يتابع العالم بأسره هذه الأيام وقائع الجلسات العلنية لدعوى التشهير التي رفعها الممثل الأمريكي جوني ديب ضد زوجته السابقة وإحدى نجمات هوليوود الصاعدات آمبر هيرد، في قضيّة متشابكة لا تخلو من تعقيد وإرباك لشدّة التضارب في المعلومات والشهادات فيها. نستعرض في هذا المقال كل ما تريد معرفته عن قضية جوني ديب وآمير هيرد، ونعرض لك القصّة الكاملة لها من البداية حتى الوصول إلى قاعات المحاكم.
تكثّف حديث الناس عن جوني ديب وآمبر هيرد وطلاقهما الفضائحي وواقع العنف المنزلي الذي يقع على الرجل أحيانًا كما يقع على المرأة
وقد نقلت جلسات المحكمة عبر قناة تلفزيّة خاصة بالمحكمة لنقل الجلسات العلنية، وهو ما ضاعف من معدلات مشاهدة القناة في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية. كما تفاعل الناس في مختلف أنحاء العالم مع القضيّة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ما تزال عدّة وسوم متصدّرة عبر تويتر، حيث تكثّف حديث الناس عن جوني ديب وآمبر هيرد وطلاقهما الفضائحي وواقع العنف المنزلي الذي يقع على الرجل أحيانًا كما يقع على المرأة.
والقضيّة بين جوني ديب وآمبر هيرد شائكة ومحيّرة. فرغم أنّها من الناحية القانونية قضيّة تشهير رفعها جوني ديب على هيرد بسبب مقال نشرته عنه في إحدى الصحف، إلا أن هيرد تصرّ على اتهام ديب بأنه كان يسيء إليها ويعنّفها، وهو اتّهام يقابله جوني ديب باتّهام مقابل، يفيد بأنّه هو الضحيّة، وأنّه عاش معها أيامًا بالغة القسوة. ويبدو أنّ الحقيقة الكاملة تقع في منطقة ما بين هذين الادّعائين، وهو ما يجعل مهمّة القضاء في هذه القضيّة بالغة الصعوبة، ولاسيما أنّها تترافق مع رأي عام متقلّب بين كل جلسة وأخرى، مع كفّة تميل لصالح ديب حينًا، ولصالح هيرد أحيانًا أخرى.
ولم يكن مفاجئًا، ونحن في هذه اللحظة التاريخية التي يبدو أنّها تتّسم بالنكوص عن الموقف المبدئي المتعلّق بتصديق الضحايا من النساء والانطلاق من النظر في قضايا العنف المنزلي من افتراضٍ أوّلي يضع الرجل "الأقوى" موضع اتهام مقابل المرأة الضحيّة لكونها "الأضعف"، أن نجد أن الكفّة قد رجحت على مستوى الرأي العام المرافق لقضية جوني ديب وآمبر هيرد، لصالح الأوّل، الذي قدّم رواية مقنعة على كونه هو الضحيّة، معتمدًا على مشهديّة تمثيلية فعّالة داخل الجلسات، والتي قدّم فيها ديب عن نفسه صورة محكمة البناء، راعى فيها كافّة التفاصيل، على مستوى الخطاب واللغة ونبرة الحديث والملابس والانفعالات، بالإضافة طبعًا إلى التفاصيل التي كشفها عن علاقته المعقّدة بطليقته هيرد، وجوانب العنف المنزليّ التي تحمّلها قبل فسخ الزواج بها.
لقد بدا واضحًا للجميع أن رأس المال الأهمّ الذي يملكه جوني ديب هو صورته العامّة كأحد أبرز شخصيّات هوليوود وأكثرها نجاحًا، فهو نجم "دوني براسكو"، و"قراصنة الكاريبي" وغيرها من الأفلام البارزة في مسيرته المهنيّة التي جعلته قريبًا من الجمهور من مختلف الفئات العمرية، ومن كلا الجنسين. كما أنه رشّح لنيل الأوسكار ثلاث مرّات، كما رشّح للقب "الرجل الأكثر جاذبيّة" مرّتين. وهو بهذه الإنجازات والحضور العام يبدو قادرًا على الإفلات من أي انتقاد أو تحصين صورته من أي اتّهام، كيف لا وهو في تلك الطبقة المتمايزة عن البشر، أو هكذا يراد تصويرها، من أمثال جورج كلوني وبراد بيت ودي كابريو وغيرهم من أساطين هوليوود المكرّسين.
