نجح عادل إمام في التربع على عرش شبّاك التذاكر لعشرات السنين، وهو ما لم ينجح فيه أحد قبله، وغالبًا لن ينجح فيه أحد بعده، خصوصًا مع ازدياد مزاجية جمهور السينما وارتفاع ذوقه العام بعد الإقبال الشديد على السينما العالمية في السنوات الأخيرة.
كان عادل إمام دائمًا للجمهور بالمرصاد، عبر الكثير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات بمواضيع وتيمات مختلفة، خاطب الزعيم الجمهور على اختلاف أذواقه فاستطاع أن ينال إعجاب وحب الجميع.
إلى جانب أفلامه الكوميدية الشهيرة، قدّم عادل إمام أفلامًا ناقشت قضايا مصيرية مثل الإرهاب وبسط النفوذ والفساد وزواج المال بالسلطة، أفلام لا تنسى قدمها الزعيم صنفها النقاد على أنها أهم أفلامه، ونستعرض فيما يلي بعض هذه الأفلام.
1- اللعب مع الكبار
من إخراج شريف عرفة وتأليف وحيد حامد. قدّم عادل إمام بصحبة محمود الجندي وجبة سينمائية دسمة تناول فيها سلطة الكبار ونفوذهم الذي يقدر على التحكم في كل شيء، مغامرات عديدة نخوضها عبر ساعتين من الزمن.
عمل على الزهار (محمود الجندي) بسنترال كبير يمكنه من الاستماع إلى أهم مكالمات العاصمة، يستمع إلى حديث الكبار وترتيباتهم للقيام بقتل هذا وحرق ذاك، فيخبر صديقه حسن بهلول (عادل إمام) الذي يقوم بدوره بإبلاغ السلطات المختصة لتبدأ حلقة أخرى من الحكاية كل مرة.
2- الإرهابي
قاهرة التسعينيات، كل شيء مشتعل حتى الرماد يخبئ النيران، الجماعات الإسلامية في أوج قوتها، نجيب محفوظ ينجو من محاولة اغتيال، بينما لا يحالف الحظ فرج فودة الذي يلقى مصرعه على يد الإرهاب.
عبر هذه الأجواء الساخنة، نتعرف على حكاية فيلم "الإرهابي" من خلال علي (عادل إمام) الشاب المنتمي إلى جماعة إرهابية يكلف بإحدى المهمات في شوارع حي المعادي معقد التخطيط العمراني.
عقب إتمام مهمته يختبئ بمنزل أحد كبار الأطباء لتدور رحى أحداث جديدة يلتقي فيها بمجتمع آخر منفتح يعيش حياة أخرى غير التي كان يعرفها، ليتغير كل شيء في حياته ولا يعود إلى سيرته الأولى.
الفيلم من إخراج نادر جلال، وتأليف لينين الرملي.
3- طيور الظلام
فيلم "طيور الظلام" من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة. يقدم عادل إمام قصة محام مغمور تقوده شهوة السلطة إلى أعلى المناصب، في رحلة مثيرة يفقد فيها صديق عمره ومبادئه.
فتحي نوفل (عادل إمام) محامٍ في أحد الأقاليم، يعيش في مكتبه ولا يملك المال ولا الشهرة ولا أي شيء، فقط يعيش يومه بما يتحصل عليه من الترافع عن الغانيات، صديقه وزميله على الزناتي (رياض الخولي) يعيش حالًا مشابهة إلا أنه يملك بعض التدين الذي يمنعه من الانغماس في بعض الشهوات.
تجري الأيام بالصديقين، ينضم على إلى الجماعة، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين، بينما يلتحق فتحي بالسلطة عن طريق أحد أهم وزرائها، عبر أجواء السياسة الساحرة يتبدل كل واحد منهما ويحصل على المزيد من المال والشهرة، يفترقان، إلى أن يجمعهما السجن، في تجسيد للصراع الدائم بين النظم الحاكمة بمصر وجماعة الإخوان المسلمين.
4- الإرهاب والكباب
"الإرهاب والكباب" من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة. أحد أكثر الأفلام تميزًا في تاريخ السينما المصرية، يتحدّث الفيلم عن المواطن البسيط الذي قد تدفعه الدولة لأن يرتكب الأعمال الإرهابية.
أحمد (عادل إمام) مواطن بسيط يعمل بأكثر من عمل ليتحصل قوت أسرته، يريد أن ينقل ابنه إلى مدرسة أخرى فيفاجأ بالروتين الحكومي الرتيب، يطلبون منه الذهاب إلى مبنى مجمع التحرير الذي يعد أكبر قلاع الروتين في مصر.
زحام شديد وأجواء خانقة يضطر فيها أحمد إلى حمل السلاح واحتجاز كل رواد المبنى تحت تهديد القتل، تدور أحداث عديدة مختلفة وشيقة، يطلب من السلطات غداء من الكباب لكل من يحتجزهم، مشاهد عديدة تنتهي بخروجه من المجمع بطريقة غريبة وفي نهاية من أهم وأجمل نهايات السينما المصرية.
5- الحرّيف
"الحرّيف" من تأليف بشير الديك وإخراج محمد خان. واحد من أكثر الأفلام التي نالت إعجاب الجميع جمهورًا ونقادًا، الفيلم المصنف من روائع السينما المصرية قدّم فيه عادل إمام درسًا قاسيًا عن هزيمة الأحلام.
الوجهة هذه المرة من أحياء القاهرة الشعبية وبمشاهد حقيقية من شوارعها حيث يعيش فارس (عادل إمام)، الشاب الموهوب الذي تجرى الكرة الشراب بين قدميه كما تجري نظيرتها الفاخرة بين قدمي مارادونا.
يخضع فارس لسماسرة الكرة، يلعب مقابل المال ويعمل في مصنع للأحذية، كل ذلك ليواجه الظروف الاقتصادية الطاحنة التي ستطحن موهبته وتضطره للتوقف عن لعب الكرة مقابل الحصول على عمل ثابت يضمن له الاستقرار الأسرى.
اقرأ/ي أيضًا: