تُعدّ نوبات الغضب من المشاكل ذات الأهمية، لأنّها قد تؤثر على سلوك الطّفل في المستقبل، فَمَن مِنّا لم يتعرض طفله لنوبات غضب، جعلته يتوتّر؟ ومَن مِنّا لم يفشل في محاولة تهدئة أطفاله أمام الآخرين، ومن منّا لم يطرح سؤال كيف أسيطر على نوبات الغضب عند ابني مرارًا وتكرارًا؟

قد يلجأ الطفل إلى نوبات الغضب بسبب شعوره بعدم القدرة على التعبير عن مشاعره بالكلمات 

فمن المعلوم أن الطّفل لا يستطيع التّعبير عن غضبه بالكلمات، لذلك يظهر غضبه على شكل نوبات غضب، أو تغيّرات في السّلوك، تختلف من طفل لآخر وِفقًا للعمر، ومستوى النّموّ والصّحة العقليّة، ولكنّك وبعد قراءة هذا المقال فإنّك سوف تكون قادرًا على التّصرف بحكمة للسّيّطرة على غضب طفلك.

 

مفهوم نوبة الغضب عند الأطفال 

نوبات الغضب هي تصرفات حادّة مفاجئة وغير منضبطة، تحدث في الغالب عند الأطفال الصّغار، أو أولئك الذين لا يستطيعون التّحكم في عواطفهم، أو لا يستطيعون التّعبير عن احتياجاتهم، مثل الأطفال والمراهقين وكبار السّن الذين يعانون من ظروف صحيّة صعبة. 

أعراض نوبة الغضب عند الأطفال 

بالرّغم من أنّ أعراض نوبة الغضب قد تختلف من طفل إلى آخر، إلّا أنّ هناك أعراض مشتركة تتلخّص فيما يلي:

-      

التّصرف بعدوانيّة.

-      

عدم الاستجابة.

-      

الصّراخ.

-      

البكاء.

-      

التنابز بالألقاب.

-      

العضّ.

-      

الدّفع.

-      

رمي الأشياء.

-      

تسارع نبضات القلب.

-      

القبض على الأسنان.

-      

صعوبة في التّنفس.

-      

شدّ في العضلات.

قد يلاحظ البالغون هذه الأعراض، أو قد نطلب من الطّفل إخبارنا بأيّ من هذه الأعراض فور حدوثها. 

محفّزات نوبة الغضب عند الأطفال 

قد يغضب الطّفل مثل أي إنسان بالغ لأسباب مختلفة، ولكن هناك محفّزات تزيد من احتماليّة حصول نوبات الغضب، وهي:

-      

عدم القدرة على التّعبير عن المشاعر.

-      

عدم القدرة على إيصال الاحتياجات.

-      

الشّعور بالجوع أو التّعب.

-      

اللّعب بلعبة أو القيام بنشاط صعب.

-      

تغيّيرات في الرّوتين اليوميّ المُعتاد.

-      

الاشتباك مع شقيق أو طفل آخر.

-      

عدم الحصول على ما يريد.

- 

التّعرض للتّنمّر.

عوامل أخرى قد تزيد من احتماليّة تعرض الطّفل لنوبات الغضب، وهي:

• 1- التّاريخ العائلي للأمراض النّفسيّة أو الجسديّة.
• 2- العوامل البيئيّة مثل انفصال الوالدين أو سوء المعاملة أو التّعرض للتّنمر.
• 3- الأسلوب المُتّبع في التّعامل مع الطّفل.
• 4- اضطرابات مزاجيّة ناتجة عن التّغير في الهرمونات، خاصّة في مرحلة البلوغ.

 

طرق تساعد على التّقليل من نوبات الغضب عند طفلك

نوبة الغضب هي حدث متوقّع في مرحلة الطّفولة، خاصّة بعد أن يبلغ الطّفل 18 شهرًا. 

ومن الجدير بالذّكر، أنّ نوبات الغضب تقل بشكل ملحوظ وتدريجي عند بلوغ عمر الأربع سنوات، وذلك لزيادة قدرة الطّفل على التّكلم والتّعبير عن مشاعره واحتياجاته، وهناك بعض الطّرق الّتي قد نتمكّن خلالها من تقليل أعراض نوبات الغضب لدى طفلك، إليك بعضها: 

-      

حافظ على الرّوتين اليومي لطفلك قدر الإمكان.

-      

هيّأ طفلك للتغيّرات في الرّوتين أو في بيئته.

-      

حاول السّيطرة على الموقف بطريقة إيجابيّة عندما تتغير الخطط في اللّحظة الأخيرة.

-      

ساعد طفلك على التّعبير عن مشاعره بالكلمات.

-      

قم بتوجيه طفلك لحل المشكلات عندما يواجه العقبات.

-      

تحكّم في عواطفك وتجنّب نوبات الغضب.

