08-أكتوبر-2024
أظهرت الصورة إيناس وهي تبكي وتحمل بين يديها جثمان الطفلة الشهيدة سالي (رويترز)

أظهرت الصورة إيناس وهي تبكي وتحمل بين يديها جثمان الطفلة الشهيدة سالي (رويترز)

بعد أيام من بدء عدوانها على غزة، قتلت إسرائيل الطفلة سالي أبو معمر في غارة جوية. وفي مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، التقط مصور وكالة "رويترز" للأنباء صورة لعمتها، إيناس أبو معمر، وهي تحتضنها وتبكي، وقد أصبحت هذه الصورة واحدة من أكثر الصور التي تجسد معاناة الفلسطينيين في غزة.

استشهدت سالي، البالغة من العمر 5 أعوام، مع والدتها وشقيقتها الرضيعة وجديها وعدد من أقاربها. كما فقدت إيناس، البالغة من العمر 37 عامًا، شقيقتها التي استشهدت مع أطفالها الأربعة في غارة جوية على شمال غزة.

استشهدت سالي، البالغة من العمر 5 أعوام، مع والدتها وشقيقتها الرضيعة وجديها وعدد من أقاربها

خلال عام من العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، نزحت إيناس ثلاث مرات هروبًا من الهجمات الإسرائيلية، وفي إحدى المرات أمضت أربعة أشهر في خيمة. واليوم، عادت إلى منزلها في خانيونس بجنوب غزة، حيث الشقوق في كل جزء من سقف المنزل وتغطي ستارة الحمام فتحة في الحائط بحجم نافذة.

تقول إيناس، وهي تجلس وسط الأنقاض في المقبرة الصغيرة بجوار منزل العائلة، لوكالة "رويترز": "لقد فقدنا الأمل في كل شيء"، تشير إلى قبر سالي الموجود أسفل تلك الأنقاض، وتتحدث عن أن القبر لم يسلم من القصف.

والآن وبعد عودتها إلى منزلها، تعترف إيناس بأنه لم يعد هناك جدوى من النزوح مجددًا. والتقطت الزي المفضل لدى سالي، وهو فستان أسود بالتطريز الفلسطيني التقليدي الأحمر، وألصقته بوجهها. وتحدثت عن أنها: "لا ننتظر سوى وقف حمام الدماء".

كانت إيناس تعيش مع زوجها بالقرب من عائلة شقيقها رامز، وهذا ما أتاح لها قضاء الكثير من الوقت مع أبناء أخيها، أحمد وسالي وصبا. ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على المنطقة التي يتواجد فيه منزله، لجأ رامز مع عائلته إلى منزل أصهاره الذي يبعد نحو كيلومتر واحد. وفي اليوم التالي تعرض المنزل لغارة جوية.

عندما سمعت إيناس، بأمر الغارة، توجهت فورًا إلى مستشفى ناصر في خانيونس. وهناك رأت أحمد، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك، 4 أعوام، وأمسكت بيده. ووجدت سالي قد استشهدت وجثتها في المشرحة. تقول إيناس: "حاولت إيقاظها. لم أصدق أنها استشهدت".

إيناس مع أحمد

في تلك اللحظة، التقط مصور وكالة "رويترز" للأنباء، محمد سالم، صورة لإيناس وهي تحتضن ابنة أخيها الشهيدة، وهي مُكفنة في ملاءة بيضاء. وقد حصلت الصورة على جائزة أفضل صورة صحافية عالمية لهذا العام، وفازت كذلك بجائزة "بوليتزر".

وحينها، قال مدير التحرير العالمي لقسم الصور والفيديو في "رويترز "، ريكي روجرز، في حفل أقيم في أمستردام: "استقبل محمد نبأ حصوله على جائزة ورلد برس فوتو بأسى، وقال إنها ليست صورة تدعوه للاحتفال، ولكنه يقدر التكريم الذي حصلت عليه وفرصة نشرها لجمهور أوسع".

وأضاف روجرز، وهو يقف أمام الصورة في مبنى نيو كيرك التاريخي بالعاصمة الهولندية، أن: "محمد يأمل بهذه الجائزة أن يصبح العالم أكثر وعيًا بالتداعيات الإنسانية للحرب، خاصة على الأطفال".