28-يوليو-2018

يحاول يورغن كلوب إنتاج ثقافة جديدة بالحفاظ على نجوم ليفربول (رويترز)

في الصيف الماضي، أشارت كل التقارير الإعلامية إلى اقتراب برشلونة من الحصول على توقيع النجم البرازيلي فيليبي كوتينيو، لتعويض رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان. لكن ليفربول يومها تمسك بنجمه، وووعد يورغن كلوب حينها جماهير النادي، أن كوتينيو لن يخرج من الفريق في نافذة الانتقالات الصيفية.

يحاول ليفربول مع يورغن كلوب، أن ينتج ثقافة جديدة في النادي، من خلال المحافظة على نجومه

وقبل أشهر، أشرنا في "ألترا صوت" إلى أنّ هدف كلوب، ومن خلفه إدارة ليفربول، بالتمسك بكوتينيو، لم يكن متعلقاً فقط بقيمته الفنية، وإنما للتأكيد على أنّ ليفربول ليس مجرد محطة للنجوم ينتقلون منها إلى الفرق الكبرى، وإنما ليفربول هو فريق صف أول، وأن القائمين عليه الآن لديهم رؤية وتصور لكيفية العودة للأمجاد مرة أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول واللقب.. ماذا تغير خلال 26 سنة؟

رحل كوتينيو في الشتاء إلى برشلونة، وقال كلوب يومها أن الإدارة لم تنصع لحكم برشلونة، ولم ترضخ للإغراءات المالية، بل احترمت إرادة اللاعب، الذي قدم الكثير للنادي، وأن النادي سيفعل المستحيل للحفاظ على نجومه مستقبلاً.

لم يتأثر ليفربول كثيرًا برحيل كوتينيو
لم يتأثر ليفربول كثيرًا برحيل كوتينيو

لم يتأثر مستوى ليفربول برحيل "كوكو"، بل إن نتائج الفريق تحسّنت، خاصة مع ظهور الإنسجام الكبير بين ثلاثي الهجوم، المكون من محمد صلاح هداف وأفضل لاعب في الدوري، والسنغالي ساديو ماني، والبرازيلي روبرتو فيرمينيو. ووصل ليفربول إلى نهائي دوري الأبطال، وخسر أمام ريال مدريد في النهائي، بسبب بعض الظروف التي واجهت الفريق في المباراة، كإصابة محمد صلاح، والأخطاء الكارثية للحارس كاريوس.

يحاول إذن ليفربول مع يورغن كلوب، أن ينتج ثقافة جديدة في النادي، من خلال المحافظة على نجومه، والعمل على استقدام لاعبين عالميين لمعالجة الثغرات الموجودة في الفريق. وقد نجح النادي في تجديد عقد محمد صلاح ليقطع الطريق على محاولات الفرق الراغبة في خدماته، كذلك لا يستمع النادي لأي عرض متعلق بفيرمينيو أو ماني؛ فلن يكرر ليفربول أخطاء الماضي عندما كان يفرط بأبرز نجومه، كتوريس، وسواريز، وسترلنغ وغيرهم، الأمر الذي كان يجعله بعيداً عن منصات التتويج.

بدأ ليفربول مسيرة ترميم الفريق في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث فاز الفريق بالسباق مع مانشستر سيتي، وظفر بخدمات المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك، ليتحسن بشكل ملحوظ الأداء الدفاعي في الفريق. وقد كلفت صفقة فان دايك القادم من ساوثامبتن، 84.5 مليون يورو، ليصبح أغلى مدافع في العالم، وقد موّلت الصفقة بالأساس من أموال بيع كوتينيو.

وكان ليفربول قبل ذلك، قد نجح في مفاوضاته مع لايبزيغ الألماني التي جرت في الصيف الماضي، واتفق الجانبان على انتقال لاعب الوسط الغيني، نابي كايتا، إلى ليفربول، ابتداءً من موسم 2018-2019، حيث فضلت إدارة نادي لايبزيغ يومها أن تبقي كايتا مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي لمساعدة الفريق في مشاركاته الأوروبية.

وسيشكل اللاعب الجديد دعامة كبيرة لخط الوسط، وسيعيد التوازن المفقود في هذا المركز. علماً أن ليفربول سيدفع 53 مليون يورو ثمناً له.

لاعب آخر سيدخل إلى خط وسط ليفربول هذا الموسم، فقد أتم الفريق رسمياً صفقة انتقال فابينيو لاعب ارتكاز نادي موناكو الفرنسي، بطل الدوري الفرنسي العام الماضي، والمتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال في السنة نفسها. وقد أبدت عدة فرق اهتمامها بضم ابن الـ25 سنة، لكن اللاعب اختار ليفربول في النهاية، ومن المتوقع أن يشكل ثنائياً متماسكاً مع نابي كايتا.

بدأ ليفربول مسيرة الترميم بضم فان ديك، أغلى مدافع في العالم
بدأ ليفربول مسيرة الترميم بضم فان ديك، أغلى مدافع في العالم

وبعد هبوط ستوك سيتي إلى دوري الدرجة الأولى، انقض ليفربول على نجم وسط الفريق المخضرم، السويسري شاكيري، وجلبه إلى الأنفيلد رود، مقابل 13 مليون يورو. ويلعب شاكيري في مركز الجناح وكذلك في العمق، وقد يكون ورقة بديلة رابحة يستفيد منها الفريق.

أما كبرى صفقات الفريق، فقد تمثلت في نجاح ليفربول في قطع الطريق على ريال مدريد والظفر بخدمات أحد أفضل حراس العالم اليوم، البرازيلي أليسون، مقابل 65 مليون يورو، ليصبح أغلى حارس مرمى في التاريخ. وقدوم اليسون أشعر جماهير الريدز بالأمان، بعد سنوات العذاب مع أخطاء الحراس، والتي كان آخرها في نهائي دوري الأبطال، عندما تسبب الحارس كاريوس بهدفين من الأهداف الثلاثة التي سجلها ريال مدريد يومها.

في المحصلة، قام ليفربول بـ4 صفقات أساسية تعالج ثغرات الفريق، ولم يعد أمام كلوب أي مبرر للفشل في الموسم القادم

بالمحصلة، قام ليفربول بأربع صفقات أساسية حتى الآن، كلفت خزائنه 174 مليون يورو، اي أكثر بقليل مما حصل عليه النادي لقاء صفقة كوتينيو. الأمور الفنية والإدارية ممتازة اليوم، والصفقات عالجت تقريباً الثغرات الموجودة في النادي، وبالتالي فالفريق مطالب اليوم بالعودة إلى الألقاب وصناعة المجد من جديد، ولا يملك كلوب أي مبرر للفشل في الموسم القادم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ليفربول في عهدة المجنون

3 سنوات ليورغن كلوب في ليفربول.. السعي البطيء نحو المجد