09-يونيو-2016

ينتج عن الترمضينة حوادث عنيفة أحيانًا(أ.ف.ب)

عند حلول شهر رمضان، يكثر الحديث عن "الترمضينة" في المغرب، وهي عبارة عن سلوك عدواني يصدر عن شخص صائم لينتج عنه شجار في الشارع أو في الأسواق أو حتى بين أفراد الأسرة نفسها، فبالرغم من مظاهر الإيمان التي تتخلل أيام رمضان، فقد أصبح من المألوف أن نسمع عن حوادث عنيفة خلال الشهر الذي من المفترض أن يكون شهر المودة والتسامح.

عند حلول شهر رمضان، يكثر الحديث عن "الترمضينة" في المغرب، وهي سلوك عدواني يصدر عن شخص صائم لينتج عنه شجار وحتى حوادث عنيفة

وخلال اليوم الأول من رمضان، شهدت مدينة وجدة، شمال شرقي المغرب، جريمة قتل بشعة على يد بائع حلوى رمضانية معروفة بـ"الشباكية"، وحسب مصادر إعلامية مغربية، تلقى الضحية طعنة قاتلة في عراك بين الطرفين بسبب خلاف نشب بينهما قبيل أذان المغرب.

طنجة، شمال غربي المغرب، هي الأخرى اهتز سكانها على جريمة قتل أخرى، إذ نقلت مصادر إعلامية مغربية أن شابًا في مقتبل عمره قتل من طرف جاره في نفس مسكنه، بسبب خلاف حول فواتير المياه والكهرباء، توفي إثر ضربة بعصا على رأسه في شجار خلال أيام رمضان الأولى.

وخلال اليوم الثاني من رمضان، ألقت عناصر الشرطة القضائية في الدارالبيضاء، وسط المغرب، القبض على شخص حاول قتل شقيقته الكبرى، في وقت السحور، بعد أن وجه إليها طعنات مختلفة في أنحاء جسمها. وحسب مصادر إعلامية الخلاف نشب بين الضحية وشقيقها حول تزويد منزل العائلة بالماء والكهرباء، وهو الخلاف الذي تطور إلى تعنيف واعتداء بالسلاح الأبيض، وفي كل هذه الجرائم يعتقد كثيرون أن الأمر يتعلق بـ"الترمضينة".

تتعدد أسباب "الترمضينة" عند المغاربة، تقول بشرى، في هذا الصدد، إن "انقطاع إنسان مدمن عن التدخين قد يكون سببًا في خروجه عن طوره، وبالتالي عدم اتزانه خلال فترة الصيام". وتضيف لـ"الترا صوت": "أعتقد أن سبب "الترمضينة" عند الكثيرين نابع عن انقطاعهم عن عادات سيئة أدمنوا عليها، أبرزها التدخين أو شرب القهوة الذي يسبب الصداع خلال فترة الصيام وبالتالي يفقدون أعصابهم ويقومون بممارسات مجنونة".

التلفزيون العربي

أما عدنان، وهو موظف، فيقول: "المغاربة يسهرون كثيرًا خلال شهر رمضان ولا ينامون ساعات الليل المحددة بسبب أجواء رمضان الاحتفالية ليلًا وكثرة الأكل أيضًا" ويضيف: "يصاب الأشخاص المدمنون أيضًا بنوبات صداع قوية أثناء الصيام لكن هذا لا يعني أن لهم الحق في الشجار أو افتعاله أو أن يخرجوا عن طورهم خلال هذا الشهر، ويفسدوا حياة وصيام أناس لا ذنب لهم سوى أنهم التقوا بأشخاص"مرمضنين".

"تنتج "الترمضينة"، بسبب تغيرات ذهنية أو اجتماعية وأيضًا جسدية، تحصل خلال شهر رمضان"، كما تقول خديجة موخشان، باحثة في علم الاجتماع. وترجح خديجة أن "يكون تغيير ساعات النوم من أسباب الترمضينة"، وتضيف: "نجد الأشخاص الذين يغضبون بسرعة هم أساسًا من المدمنين على التدخين أو على تناول المخدرات، والمدمنين أيضًا على الشاي والقهوة، بسبب احتوائهما على مادة الكافيين التي يسبب انقطاعها خلال يوم رمضان تأثر بعض خلايا الدماغ وتنتج تلقائيًا شعورًا بالغضب، وأحيانًا قد نسمع عن حوادث مؤسفة مثل جرائم قتل أو حوادث سير قد تكون مميتة".