أما آمبر هيرد، فقد دخلت مرحلة الشهرة الحقيقية حين التقت بجوني ديب أثناء تصوير فيلم "ذا رام دياري" عام 2009، وكانت حينها في علاقة مع رجل آخر (وهو مع أخرى). وحين صدر الفيلم في العام 2011، كانت تلك إشارة أولى على أنّ هذه الفتاة، التي تصغر ديب بعشرين عامًا تقريبًا، قد دخلت مرحلة جديدة من حياتها المهنيّة والشخصيّة، وأن الأضواء ستسلّط عليها كهدف محتمل لنجوم هوليوود الذكور الكبار.
وهو ما كان. ففي العام 2012 انفصل كلّ منهما عن شريكه السابق، وبدآ بالتواعد العاطفي واللقاءات المتكرّرة، حتى أعلنا الخطوبة عام 2014، ثم تزوّجا في العام الذي يليه، وهو زواج لم يدم طويلًا.
ففي العام 2016، طلبت أمبر هيرد الطلاق، ثم طلبت من المحكمة بعد أربعة أيام وضع قيدٍ على جوني ديب لمنعه من الاقتراب منها. ومن هناك، بدأت سلسلة الفضائح والاتهامات بين الطرفين، وصولًا إلى المحكمة العلنية اليوم.
في هذه المادة سنستعرض معًا ما نعرفه حتّى الآن عن المحاكمة ووقائعها بين جوني ديب وآمبر هيرد، وكيف يقدّم كلّ طرف روايته عن الأزمة، وما الذي سيعنيه كلّ ما يجري بين نجمي هوليوود على مجمل النقاش حول العنف الجندري في عصر ما بعد "أنا أيضًا" في الولايات المتحدة والعالم.
من يلاحق الآخر في هذه القضيّة؟
رفع جوني ديب على آمبر هيرد دعوى تشهير على خلفيّة مقال نشرته ضدّه في صحيفة واشنطن بوست عام 2018، وهو مقال بعنوان "لقد رفعت صوتي عاليًا ضدّ العنف الجنسي وواجهت غضب المجتمع.. متى سيتغير ذلك؟". ورغم أن هيرد لم تأت على ذكر ديب في المقال، إلا أنّها قدمت نفسها في المقال على أنّها "شخصية عامة تمثّل واقع العنف المنزلي".
كان وقع المقال صادمًا على جوني ديب، وهو ما دفعه إلى التفكير برفع دعوى ضد هيرد، حيث جادل فريق الادعاء بأن هيرد متورّطة بالتشهير ضد زوجها في المقال الذي نشرته، وهو ما بدا أن القاضي يتفق معه، وأنها تلمّح في المقال إلى أن جوني ديب قد أساء إليها وعنفها خلال مرحلة الزواج الذي لم يستمر أكثر من عام فقط.
وقد تأكّد ذلك حين اتهمت هيرد طليقها جوني ديب بالعنف الأسريّ في أيار/مايو 2016، بعد أيام من تقدمها بدعوى الطلاق، حيث طلبت أمرًا بالمنع ضدّه بدعوى أنّه رجل يميل إلى العنف في المنزل. ولم يتأخر محامي ديب بالردّ على ذلك الاتهام، إذ أصدر بيانًا أوضح فيه أن دعوى هيرد كاذبة، وأنّها تهدف عبر هذا الاتهام إلى الضغط من أجل "تسوية مالية مبكرة".