-      

لا تتوقع من طفلك أن يكون سعيدًا طوال الوقت، حيث أن الأطفال الصّغار مثل جميع البالغين، لديهم مجموعة من العواطف.

-      

تحدث مع طفلك حول شعوره وساعده على فهم مشاعره المختلفة.

-      

حافظ على نظام غذائي متوازن لطفلك، يتكوّن من الأطعمة الصحيّة.

-      

اجعل طفلك يحصل على ما لا يقل عن ثماني ساعات من النّوم في اللّيلة.

-      

عوّد طفلك على ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التّنفس العميق والصّلاة والتّأمل.

-      

شجّع طفلك على ممارسة تقنيات الرّعاية الذاتيّة عند الشّعور بالإرهاق من المحفّزات، مثل أخذ قسط من الرّاحة أو الذّهاب في نزهة على الأقدام أو ركوب الدراجة.

 

نصائح قدّمها لطفلك للتّعامل مع نوبات الغضب 

يجب علينا كأولياء أمور أن نقدّم لأطفالنا استراتيجيّات مفيدة للتّعامل مع نوبات الغضب، ومنها:

-      

عد إلى 10.

-      

تنفس بعمق وببطء.

-      

ابتعد عن وضع التّوتر.

-      

تحدث إلى شخص تثق به.

-      

اذهب إلى مكان خاص حتى تهدأ.

-      

قم بغسل الوجه.

نصائح للتّصرف مع طفلك عند تعرضه لنوبات الغضب 

سيطوّر طفلك الكثير من مهارات التّأقلم والتّواصل بين سن 1 و 3 سنوات، وقد يساعد هذا في تخفيف بعض محفّزات الغضب.
وبحلول سن 4 سنوات، يكون معظم الأطفال أكثر استعدادًا للمشاركة والتّعبير عن عواطفهم.

وإليك هنا بعض الاستراتيجيّات للتّعامل مع طفل صغير خلال نوبة الغضب: 

-      

تجاهل السّلوك واسمح لطفلك بترك نوبة الغضب تأخذ مجراها، قد يكون هذا صعبًا إذا كنت في الأماكن العامّة أو أثناء القيادة.

إذا كنت تقود السّيارة، حاول إيقافها جانبًا إذا كان ذلك آمنًا، حتى تنتهي نوبة الغضب، أمّا إذا كنت في مكان عامّ، فذكّر نفسك بأنّ نوبات الغضب أمر طبيعيّ، وأن السّماح لطفلك بالتّعبير عن عواطفه هو أفضل شيء يمكنك القيام به في تلك اللّحظة.

-      

تشتيت انتباه طفلك عند بدء نوبة الغضب مباشرة، ويكون ذلك عن طريق كتاب أو لعبة، وقد لا تعمل هذه الطّريقة إذا كانت نوبة الغضب في ذروتها.

-      

غيّر موقع طفلك أو انقله إلى زاوية هادئة إذا كان عمره أكبر من سنتين.

-      

أمسك طفلك حتى يهدأ، قد تعمل هذه الطّريقة بشكل أفضل عند الجلوس على الأرض ولفّ ذراعيك حول الطّفل.

-      

انخفض إلى مستوى طفلك وتحدث معه بصوت منخفض وهادئ مع وجود تّواصل بصري.

-      

تحدث مع طفلك حول الموقف، وقد يعمل هذا بشكل أفضل مع الأطفال الأكبر سنًا.

-      

أَدخل الفكاهة في الموقف، ولكن ليس على حساب طفلك. حاول أن تصنع وجهًا أو صوتًا مضحكًا، أو أن تفعل شيئا آخر تعرف أنّ طفلك يستمتع به.

-      

تفاعل مع طفلك للتحققّ من صحة عواطفه، وساعده على التّعبير عن مشاعره. دَع طفلك يعرف أنّك تفهم استياءه، وأنّه لا بأس من أن يكون لديه مثل هذه المشاعر.

 

 

متى نطلب المساعدة من المختصّين

فكّر في التّحدث إلى طبيب طفلك في الحالات التّاليّة:

-      

إذا كانت نوبات الغضب أكثر تواترًا.

-      

إذا كانت نوبات الغضب تستمر لفترات أطول من الزّمن.

-      

إذا حدثت نوبات الغضب من دون سبب مباشر.

-      

إذا كانت نوبات الغضب تعرّض أشخاصًا آخرين للخطر.

وتذكر دائمًا عزيزي المربّي، أنّ التّدخل المُبّكر لحل المشكلة يقلّل الأضرار الناجمة عنها.

 

 

●    

المراجع الإضافية :

1- Anger in Children: Signs, Causes, & Treatments - Choosing Therapy

2- Helping your child with anger issues - NHS (www.nhs.uk)

3- 7 Ways to Help a Child Cope With Anger (verywellfamily.com)

4- Why Is My Toddler Angry? Signs, What to Do, Prevention Tips & More (healthline.com)

5- Temper Tantrum in Children - Treatment & Prevention (medindia.net)