فوبيا الثقوب (Trypophobia) أو كما يطلق عليها رهاب النخاريب هي شعور بالخوف أو النفور والاشمئزاز غير العقلاني من مجموعة من الثقوب تكون متكررة كأنماط مثل شكل خلية النحل أو ثقوب الاسفنجة أو ثقوب الفطر وأنسجة النباتات؛ نعم هناك كثيرون ممن يصابون بالذعر بمجرد رؤية الثقوب متركزة في مساحة معينة أو تكرارها بنمطية ما؛ وقد تكون أنت نفسك تعاني من هذا الرهاب بدرجة من الدرجات دون أن تدري!
.
ما هي أعراض فوبيا الثقوب؟ وهل تعاني منها عند رؤية الثقوب؟
لا يشعر من يعانون من فوبيا الثقوب بالخوف فقط بل يرافق هذا الخوف أعراض جسدية تتمثل بالغثيان الذي قد يكون شديدًا والشعور بالحكة والتعرق والرجفان وقد يصل بهم الأمر للإصابة بنوبات الهلع. وتتشابه هذه الأعراض مع أعراض الفوبيا الأخرى وأنواع الرهاب مثل فوبيا الأماكن الضيقة وتشمل هذه الأعراض وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية مايلي:
- الشعور بالاشمئزاز؛ فبعيدًا عن مشاعر الخوف والاضطراب يصاب الأشخاص بالاشمئزاز ويحاولون إشاحة نظرهم عن مناظر الثقوب المتراصة أو حتى الأنماط المتكررة.
- الاضطراب العاطفي؛ قد تختلط مشاعر المصاب عند رؤية الثقوب والنخاريب ويشعر بعدم استقرار في عواطفه.
- الشعور بالخوف والقلق؛ الشعور الحقيقي بالخوف والذعر من مشهد الثقوب سواء كانت حقيقية أو حتى عند مشاهدتها بالصور.
- الصراخ والتعبير عن الخوف بالقشعريرة ووقوف شعر الجسم.
- استثارة الجسم والحكة.
- نوبات الهلع؛ على اختلاف حدتها وفقًا لدرجة الرهاب التي يعاني منها الشخص.
- التنفس السريع.
- ارتجاف الأطراف.
- التعرق.
- القيء.
قد تجد أشخاصًا يتجنبون تناول الفراولة لا لشيء فقط بسبب البثور التي تغطيها! أو ينفرون من لوح الشوكولاتة التي تكون مجمعة على شكل فقاعات مليئة بالثقوب.
قد تعيق هذه الأعراض في حال تكرارها الأنشطة اليومية، ففي حال رؤية الأشخاص لأي نمط من هذه الثقوب في الطبيعة أو في الصور يكن عرضة لهذه الأعراض بدرجات متفاوتة، وعلى الرغم من أن الغالبية ممن يعانون من هذه الفوبيا يشتكون في العادة من أعراض النفور والاشمئزاز أكثر من أعراض الخوف والذعر إلّا أنها قد تجتمع كلها عند الشخص. وتشير إحدى دراسات الحالات لكيفية ظهور هذه الفوبيا والتعرف عليها عند إصابة طفلة في عمر 12 عام بأعراض الفوبيا من خوف وذعر نتيجةً لرؤية نمط من الثقوب على سطح ما، وعندما طلب منها وصف مخاوفها بالرسم قامت برسم مجموعة من الدوائر الصغيرة على شكل ثقوب متجمعة.
وإلى جانب هذه الأعراض التي قد تكون أكثر وضوحًا قد يعاني المصابين بفوبيا الثقوب من أعراض مبهمة وغير واضحة تتمثل في تغيرات سلوكية مثل تجنب المحفزات فقد تجد أشخاصًا يتجنبون تناول الفراولة لا لشيء؛ فقط بسبب البثور التي تغطيها! أو ينفرون من لوح الشوكولاتة التي تكون مجمعة على شكل فقاعات مليئة بالثقوب. وقد يحرمون أنفسهم من البقاء في أماكن جميلة بسبب وجود لوحة تعج بالثقوب.
عانى 16% من المشاركين في دراسة نشرت عام 2013 في مجلة علم النفس من أعراض فوبيا الثقوب عند رؤية جراب بذور اللوتس.
هل تعد فوبيا الثقوب اضطرابًا نفسيًا أم مجرد موضة عابرة؟
وفقًا لموقع very well mind فقد ظهر النقاش حول هذه الفوبيا في عام 2005 لكن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM-V-TR) لم يعترف به بعد على أنه اضطراب نفسي متمايز.