وحين جرت تسوية الطلاق بين الطرفين في آب/أغسطس 2016، سحبت هيرد طلبها القضائي بوضع قيدٍ دائم على جوني ديب يمنعه من التواصل معها أو الاقتراب منها. كما قرر الطرفان، وبشكل غريب ولافت، إصدار تصريح مشترك يتراجعان فيه عن الاتهامات السابقة التي وجهها كلّ منهما للآخر، وأنها ادعاءات غير صحيحة خرجت في لحظة انفعال متسرّعة، وأنّه لم يكن هنالك أي تقصّد من أي منهما لإلحاق الأذى الجسدي أو العاطفي بشريكه. هذا التصريح في جوهره يتضمن نفيًا لكون جوني ديب قد مارس العنف الجسدي أو الجنسي ضد هيرد، كما ينفي أيضًا أن تكون هيرد قد مارست الابتزاز على ديب بإثارتها تلك الاتهامات لأغراض مادّية.
في تسوية الطلاق مع ديب، حصلت آمبر هيرد على 7 ملايين دولار أمريكي. إلا أنّها، ومن أجل تأكيد أنها لم تكن تسعى إلى الكسب المادّي من الخلاف معه، تبرّعت بالمبلغ كاملًا لأغراض خيريّة، فقسمته لصالح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU)، ومستشفى لوس أنجلوس للأطفال.
كان جليًا للمتابعين غرض هيرد وراء هذا التبرّع، وهو التأكيد للعامة على أنّها لم تكن تفتري على ديب بتهمة العنف المنزلي لابتزازه ماليًا في دعوى التسوية، وذلك لأنّها تبرعت بالمبلغ كاملًا ولم تدخل منه دولارًا واحدًا إلى جيبها.
كانت الرياح في تلك الفترة على خلاف ما يتمنّى جوني ديب. لقد كانت الولايات الأمريكية تحت تأثير لحظات مفصليّة في تاريخها في العام 2016، بعد انتخاب دونالد ترامب وصعوده الشعبوي اليميني إلى البيت الأبيض، بالإضافة إلى الفضائح التي دارت حول هارفي واينستين، وتفجّر ظاهرة "أنا أيضًا"، حين بدأت النساء بالحديث عن أشكال الإساءة والاستغلال من الرجال في مواقع السلطة والتأثير في عالم الفنّ والأعمال والسياسة والرياضة. وقد كان يمكن أن تضيع قضية جوني ديب وآمبر هيرد بين زحام تلك القضايا، لولا أن الاتهامات ضد هارفي واينستين قد أسقطت في تشرين الأول أكتوبر 2017، وهو ما قلب المعادلة رأسًا على عقب، وبدا أن العالم بأسره قد بات يتحدّث بغضب عن أولئك الرجال النافذين في هوليوود والمحصنين من الاتهام ضدّ أي دعاوى بالعنف أو الاستغلال من طرفهم ضد النساء. في هذا السياق، عادت ادعاءات هيرد ضد ديب إلى الواجهة، وبدأ الإعلام يتحدث بنبرة أكثر تعاطفًا معها، وأنّها ربما كانت محقة على الأرجح في مناشدة القضاء لوضع حدّ ضد طليقها يمنعه من الاقتراب منها خوفًا من العنف والاعتداء، ما دام أنّ أحدًا لا يصدّق "الضحايا" من النساء، خاصة حين يكون الجاني رجلًا مشهورًا ومحبوبًا مثل جوني ديب.
في ذلك السياق، برز اسم آمبر هيرد من جديد، كواحدة من الضحايا اللواتي كان يجدر بالعالم تصديقهنّ، واختارها الاتحاد الأمريكي للحقوق المدنية لتكون "سفيرة حقوق المرأة"، ونشرت مقالًا في نهاية العام 2018 بهذه الصفة الاعتبارية الجديدة. هنا بدأت الصورة تنقلب لصالح هيرد ضد جوني ديب الذي ناله الكثير من التشهير والاتهام بالعنف المنزلي والاعتداء الجنسي، وهو ما دفعه إلى التفكير برفع دعوى قضائية ضد طليقته هيرد، وكان ذلك في آذار/مارس 2019، مطالبًا بتعويض مالي بقيمة 50 مليون دولار أمريكي. في كانون الثاني يناير 2021، رفعت هيرد دعوى مضادّة ضد جوني ديب بقيمة 100 مليون دولار، وهي دعوى من المفترض أن تبدأ في وقت لاحق من العام الجاري. أما الجلسات الجارية حاليًا فهي تابعة للدعوى الأولى التي تقدم بها جوني ديب ضد هيرد.
