تعتبر أعراض صداع الشقيقة من أسوأ الآلام الناتجة عن الصداع التي قد يختبرها المصابون، ذلك لأنّها تتعدّى الشعور بألم الرأس إلى التأثير على الممارسات اليومية للمُصاب.
يختلف الصداع العادي عن صداع الشقيقة أو الصداع النصفي وذلك أن الألم فيه يكون في جانب أو نصف واحد من الرأس فقط
يستعرض هذا المقال أسباب وأعراض صداع الشقيقة، بالإضافة إلى خيارات علاج صداع الشقيقة المُتاحة، وفي النهاية يُبيّن الفرق بين الصداع العنقودي والشقيقة.
صداع الشقيقة
صداع الشقيقة أو الصداع النصفي هو أحد أنواع متعددة من الصداع التي قد تُصيب الإنسان، ويكون على شكل إحساس بالألم في جانب أو نصف واحد من الرأس، على هيئة نبضات متتالية من الألم. ويعتقد الأطباء أنّ نوبات صداع الشقيقة تنتج عن عدة تغيّرات تحصل في الدماغ تؤثّر على عدة وظائف وتفاعلات فيه، وقد تكون هذه التغيّرات في الأوعية الدموية في الدماغ أو في طريقة تواصل أعصاب الدماغ، وقد تكون بسبب تغيّرات في توازن المواد الكيميائية الموجودة فيه.
وتختلف أسباب التغيّرات التي تحصل في الدماغ وتُسبب الصداع النصفي من شخصٍ إلى آخر، إذ تلعب عدة عوامل كالجنس والحالة النفسية والنظام الغذائي دورًا في الإصابة بالصداع النصفي. كما يُعتبر العامل الوراثي أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي، حيث أن وجود شخص أو أكثر في العائلة يُصاب بالصداع النصفي يزيد من احتمالية الإصابة به.
تاليًا مجموعة من أسباب الصداع النصفي المحتملة:
- التغيرات الهرمونية: خصوصًا تلك التي تختبرها النساء.
- المحفزات النفسية أو العاطفية: مثل القلق والتوتر والاكتئاب وحتى الحماس الزائد.
- النظام الغذائي: قد تزيد الأغذية والمشروبات مثل الشوكولاتة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين من خطر الإصابة بنوبة الصداع النصفي.
- تناول بعض الأدوية: قد تكون العلاجات الهرمونية وأدوية منع الحمل وبعض المسكنات سببًا في حدوث النوبات.
- العوامل المحيطة: مثل الأضواء الساطعة والضجة والازدحام وارتفاع درجات الحرارة.
كما يمكن أن تشمل مثيرات الصداع النصفي على ما يلي:
- عدم النوم لفترة كافية.
- التعب والإجهاد البدني.
- انخفاض السكّر في الدم.
- عدم انتظام أوقات تناول الطعام.
- جفاف الجسم وعدم ترطيبه.
أعراض صداع الشقيقة
تختلف أعراض الصداع النصفي من شخصٍ لآخر وتتراوح بين الأعراض الخفيفة والشديدة، ويُعتبر الألم الحاد في أحد جانبي الرأس أبرز هذه الأعراض، بالإضافة إلى احتمالية اختبار أعراض أخرى مثل الشعور بالدوخة والقيء وعدم القدرة على تحمّل الضوء والأصوات المحيطة.
وتختلف أعراض الصداع النصفي باختلاف مرحلة الصداع النصفي التي يكون فيها المصاب، إذ يوجد أربعة مراحل من الصداع النصفي قد يمُر المصاب بواحدة أو أكثر منها. تاليًا أعراض الصداع الصداع النصفي بحسب كل مرحلة منها:
- المرحلة الأولى (ما قبل النوبة): تبدأ هذه المرحلة غالبًا قبل بدء النوبة بيوم أو يومين، وتكون أعراض هذه المرحلة على شكل تقلبات مزاجية وتثاؤب متكرر، بالإضافة إلى الشعور الزائد بالعطش مع احتمالية الإصابة بالإمساك.
- المرحلة الثانية (الأورا): تبدأ هذه المرحلة قبل النوبة بوقت قليل وتستمر أثناءها أيضًا، وتشمل أعراضها أوهامًا بصرية أو سمعية، حيث تزيد حساسية المصاب للضوء والأصوات المحيطة.
- المرحلة الثالثة (نوبة الصداع النصفي): تختلف نوبات الصداع النصفي من شخص لآخر، كما يختلف عدد المرات التي تتواتر فيها النوبات. وتشمل أعراض هذه المرحلة أعراض الصداع النصفي الرئيسية وهي الشعور بنوبات من الألم في أحد نصفي الرأس والشعور بالدوار والقيئ، إضافةً إلى التحسس الزائد للضوء والصوت.
- المرحلة الرابعة (بعد النوبة): تستمر هذه المرحلة لساعات أو ليوم عادةً، وتتميز أعراض هذه المرحلة بالشعور بتعب عام وارتباك.
علاج صداع الشقيقة
أول وأهم خطوة في علاج صداع الشقيقة تشخيص أسباب الإصابة وعدم الاكتفاء بعلاج أعراضه. وبالإضافة إلى أسباب الصداع النصفي، يختلف العلاج باختلاف الأعراض، إذ إلى الآن يعتمد علاج الصداع النصفي على علاج الأعراض والتخفيف منها أثناء النوبة، والوقاية من النوبات القادمة باستخدام العلاجات بشكل مستمر وبانتظام وليس اثناء نوبة الصداع فقط.