وأما عن نسبة شيوعها فتشير الإحصائيات والأبحاث أنها شائعة جدًا، إذ عانى 16% من المشاركين في دراسة نشرت عام 2013 في مجلة علم النفس من أعراض فوبيا الثقوب عند رؤية جراب بذور اللوتس.
ما هي المحفزات لفوبيا الثقوب؟
لعل السؤال يبقى ما هي الأشكال التي قد تثير وتحفز رهاب النخاريب أو كما تسمى فوبيا الثقوب عند الأشخاص؟، وهي وفقًا للوصف أي تجمع نمطي لثقوب على سطح ما، وحتى وإن لم تأخذ شكل الدوائر المنتظمة وعلى الرغم من قلة الدراسات حول فوبيا الثقوب إلّا أن هذه مجموعة من الأشكال التي عدت محفزات لفوبيا الثقوب، ويكون السؤال لك هنا: هل تنزعج عند رؤيتها؟ أو هل تشعر بأي من الأعراض السابقة عند التعرض لها؟
- حب الرمان المتراص!
- الشعب المرجانية خاصة ذات النتوءات الكبيرة!
- شمع العسل.
- خلية النحل.
- مسام الإسفنج.
- نتوءات الفراولة ومسامها.
- الثقوب والنتوءات في اللحوم.
- بذور الفواكه.
- عيون الحشرات.
- فقاعات الصابون.
قد يصاب الأشخاص أيضًا بالفوبيا نتيجة رؤية الأقمشة المرقطة كجلد الحيوانات، أو حتى عند رؤية الحيوانات المرقطة نفسها مثل النمر والفهد وغيرها.
كيف تعرف إن كنت تعاني من فوبيا الثقوب؟
توجد عدة اختبارات استكشافية تساعدك في معرفة مخاوفك وإن كنت حقًا تعاني من رهاب النخاريب، وإن كانت جميع الاختبارات لا تعطي نتائج دقيقة وحقيقية 100% إلّا أنها تساعدك في فهم مخاوفك ومعرفة إن كان هناك أي حاجة لاستشارة الطبيب والوقوف على أسباب الأعراض التي تواجهها.
يقدم موقع Open-Source Psychometrics مجموعة من اختبارات الشخصية التفاعلية مع نتائج تفصيلية، ومنها اختبار رهاب الثقوب الذي يمكن البدء فيه بعد توضيح على ماذا يعتمد وكيفية تحليل النتائج.
يظهر في الاختبار مجموعة من الصور، بعضها يوجد فيها ثقوب وقد تثير الخوف أو الاشمئزاز وبعضها لا، وسيكون عرض كل صورة بمدة عشوائية مختلفة تتراوح من ثانية ونصف حتى 8 ثوان. وما عليك سوى تخمين المدة التي عرضت فيها كل صورة. في الغالب لن يستطيع من يعانون من رهاب الثقوب ويصابون بالاشمئزاز منها من تقدير وقت عرض الصورة بشكل صحيح وقد يخطئون في ذلك مما يجعل قياس مستوى الدقة في تقدير الوقت مؤشرًا على السلامة من رهاب الثقوب.
يحتاج هذا الاختبار لوقت قصير يتراوح من 5-7 دقائق فقط، ولتحري الدقة يجب التركيز على الصور وعدم الانشغال في تقدير الوقت وحسابه فبدلًا من عد الثواني من الممكن النظر في الصور والتركيز فيها. فالإجابات يجب أن تعتمد على كم الوقت الذي شعرت به في عرض الصورة لا الوقت الحقيقي الذي مر. كما يجب التنبيه إلى أن هذا الاختبار معد للغايات التعليمية فقط ولا يعد اختبارًا احترافيًا أو تشخيصيًا، وستجد تحذيرًا عند البدء فيه ينص على أن بعض هذه الصور مقززة للغاية وقد تجعلك تشعر بعدم الاستقرار. ويمكن تجربة الاختبار مباشرة من خلال الرابط.
قد تعد فوبيا الثقوب أمرًا مزعجًا للغاية فهي تجعل الشخص عرضةً لأعراض لم يكن ليعانيها في الأحوال العادية وفي حالات الاستقرار النفسي، وإن لم تسجل كنوع من الاضطرابات النفسية في المؤسسات العلمية المعتمدة، إلّا أنها لا تنفي وجودها ولا تعدها مجرد موضة عابرة أو أمرًا رائجًا. وقد يكون تسليط الضوء عليها في الآونة الأخيرة هو ما جعل الكثيرين يفهمون مشكلتهم هذه ويتساءلون حول معاناتهم من هذا الاضطراب هل هي حقيقية أم أنها مجرد أوهام؟