ثمة تفصيل إضافي يضيف بعض الإرباك لهذه الدعوى والدعوى المضادة بين الطليقين، وهو أن هذه القضيّة القائمة حاليًا، يمكن أن تعتبر "إعادة" لدعوى سابقة تتعلق بهذه الأزمة، جرت وقائعها في العام 2018، ولكنها كانت بين جوني ديب ضد صحيفة "ذا صن" البريطانية بدعوى التشهير، بعد أن وصفت ديب بأنه "الرجل الذي يضرب زوجته"، وقد بدأت تلك الدعوى في المحاكم البريطانية، في العام 2020.
حينها، كان على الصحيفة عبء إثبات ادعائها بأن جوني ديب "يضرب زوجته"، وهو ما اضطر الصحيفة إلى طلب استدعاء آمبر هيرد، للحديث عن اعتداءات ديب عليها، وهي رواية بدت مقنعة للقاضي، والذي رأى بأن "السيد ديب أثار لدى السيدة هيرد خوفًا على حياتها".
لم يكن ذلك الحكم الصادر في لندن كفيلًا بإسقاط الدعوى التي رفعها ديب على هيرد في الولايات المتحدة، وهكذا ظهر الطليقان من جديد أمام المحكمة في ولاية فيرجينيا.
"اعتداءات متبادلة" أم تكتيك من جوني ديب لتشويه صورة هيرد؟
الملاحظة الأشدّ وضوحًا بحسب موقع "Vox" الأمريكي في قضية "ديب-هيرد" هي أن لا شيء ناصع الوضوح في القضية، وأنه يصعب الوصول إلى استنتاجات قاطعة بشأن أي الطرفين حتى الآن، وذلك بسبب حالة الفوضى والتعقيد التي تحيط بالقضيّة من جميع الجوانب، ولاسيما كونها قضية دخلت حيّز الاستقطاب بين أنصار الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حتى باتت قضيّة رأي عام شديدة الحساسية.
ثمة مع ذلك أدلة قويّة على وقوع عنف من طرف ديب على هيرد. ففي المحاكمة في لندن، تم استدعاء شهود يؤكدون رواية هيرد، إضافة إلى رسائل نصية وإيميلات ومذكرات وصور، كلها أظهرت للقاضي صحّة الدعوى بأن هيرد عاشت حياة تتسم بالعنف مع شريكها الذي كان على الأغلب يعاني من إدمان الكحول أو المخدرات.
إلا أن ثمة أدلة أخرى تؤكّد العكس، وتشير إلى أن ديب كان هو الآخر ضحية عنف من هيرد عبر علاقتهما التي لم تدم طويلًا. وقد ثبت ذلك عبر تسجيلات تم تسريبها عبر وسائل الإعلام، تعترف فيها هيرد بأنها اعتدت بالضرب على جوني ديب، وتسخر من احتمال أن يتحوّل يومًا ما إلى ضحية، وهو ما يضاعف الدراما في قضية جوني ديب وآمبر هيرد.
في أحد التسجيلات المسربة تقول هيرد لجوني ديب: "أخبر العالم، جوني، قل لهم، أنني، أنا جوني ديب، ضحية، أيضًا، للعنف المنزلي، وانظر كم الناس سيصدقون هذه الدعوى أو سيقفون إلى جانبك حينها".
هذه التسجيلات والأدلة الأخرى التي عرضها فريق ديب القانوني في المحكمة، جعلت الكفّة تميل إلى صالحه في قضيته مع آمبر هيرد، خاصة مع بروز شهادات إضافية من صديقات سابقات لجوني ديب أكّدن أنه لم يكن عنيفًا معهن، وأنّ العنف لم يكن صفة مرتبطة بشخصيته. أما هيرد، ففي سجلّها بعض الاتهامات بحقها بأنها كانت تميل إلى العنف مع من حولها من الأصدقاء أو شركاء العمل.
