كان المصريون القدماء يعتقدون أن الشمس قوة طبيعية روحية قادرة على الإحياء وقادرة على نشر الموت فهي إن غابت مات الزرع وعم الظلام، وإن أشرقت انتشرت الخضرة. وكان المصريون القدماء يعتقدون أن الشمس حين تغيب تذهب إلى "الغرب" وهو العالم السُفلي.
في مصر سابقًا لم يكن بالإمكان الاحتفال بحصاد سعيد دون القطط التي كانت تمنع الآفات من غزو مستودعات القمح والحقول وتحولت تدريجيًا إلى كائنات مقدسة
عبد المصريون القدامى الشمس وأسموها "الإله رع" وكان للإله رع أبناء كثر منهم "مافدت" أو "باست"، وهي الإلهة الأنثى التي تحمل رأس قطة. كانت أكثرهم تقلبًا في المزاج وحدة وعنفًا وقدرة على منح الخصوبة وتحفيز الرغبة الجنسية وتحقيقًا للثأر ممن يطلب منها الثأر، كما يُشاع. يحكى أن رع طلب منها أن تلقن شخصًا درسًا، فما كان منها إلا أن جعلته يسكر من دمه حتى ترحمه ولا تصدر فيه حكم الإعدام. وهكذا عبد المصريون القدامى القطط ومنحوهم قداسة ومكانة خاصة. في هذا المقال، سنغوص في أغوار هذا العالم العجيب.
في مصر ومنذ 3500 عامًا ق.م، خزّن المصريون القمح في مستودعات ضخمة، وخاصة في مواسم الحصاد الطويلة، ولم يكن بإمكانهم الاحتفال بحصاد سعيد دون القطط التي كانت تطارد الفئران والحشرات والأفاعي ومنعت الآفات من غزو مستودعات القمح وحقول المصريين، فأصبحت حيوانات مدللة، ثم تحولت إلى حيوانات لها قدسيتها ورسمها المصريون كآلهة للخصوبة على جدران ونقوش معابدهم ومقابرهم وفي نصوص الأهرامات.
اقرأ/ي أيضًا: توريد القمح المحلي في مصر.. "مشكلة كل عام" تنذر بكارثة
قدّس المصريون القطط وكانوا يعاقبون كل من يؤذي قطًا عقوبة تصل إلى الموت، وإذا مات قط لديهم حلقوا حواجبهم حدادًا على موته، ومن ثم قاموا بتحنيط القطط وتحويلها إلى مومياوات. وحديثًا، وجد العلماء في مدينة بني حسن، إحدى المدن الواقعة جنوب محافظة المنيا في صعيد مصر، مقبرة تحوي 300 ألف مومياء للقطط ويعود تاريخها إلى عهد الأسرة الوسطى الفرعونية.
قدّس المصريون القدامى القطط وكانوا يعاقبون كل من يؤذي قطًا عقوبة تصل إلى الموت، وإذا مات قط لديهم حلقوا حواجبهم حدادًا على موته
اعتقد المصريون أن الإله مافدت وهي كلمة تعني (العدو) يحمي من المشاكل اليومية، ووضعوه في بيوتهم، كما اعتقدوا أنه يحمي الضعفاء من الأطفال حديثي الولادة، والنسوة الحوامل. كانت عملية التحنيط تشمل نزع جميع الأحشاء باستثناء القلب، ثم تجفيف الجسد باستخدام الملح، وتعبئته بالرمال، ولفه جيدًا بالقماش القوي، الذي كان يتم نقعه في توابل وزيوت تكسبه رائحة طيبة وتحافظ على ثباته.
الجدير بالذكر أن القطط لم تبق المعبودة المفضلة طوال عصور الفراعنة القدماء بل فقدت قدسيتها مع تغير الأسر الفرعونية، وتحولت في فترات إلى عنصر دائم في القرابين التي يضحي بها الشعب تقربًا للآلهة مما أدى إلى التضحية بمئات منها، واختفاء رسومها تدريجيًا.
اقرأ/ي أيضًا: حقائق ممتعة عن شم النسيم في مصر
لكن هل للقطط المنزلية الحديثة علاقة بـ"القط الإله الفرعوني"؟
الإجابة نعم. فقد جاء في دراسة نشرتها مجموعة من العلماء من جامعة كاليفورنيا ديفس أشاروا إلى أن المصريين هم أول من استأنسوا القطط في العالم ثم تبعهم دول الهلال الخصيب، وبأخذ عينات من الحمض النووي لمومياوات القطط ومقارنتها بالقطط المنزلية الحالية، وُجد أن هناك الكثير من التطابقات بين القطط المنزلية الحالية والقطط الفرعونية القديمة، التي انتشرت في جميع أنحاء العالم و تطورت وتغيرت سلالاتها فيما بعد.
لم تبق القطط المعبودة المفضلة طوال عصور الفراعنة القدماء بل فقدت قدسيتها مع تغير الأسر الفرعونية
الأغلى مبيعًا!
القط المصري الحديث يُعرف بقط "الماو" ، يتميز بفراء من نوع " الشمواه" الخفيف، وله رقبة رفيعة مميزة وأذنان طويلتان مميزتان، وهو قط يُفضل الدفء ويتأثر بدرجات الحرارة أكثر من غيره من السلالات، وكذلك فإن فترة الحمل عند قط الماو أطول من غيره، فهي عند القطط الأخرى تتراوح من 65- 67 يومًا بينما تصل عند قط الماو إلى 73 يومًا. ويُعد قط الماو الأغلى مبيعًا في العالم حيث يتراوح سعره من 300 إلى 3000 دولار في السلالة الأكثر نقاء.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف ارتبط النيل بحياة المصريين؟
لماذا يرى المصريون الشؤم في يوم "الثلاثاء"؟
مصادر: