بدأنا في جمع أغراضنا للمغادرة وانتقلنا بعيدًا. لوّح والدي بقبعته البيضاء في الهواء على أمل أن يتوقفوا. أطلقوا النار عليها وأصيبت في ظهرها بينما كنا نهرب". وتابع: "تم نقلها على الفور إلى المستشفى، لكن يبدو أنها استشهدت قبل أن تصل إليه. كان لدينا إذن لقطف الزيتون، لكن على الرغم من ذلك أطلقوا النار علينا وقتلوا والدتي".

وأشار فارس إلى أن المجلس القروي لفقوعة بلَّغ المزارعين أن السلطات الإسرائيلية سمحت لهم بالذهاب لأراضيهم لقطف الزيتون، بشرط أن يبقوا بعيدين عن الجدار على مسافة 100 متر على الأقل.

وجاء في بيان المجلس: "أهالي قريتنا الأعزاء، فيما يخص التنسيق لقطف الزيتون للأراضي القريبة من الجدار، وحسب ما وردنا من الارتباط المدني الفلسطيني، فقد تم التنسيق مع الجانب الإسرائيلي على السماح لأصحاب الأراضي المحاذية للجدار والبعيدة 100 متر فأكثر بالذهاب لقطف زيتونهم".

حنان أبو سلامة

وقد أكد رئيس المجلس القروي لفقوعة، بركات العمري، أنه جرى تنسيق مسبق بين السلطات المحلية والهلال الأحمر والجيش الإسرائيلي، للسماح للمزارعين بالوصول إلى مزارع الزيتون الخاصة بهم، والتزم المزارعون بالتعليمات، وكانوا بعيدين عن الجدار لمسافة تجاوزت 150 مترًا.

وشيّع أهالي فقوعة جثمان الشهيدة أبو سلامة إلى مثواها الأخير في القرية، حيث انطلق موكب التشييع من مستشفى "ابن سينا" في جنين، إلى منزل ذويها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وردد المشيعون هتافات منددة بالجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشهيدة.

وهذه ليست الحادثة الأولى التي تستهدف فيها دوريات حماية الجدار المزارعين الفلسطينيين، حيث حصل في الأيام الماضية أكثر من حادث، وأصابت رصاصات دوريات الحماية سيارات المواطنين.

وقد تزايدت بشكل لافت اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال موسم قطف ثمار الزيتون، ووصل عدد الاعتداءات خلال الأيام الأولى من انطلاق موسم قطف الزيتون إلى 88 اعتداءً حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وفي العام الماضي، وثّقت منظمة "يش دين"، 113 حالة عنف من قبل جنود الاحتلال ومستوطنين لعرقلة قطف الزيتون، أو ضد فلسطينيين يعملون في الحصاد. كما شهد العام الماضي أيضًا زيادة في تواجد جنود مستوطنين في "كتائب الدفاع الإقليمي"، الذين غالبًا ما شاركوا في منع الوصول إلى الأراضي أو في أعمال عنف.