كما أوضح فريق جوني ديب القانوني أن آمبر هيرد لم تتبرع بتسوية الطلاق كاملة لأغراض خيرية. فعلى الرغم من تعهّد هيرد بالتبرع بمبلغ 3.5 مليون دولار لصالح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنيّة، فإن الاتحاد أكّد بأنه لم يتلقّ سوى 1.3 مليون دولار من هذا المبلغ، وأن نصف مليون من هذا المبلغ على الأقل كان مقدمًا من إيلون ماسك، والذي واعد هيرد لفترة وجيزة بعد طلاقها من جوني ديب. ويرى فريق ديب أن هيرد ربما كانت بحاجة إلى المال، وقد حاولت ابتزاز جوني ديب ودفعه إلى تسوية ماليّة ضخمة عبر اتهامه بالعنف ضدها والاعتداء عليها.
ميزان التعاطف في قضية جوني ديب وآمير هيرد؟
لا شكّ في أن جوني ديب قد حقق نجاحًا كبيرًا في كسب تعاطف الناس معه ضد آمبر هيرد. فأينما توجهت على وسائل التواصل الاجتماعي، على فيسبوك وتويتر وتيك توك وإنستغرام، ستجد مقاطع ومنشورات تتعاطف مع ديب وتتهم هيرد بالكذب والشرّ. باللغة الإنجليزية، بلغت مشاهدات وسم "العدالة لجوني ديب" (JusticeForJohnnyDepp) 3 مليارات مشاهدة على تيك توك وحدها. وقد تصدر وسم مماثل على منصة تويتر طوال الفترة الماضية في العديد من الدول حول العالم. وبحسب موقع "فوكس"، فإن فريق ديب قد وظف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل احترافي لإثارة حالة من التعاطف مع موكلهم، بالإضافة إلى وجود بعض الأدلة التي تشير إلى احتمال اللجوء إلى حملات رقمية منظّمة لكسب معركة التعاطف على السوشال ميديا.
من سيكسب هذه الجولة من المعركة؟
في نهاية المطاف، فإن الحقيقة المحبطة حول قضية جوني ديب وآمبر هيرد والحوارات المفتوحة حولها، هو ما يبدو انعدام القدرة على التعامل مع الجوانب الأشد غموضًا وإرباكًا فيها، إضافة إلى عدم قدرة العامّة على النظر إلى هذه القضيّة دون استخدام عدسة "البطولة"، سواء من عشاق جوني ديب، وهم الكثرة الكاثرة، أو من المتعاطفين مع آمبر هيرد.
ثمة توقعات تستبعد فوز ديب بالمعركة القضائية التي رفعها ضد هيرد، خاصة وأن قوانين التشهير في الولايات المتحدة تضع عبء الإثبات على المدعي لا على المدعى عليه في هذه القضايا، وهو ما يعني أن على ديب إثبات أنه لم يعتد على هيرد ولم يمسها بأذى. وبما أن ديب خسر القضية مرة في المملكة المتحدة، حيث القوانين هناك أكثر سهولة في مثل هذه القضايا لصالح الادعاء، فإنه سيخسر هذه المعركة مجددًا في الولايات المتحدة.
لا يبدو من المرجح كذلك أن تتعافى سمعة ديب بشكل كامل حتى بعد هذه المعركة القضائية
لا يبدو من المرجح كذلك أن تتعافى سمعة ديب بشكل كامل حتى بعد هذه المعركة القضائية، ولو كسب هذه الجولة على مستوى التعاطف العامّ وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومن غير الوارد بحسب بعض التقديرات أن تتحمس هوليوود للاستمرار في التعاون مع جوني ديب بعد كل هذا الجدل، خاصة بعد خسارته للقضية في المملكة المتحدة. وفي حال خسر القضية ثانية في المحاكم الأمريكية، فإن ذلك سيضاعف التهديد على مستقبله المهني. أما هيرد، التي لا تتمتع أصلًا بالسمعة المكرّسة في عالم هوليوود بعد كنجمة كبيرة، فستكون خسارتها أكبر، لضعف حصانتها الرمزيّة بمعايير هذا القطاع.