أشاد مقال نشرته شبكة سي أن أن الأمريكية بالدور الذي تؤديه طائرات الدرونز التركية في قلب المعادلة العسكرية لصالح الأوكرانيين في الحرب الدائرة على أراضيها، والتي بدأتها روسيا رسميًا في 24 شباط/فبراير الماضي.
بات اسم "بيرقدار" شائعًا في أوكرانيا، حتى صار المواطنون الأوكرانيون يطلقونه على حيواناتهم الأليفة
وبحسب المقال، فإن طائرة "بيرقدار" التركية بدون طيار قد بلغت حدًا من الشهرة بين الأوكرانيين حتى أنهم ابتكروا أغنية تشيد بها، كما بات اسم "بيرقدار" شائعًا في أوكرانيا، حتى صار المواطنون الأوكرانيون يطلقونه على حيواناتهم الأليفة. ففي الشهر الماضي، أعلن محافظ العاصمة الأوكرانية كييف عن إطلاق اسم "بيرقدار" على صغير حيوان الليمور الذي ولد في الحديقة الوطنية في كييف. كما نشر حساب وزارة الخارجية الأوكرانية على تويتر صورة لجرو صغير في مركز تدريب الكلاب لدى شرطة كييف.
وقد نالت طائرة بيرقدار قدرًا كبيرًا من الإشادة من عديد المسؤولين الكبار في أوكرانيا وأوروبا، وذلك للدور الذي كان لها في إعاقة تقدم القوات الروسية وإلحاق قدر كبير من الأضرار بها وبآلياتها. وبحسب سي أن أن، فإن وزير الدفاع البريطاني بين والاس قد تحدث عن الدور الذي كان لطائرات بيرقدار التركية، وعن الأضرار التي ألحقتها بخطوط الإمداد الروسية إلى أوكرانيا، وكيف أن ذك كان "بالغ الأهمية" في إعاقة وإبطاء التقدم الروسي نحو عدة مدن أوكرانية.
وتعد طائرة بيرقدار (بي2)، واحدة من أبرز المسيّرات الحربية المتطوّرة وأكثرها مبيعًا، نظرًا لكفاءتها وسعرها المعقول مقارنة بالطائرات المنافسة. وقد كان لها دور بارز في العديد من مناطق النزاع، ولاسيما في ليبيا، حيث تم توظيفها في دعم عمليات حكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة ضد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إضافة إلى استخدامها من قبل القوات الأذربيجانية في نزاعها مع أرمينيا في إقليم ناغورني كاراباخ عام 2020. كما استخدمت الطائرة في الأجواء السورية في استهداف قوات تابعة للنظام السوري، عدا عن استخدام تركيا لها في عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني.
مقالات قد تهمّك
"الله أكبر" يحبها الغرب.. كل ما تحتاج معرفته عن المقاتلين المسلمين في أوكرانيا
باختصار.. لماذا يطالب بوتين بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل؟
30 مليون حبة دواء مضادّ للإشعاع النووي في رومانيا تحسبًا للأسوأ
وكانت تركيا قد شرعت في تطوير هذه الطائرات قبل عقد تقريبًا، وذلك عبر شركة "أسيلسن" المملوكة للحكومة، بالتعاون مع شركة "بايكار" المملوكة لعائلة صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد صنّعت تركيا أعدادًا كبيرة من هذه المسيّرات وعكفت على تطويرها وفق أفضل التقنيات وأحدثها، بالاعتماد على خبرات محليّة وتعد الطائرة الآن واحدة من أبرز الصادرات العسكريّة التركية لعدد من الدول حول العالم، وفي مقدمتها أوكرانيا. وبفضل هذه الطائرة، إضافة إلى عدد آخر من الطائرات المسيرة الأخرى غير المسمّاة، باتت تركيا واحدة من أهم الدول في هذا القطاع، إلى جانب الولايات المتحدة، والصين.
وبحسب معلقين عسكريين أمريكيين، فإن طائرات بيرقدار التي تمتلكها أوكرانيا حاليًا لم تكن قادرًا على إلحاق أضرار بالجيش الروسي وحسب، بل ساعدت القيادة الأوكرانية على تحقيق "نصر معنوي كبير" أيضًا. وقد بدا ذلك جليًا في اعتماد أجهزة التوجيه المعنوي الأوكرانية على أداء هذه الطائرات في مقاطع الفيديو التي يتم إنتاجها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي حققت انتشارًا واسعًا عبر الإنترنت.
هذا النجاح الذي تحققه طائرات بيرقدار المسيّرة التركية، والتي باتت ضمن أفضل الصادرات التركية وأشهرها، إلا أنّه قد يزيد من مستوى التوتر في العلاقات بين روسيا وتركيا، وقد عبرت موسكو عن ذلك حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ حذّر المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، العام الماضي، من أن المسيّرات التركية قد تكون عامل "عدم استقرار" في المنطقة.
كما كشف مسؤول تركي رفيع المستوى مؤخرًا بأن روسيا قد أعربت غير مرّة عبر القنوات الدبلوماسية في أنقرة عن انزعاج موسكو من مبيعات الطائرات المسيّرة التركية إلى أوكرانيا. وقد ردّت تركيا على تلك الشكاوى بأن طائرات بيرقدار تصنّع من قبل شركة خاصّة، وأن أوكرانيا كانت قد طلبت شراء هذه الطائرات قبل اندلاع الحرب.
وقد كانت أوكرانيا بالفعل واحدة من أوائل الدول التي اشترت طائرة بيرقدار المسيّرة التركية، وذلك في العام 2019، وطلبت منها 36 وحدة على الأقل حتى الآن. وقد أعلن وزير الدفاع الأوكراني الشهر الماضي عن وصول دفعة جديدة من الطائرات المسيّرة التركية إلى بلاده.
وقد وقعت شركة "بايكار تيك" التركية المصنّعة للطائرات المسيّرة عقودًا مع 19 دولة مختلفة، من بينها بولندا، وهي الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو التي طلبت من تركيا الحصول على مسيّراتها.
تجاوزت صادرات تركيا في قطاع الإنتاج الدفاعي العام الماضي 3 مليارات دولار
يذكر أن صادرات تركيا في قطاع الإنتاج الدفاعي قد تجاوزت العام الماضي 3 مليارات دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ تركيا.
