فإذا به خلدٌ مدفون
اللامعنى كثٌّ
حين أَمُدّ فيه أنْمُلًا
أصير بِتِسعة أصابع تضُمّ نفسها.
من اختار لي هذا الحفْرَ المُستَمِرّ؟
والنّفقُ لا آخِرَ له
تَمَرّغٌ لا رأس له
تمرّغٌ في الوحل والأترِبة النّازحة.
أَعْرِفُ الكثير
أعرِفُ
الغبار،
التُراب الرّطبْ،
التُّرابَ القاتِمَ المُتَشَقّق،
والغبار الخفيف الذي لا يسُدّ الرّئة كاملة.
أعرِفُ
أوّل النّفقِ،
يُماثِل منتصَفَهُ
إن كان هذا منتَصَفُه؛
الغُبارُ ما يزالُ غُبارًا
لكن هذا "الضّوءُ" الذي تُخبِرُني عنه، لا أميّزُ معناه.
خرير
1
السّاقية مُرابطة على النُّواح
لا يلين الزّئير حين يرى انعكاس صورتِه
يَتَضّخّمُ في انتقال الغبشِ
يَرُدُّ الفجر عن دينِه
عُدْ
بي.
هذا الزّئير
يدكُّني.
2
النّمال
لمّا تمَكّن منها الجوع
تعاقبت على جرادةٍ
أنا
لمّا تمكن منّي الإنشداد
تعاقب عليّ الشّعر.
3
ويستطيل النّواحُ،
غلّة الدّقائق الفارِغة من الكلام
في مُستهل الأغنيات التي أطربتكَ
وأَضْجَرَتْنِي،
لَمّا كنتُ بذرة
وفي تِلك التي سردناها معًا،
يلتوي على البيتِ الأخير
حين صِرتُ سِدرةً راشِدة.
4
يُسعِفُني في النزول
إلى قاع صمتِك
درَجٌ،
تسحبُه خطواتُ الجنّ
إلى التّقاعد.
والأعوادُ،
التي رماها الله
لتُنبِتَ اللّوز،
لن تشفي رمق سُلّمٍ
أحرَقَها الثُّغاءُ الثّقيل.
5
لا يلينُ النّباح
حين يرمقُ انعكاس صورته
تنتابه سُحنةُ شاعِرٍ
في الضّوء الذي لا حول له.
6
فزّاعةُ الشاعِر الذي يَكتُبك:
ذاك اللّوز الذي لا ينبُت.
مَشْهَدٌ
كيس بلاستيك
أسْود
يحْشوه اللّيل بالرّيح.
قِنّينة ماءٍ
أقْلَعَتْ عن الشُّرب
يحشوها مُتَشّرِدٌ بالبول
سماءٌ استقال منها أربابُها
أحشوها أنا بالسّخط.
فراغ
يَحْضر إلَيّ جَرّاح
في ليلة من يوليو
يَفتَحُ صدري
يتلَطّخ مشرطُه بالجفاف
أُشفِقُ عليه،
بِمضَخّة دمٍ لا تعمل.
عملية طرح
صباحًا،
قال لي
سنُغرِقُ رمل الشّاطئ
بأربعة أقدام
مُضاعفة لِمَرّاتٍ طويلة.
سنرْجُم الزّبد
بالحصى
والمُقَلِ المتجمّدة.
ذيل تنّورةٍ يسحبه الموج
الوَقْعُ مُضاعَفٌ، مرّتين،
على الرَّمل الدّاكن المأكول،
حلّ المساء.