أدى الرئيس الديموقراطي المنتخب، جو بايدن، اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة، بعد مخاوف أمنية وتوتر ساد في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء، ليصبح أكبر رئيس أمريكي بعمر يبلغ 78 عامًا، في حفل غير اعتيادي مع إجراءات صحية وأمنية.
تعهد الرئيس الأمريكي بمواجهة الأزمة الاقتصادية، وجائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة أكثر من 400 ألف أمريكي، مشيرًا إلى فوزه في الانتخابات باعتباره انتصارًا للديمقراطية
وتعهد الرئيس الأمريكي بمواجهة الأزمة الاقتصادية، وجائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة أكثر من 400 ألف أمريكي، مشيرًا إلى فوزه في الانتخابات باعتباره انتصارًا للديمقراطية. وقال بايدن إننا "نحتفل اليوم بانتصار ليس لمرشح بل قضية: قضية الديمقراطية.. لقد انتصرت في هذه الساعة الديمقراطية".
اقرأ/ي أيضًا: مؤشرات قليلة على مخططات عنف في واشنطن.. وترامب يصدر قرارًا بالعفو عن 73 مدانًا
ولم تكن الإجراءات الصحية والأمنية الميزة الوحيدة لحفل التنصيب الأربعاء، حيث كان قرار ترامب بعدم الحضور، حدثًا لافتًا أيضًا، مخالفًا بذلك تقليدًا سياسيًا يُنظر إليه على أنه يؤكد انتقال السلطة سلميًا في الولايات المتحدة. لكن ورغم غياب ترامب، فقد حضر كبار الجمهوريين، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بينس وزعماء الكونجرس الجمهوريين، إلى جانب رؤساء الولايات المتحدة السابقين مثل باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون.
وبالتزامن مع تنصيب بايدن، أصبحت كامالا هاريس، ابنة مهاجرين من جامايكا والهند، أول امرأة سوداء وأول امرأة أمريكية وأول أمريكية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس بعد أن أدت اليمين أمام قاضية المحكمة العليا الأمريكية.
وحسب وكالة رويترز، فإن بايدن يتولى منصبه في وقت يسوده القلق العميق، حيث تواجه البلاد عدة تحديات سياسية وصحية واقتصادية، خاصة بعد الاستقطاب الذي أحدثه الهجوم على الكابيتول هيل من قبل مناصري ترامب في الأسبوع الأول من الشهر الجاري. في هذا السياق، وعد بايدن باتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك مجموعة من الأوامر التنفيذية في أول يوم له في منصبه.
وبعد الاستقطاب السياسي الحاد الذي شهدته الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الانتخابات، اختار بايدن نبرة تصالحية، وطلب من الأمريكيين الذين لم يصوتوا له أن يمنحوه فرصة ليكون رئيسهم أيضًا.
وكانت عدة تقارير أمريكية قد كشفت أن الرئيس الديمقراطي المنتخب سيقوم بتوقيع مجموعة من الأوامر التنفيذية بمجرد انتقاله إلى مكان إقامته الجديد في البيت الأبيض بعد أدائه القسم الدستوري أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس على أن تتبعها أوامر تنفيذية أخرى خلال الأيام القادمة، في خطوة وصفت بأنها "إجراء تاريخي (لرئاسة بايدن) في اليوم الأول".
ونقل موقع usatoday الإلكتروني عن الفريق الانتقالي لبايدن أنه سيعلن عن "الإنهاء الفوري" لإعلان حالة الطوارئ الوطنية الذي أصدره الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، فضلًا عن اتخاذه الإجراءات اللازمة في سبيل عودة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية التي أعلن ترامب انسحاب واشنطن منها في تموز/يوليو الماضي، والعودة كذلك لاتفاقية باريس للتغيير المناخي التي انسحبت واشنطن منها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
كما أشار الموقع الإلكتروني إلى أن بايدن سيبدأ في يومه الأول بمنصب الرئيس باتخاذ الإجراءات التنفيذية لإلغاء قرار ترامب المرتبط بحظر سفر مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة، والذي استبقه بإعلانه منح 11 مليون مهاجر غير قانوني الجنسية خلال ثماني سنوات، ووفقًا للخبراء والمحللين فإن القرارات التي من المزمع أن يتخذها بايدن خلال الأيام الأولى تؤكد على توجهه لطي صفحة السنوات الأربع السابقة التي قضاها ترامب في البيت الأبيض.
بعد الاستقطاب السياسي الحاد الذي شهدته الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الانتخابات، اختار بايدن نبرة تصالحية
وأضاف الخبراء أن معظم الإجراءات أو الأوامر التنفيذية التي سيوقع عليها بايدن مرتبطة بجائحة فيروس كورونا الجديد، والأضرار الاقتصادية الناجمة عن الجائحة العالمية، فضلًا عن الأزمة المناخية وقوانين المساواة العرقية، وضرورة إصلاح جهاز الشرطة المتهم بالعنصرية.