وعند حدوث نوبة الصداع النصفي، يُنصح بالجلوس في مكان هادئ ومعتم بعيدًا عن الضوضاء وإغماض العينين في محاولة الدخول في قيلولة، وتشمل الأدوية التي يمكن تناولها أثناء نوبة الصداع النصفي:
- مسكنّات الألم الخفيفة والمتوسطة: تساعد مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في علاج صداع الشقيقة الخفيف، وتشمل هذه المسكنات على الآيبوبروفين (ibuprofen) والأسيتامينوفين (acetaminophen).
- مسكنات الألم القوية: في نوبات الصداع النصفي القوية، قد يصف الطبيب المعالج واحدًا من مسكنات الألم القوية كالأدوية المستخلصة من المواد الأفيونية مثل الترامادول.
- أدوية التريبتان (Triptans): يعتبر هذا النوع من الأدوية من أنجع الأدوية في علاج الصداع النصفي، ويعتبرها الأطباء الخيار الأول لعلاج النوبات القوية، حيث تعمل هذه الأدوية على علاج ألم الصداع النصفي بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى كالغثيان وحساسية الضوء والصوت.
ويجدر القول أنّه لا يوجد علاج نهائي للصداع النصفي حتى الآن، لكن يمكن أن تساهم بعض الأمور في التخفيف من عدد النوبات، ويشمل ذلك تغيير نمط العيش والنوم لفترة كافية وتغيير العادات الغذائية والإكثار من شرب الماء. كما أنّ بعض الفيتامينات وبعض الأعشاب الطبيعية لها دور في الوقاية من الإصابة بالنوبات، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
أعراض الشقيقة العينية
يُعرف الصداع بأنواعه المختلفة بأنّه الإحساس بألم في منطقة الرأس بمختلف أجزائه، وقد يشمل ذلك العين، إذ يمكن أن تُسبب عدة أنواع من الصداع ألمًا أو صداعًا في إحدى العينين أو كلتيهما. وينتج صداع العين أو الشقيقة العينية في أغلب الحالات عن أنواع أخرى من الصداع، مثل صداع التوتر أو الصداع العنقودي أو صداع الشقيقة، ويعتبر صداع التوتر أحد أكثر أنواع الصداع تسببًا في صداع العين أو صداع خلف العين. كما أنّ هناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تكون سببًا في صداع العين، منها:
- التهاب العصب البصري.
- الزَّرَق، وهو مرض يُصيب العصب البصري.
- التهاب الصلبة، وهو التهاب يصيب طبقة العين البيضاء.
- مرض جريفز الناتج عن اضطراب المناعة الذاتية.
وتعتبر أعراض الشقيقة العينية من أصعب أنواع ألم العين، حيث قد تُسبب ألمًا يستمر لساعات، وتشمل أعراض صداع العين الأعراض التالية:
- ألم في العين يتراوح في شدته حسب الحالة.
- حساسية تجاه الضوء.
- ضعف الرؤية.
- تغيّرات المزاج.
- دوخة.
- غثيان.
- تقيؤ.
وغالبًا ما يتم علاج الشقيقة العينية باستخدام مسكنات الألم المعروفة والتي يمكن صرفها من الصيدليات دون وصفة طبية. أمّا في حالات صداع العين الأكثر شدّة، قد يصف الطبيب أنواع أخرى من الأدوية، مثل مرخيات العضلات ومضادات الاكتئاب لتثبيت مستويات السيروتونين في الدماغ.
الفرق بين الصداع العنقودي والشقيقة
يمكن معرفة الفرق بين الصداع العنقودي والشقيقة من خلال مجموعة من العوامل والأعراض:
صداع الشقيقة: يكون على شكل إحساس بالألم في أحد جانبي الرأس، ويعتقد الأطباء أن سبب صداع الشقيقة ناتج عن تغيرات تدفقات الدم إلى الدماغ أو تغيرات في الرسائل العصبية. ويعتبر صداع الشقيقة شائعًا أكثر من الصداع العنقودي، وتلعب الوراثة دورًا هامًا في احتمالية الإصابة به، إذ أنّ حوالي 70٪ من المصابين لديهم قريب واحد على الأقل يعاني من صداع الشقيقة. كما أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة به بمرتين إلى ثلاثة مرات مقارنة بالرجال.
الصداع العنقودي: الصداع العنقودي عبارة عن سلسلة من واحد إلى ثمانية أنواع من الصداع القصير المؤلم تحدث يوميًا خلال فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة شهور كل عام أو عامين، وغالبًا في نفس الوقت من كل عام، وهذا أهم فرق بين الصداع العنقودي والشقيقة. وأعراض الصداع العنقودية شديدة تكون على شكل مجموعات تُسمّى عناقيد.
يمتاز صداع الشقيقة بأنه يؤدي إلى ألم في أحد جانبي الرأس، وقد يكون سبب صداع الشقيقة ناجمًا عن تغير في تدفقات الدم إلى الدماغ أو الرسائل العصبية
كما يشمل الفرق بين الصداع العنقودي والشقيقة مدى انتشار كل منهما، حيث أنّ الصداع العنقودي غير شائع كما الشقيقة، ويصيب الرجال خمسة مرات أكثر من إصابة النساء. وعلى الرغم أنّ الصداع العنقودي قد يُصيب أي شخص، إلّا أنّ معظم الحالات تكون لدى رجال في منتصف أعمارهم ولديهم تاريخ مع التدخين.