يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره المُطبق على مختلف أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك شمال غزة الذي يشهد تصعيدًا عسكريًا من أكثر من شهر، مما أسفر عن تعطيل أعمال الدفاع المدني، بالإضافة إلى خروج القطاع الصحي عن الخدمة، وسط صعوبات تواجه فرق الإنقاذ لانتشال الجثث من بين الأنقاض، وعدم تمكن الفرق الطبية من إنقاذ المصابين جراء قصف الاحتلال.
وفي التفاصيل، أكد بيان مقتضب للدفاع المدني في قطاع غزة نشر عبر قناته على "تليغرام" أن عمله "ما يزال معطلًا قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية"، مشيرًا إلى جيش الاحتلال هاجم طواقمه "في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع"، فضلًا عن اختطافه 10 أشخاص.
وكان جيش الاحتلال قد بدأ عملية عسكرية في شمال غزة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث عمد إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المنطقة، مطالبًا السكان المدنيين بالإخلاء القسري لمنازلهم، وذلك عبر استهدافهم بشتى أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين، بالإضافة إلى استهدافه المباشر للبنية التحتية للقطاع الصحي.
تواجه فرق الدفاع المدني صعوبات كبيرة في انتشال جثث الشهداء في شمال غزة، مؤكدةً أن الاحتلال يقصف المنازل على رؤوس المدنيين
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال واصل عدوانه البري والجوي على مختلف أنحاء القطاع، حيثُ استهدف تجمعات النازحين في مخيم النصيرات، مما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص، فيما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيثُ يعمل الاحتلال على تكثيف هجماته التي تستهدف وسط غزة.
ويواصل جيش الاحتلال استهداف القطاع الصحي في شمال غزة، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، التي أشارت إلى أن مقاتلات الاحتلال استهدفت قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى كمال عدوان، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد الطواقم الطبية، مضيفة أن الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي مبنى مستشفى العودة في النصيرات.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قد قال في بيان إن: "الجيش الإسرائيلي يقصف المنازل في شمال القطاع على رؤوس الفلسطينيين، ومن يُستهدف يُستشهد لصعوبة إنقاذه"، مؤكدًا في البيان أن "عمليات انتشال السكان من تحت الأنقاض تواجه صعوبات كبيرة".
إلى ذلك، قال رئيس قسم إدارة ودعم البرامج في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تاكوتو كوبو، إن فرقه أجرت 379 تقييمًا لمخاطر المتفجرات، ورافقت 271 قافلة إنسانية إلى غزة، لافتًا إلى أن الفرق رصدت بقايا قذائف وصواريخ غير منفجرة، جراء عمليات القصف البري والجوي والبحري الذي يستهدف مختلف أنحاء القطاع.
وأضاف المسؤول الأممي أن ضباطًا من الدائرة متخصصين يعملون على "التوعية من مخاطر الذخائر ووضع علامات لتحذير المدنيين"، مشددًا على أن "جهود تقييم المخاطر والتوعية لا تعالج المشكلة الأهم المتمثلة في التخلص من الذخائر الذي لا يمكن تنفيذه حاليًا بسبب الظروف الأمنية"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من عام.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أكّدت أنّ جيش الاحتلال يقوم بعملية تطهير عرقي في شمال غزة تشمل تهجير ما تبقى من الفلسطينيين الموجودين في المنطقة.
اقرأ أكثر: https://t.co/q81QlIz9ff pic.twitter.com/1EPolfxSOz— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 11, 2024
وأوضح كوبو في تصريحاته أن "الذخائر غير المنفجرة ستظل موجودة فترة طويلة جدًا من دون أن تميّز بين المقاتلين والمدنيين، وستعيق الأنشطة المستقبلية وإعادة الإعمار والتعافي. لذا بمجرد توقف الحرب الحالية، فإن الاستجابة للذخائر المتفجرة ستكون ضرورية"، ومؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد قالت في تحقيق نشرته، أمس الأحد، أن جيش الاحتلال يسمح لمسلحين من عشيرتين بإيقاف شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة عبر نقاط تفتيش مؤقتة، أو عبر إطلاق النار على إطاراتها، مضيفة أن المسلحين يفرضون على السائقين دفع "أتاوة"، أو ما يطلقون عليه "رسم عبور" مالي يبلغ 15 ألف شيكل، وفي حال رفض السائقين مطالبهم، فإنه إما يقومون باختطاف الشاحنة أو يسرقون محتوياتها.
وأكدت مصادر الصحيفة العبرية أن المسلحين ينفذون هجماتهم التي تستهدف شاحنات المساعدة على بعد مئات الأمتار من جنود الاحتلال المتواجدين في المنطقة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي رفض التدخل لمنع علميات السرقة، بعدما طالبته بعض المنظمات التي تعرضت شاحناتها للهجوم، وأضافت أن "الجيش يمنعهم أيضًا من السفر بطرق أخرى تعتبر أكثر أمانًا"، بحسب ما نقل موقع "ألترا فلسطين".